بقلم : مصطفى الصواف
الأربعاء موعدنا مع توقيع المصالحة بين حركتي فتح وحماس في القاهرة بحضور السيد محمود عباس والسيد خالد مشعل وبمشاركة قادة الفصائل الفلسطينية وبحضور مصري رسمي والجامعة العربية في تظاهرة إعلامية سيركز عليها الإعلام بكل أشكاله وألوانه وأطيافه، كون المصالحة تشكل حدثا تاريخيا في القضية الفلسطينية وعملا مفصليا قد تترتب عليه أمور كثيرة شرط أن تصدق النوايا لدى كل الأطراف وخاصة فتح وحماس.
من حقنا أن نكون أكثر تفاؤلا؛ ولكن الحذر وعدم الإفراط في التفاؤل أمر مشروع في ظل التجارب التي مر بها الشعب الفلسطيني في هذه القضية تحديدا، وفي ظل التشكيك في بعض المواقف والتي سيقطع الشك فيها التطبيق على ارض الواقع وهذا ما ننتظره كشعب فلسطيني.
لا يفصلنا عن التوقيع إلا ساعات والواقع على الأرض لم يتغير عدا التخفيف من الحملات الإعلامية والتراشق الإعلامي على الأقل وبحذر شديد.
فلازالت حملات الاعتقال في الضفة الغربية لعناصر حماس مستمرة ولازال المعتقلون يقبعون في سجون السلطة والإجراءات على الأرض لم يطرأ عليها تغيير يذكر، فلا مؤشرات يمكن أن يبنى عليها الأمر الذي زاد من درجة التشكيك لدى المواطن الفلسطيني وتحديدا في الضفة الغربية التي عانت الأمرين من إجراءات السلطة بحق أبنائها.
قد يرى البعض أن الواقع في حقيقته لم يتغير، فالاتفاق وقع بشكل رسمي ولا إجراءات التنفيذ بدأت حتى يحدث التغيير، لوجهة النظر هذه وجاهتها؛ ولكن كان من المفترض ان تقدم إشارات للمواطن الفلسطيني أن هناك بوادر انفراج أقلها وقف حملات الاعتقال ومداهمة البيوت والاستدعاءات للمواطنين فهذا لا يحتاج كثير جهد.
صبرنا سنوات طويلة صحيح على إجراءات القمع والاعتقال، فلماذا نستعجل، لنصبر هذه الساعات القليلة الباقية ونرى الأمر على أرض الواقع، ولكن يجب علينا ألا نرفع من سقف توقعاتنا والا ننتظر أن يتم إطلاق سراح كل المعتقلين دفعة واحدة، ولكن سيتم الأمر على مراحل، وريما يبقى عدد منهم داخل السجون لأسباب أمنية مرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي والخشية من إعادة اعتقالهم، ورغم عدم القناعة بهذه الحجة، لان من داهم سجن أريحا واعتقل سعدات والشوبكي والمجموعة المجاهدة من الشعبية التي قتلت الإرهابي زائيفي، يمكن له أن يقتحم أي سجن فلسطيني ويعتقل من يريد بداخله.
على العموم وكما يقول مثلنا ( المية بتكذب الغطاس ) والأيام القادمة كفيلة أن تختبر صدق النوايا لدى حركتي فتح وحماس، وعندها يكون تفاؤلنا له رصيد على ارض الواقع ونرى الحياة بدأت تدب في الشارع السياسي الفلسطيني وتتغلغل في أوصال العلاقات الاجتماعية التي تقطع جزء منها.
المصالحة مطلب وهدف وخدمة لكل الشعب الفلسطيني لذلك نجد ان هناك حرصا لدى جزء كبير من الفلسطينيين على إتمامها، ولكن يبقى القلق سيد الموقف نرجو أن يتبدد في القريب العاجل ونرى صدق النوايا والإرادة الحقة تتحقق بعيدا عن المصالح الذاتية أو الحزبية الضيقة.