غزة - رامي خريس
اعترف رئيس السلطة منتهي الولاية محمود عباس بفشل مشروع المفاوضات مع الاحتلال لكنه قال أنه لم يندم على المضي في هذا الطريق .
عباس صرح بذلك خلال خطابه بذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات في رام الله أمس ، ومن المعلوم أن شكوكا تحيط في أسباب موت عرفات ، الذي تُتهم (إسرائيل) بتدبير عملية قتله بمساعدة مقربين منه ، وذلك بعد ما قيل أنه رفض العرض الأمريكي في مفاوضات كامب ديفيد التي رعاها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
وغضبت الإدارة الأمريكية على عرفات في حينه وحاصرته حكومة الاحتلال في المقاطعة برام الله ، وضغطوا عليه للقبول بحكومة يرأسها عباس ويتحكم في مالها سلام فياض رئيس حكومة المقاطعة اللا شرعية حالياً.
*المؤامرة
واكتملت فصول المؤامرة بتسميم عرفات ، ودفعوا عباس للواجهة ، ليعاود الحديث عن أن برنامجه وخياره الوحيد هو مواصلة مسيرة التسوية والولوج في دائرة المفاوضات من جديد.
ويبدو أن الكأس الذي ذاقه عرفات ومات على اثره قد يتجرعه عباس أو على الأقل قد تبلل حنجرته قطرات منه ، ولكن ادراك الأخير لفصول المسرحية التي جرى إخراجها بمهارة فائقة في مقر المقاطعة قبل سنوات دفعه لان يكون أكثر حذراً ، وقد يحاول الهروب بطريقة "المنسحب بأقل الخسائر" .
ومع ذلك فإن حديث قادة سلطة رام الله وحركة فتح عن فشل المفاوضات وتعنت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لم يمنعهم من القبول بالعودة إلى المفاوضات والى لعبة التسوية التي لا تنتهي فصولها.
آخر التصريحات التي تحدثت عن عدم جدوى مشروع التسوية كانت لصائب عريقات المسؤول عن ملف المفاوضات في منظمة التحرير والذي اعترف بفشل 18 عاماً من المفاوضات ، وقال أن عباس وصل إلى قناعه والى لحظة الحقيقة أن لا دولة فلسطينية مع رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو".
وإذا كانت الدولة لن تقام لتعنت نتنياهو ولعناد ايهود أولمرت ولتطرف سلفهم اريئيل شارون ، فهل ينتظرون لأن يصل لرئاسة حكومة الاحتلال احمد الطيبي مثلاً ؟!.
* اعتراف صريح
ولم يمنعهم الاعتراف الصريح بفشل طريقهم من دعوة حماس على السير على خطاهم ومطالبتها بالاعتراف بدولة الاحتلال وبتركهم يواصلون مسيرة التسوية التي يقولون انها خيارهم الاستراتيجي.
ومع أن التفكير الواقعي يقول أنه لزاماً عليهم أن يغيروا طريقهم وأن يسيروا مع حماس في مشروعها الذي لا يزال يثبت أنه الأجدى في ظل معطيات الواقع ، إلا أنهم يحاولون الالتفاف عليها وعلى ما حققته من فوز في انتخابات عام 2006 م ، في محاولة لإزاحتها عن المشهد السياسي الفلسطيني .
يقولون أنهم فشلوا ويعودون للتمني مع كل دعوة للجلوس على الطاولة المستديرة ، يخفقون في الحصول على شيء ويستمرون .