قائد الطوفان قائد الطوفان

ألغام وتفاصيل كثيرة أمامها

اتفاق المصالحة.. مطبات على الطريق

رامي خريس

التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح في القاهرة ، وما سيتلوه من توقيع رسمي غدا الأربعاء على اتفاق اطار بحضور الفصائل الفلسطينية كافة سيدشن مرحلة جيدة من العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، ومع ذلك فإن الوصول إلى هذه النتيجة يمثل بداية طريق طويل وشاق لتحقيق المصالحة على أرض الواقع وانهاء انقسام طال أمده.

مرحلة جديدة

ظهور قادة حماس وفتح بالقاهرة في المؤتمر الصحفي كان مفاجئاً وتفاصيل الاتفاق كانت شحيحة إنما على ما يبدو أن الطرفين قبلا أن ينهيا مرحلة سابقة وأن يخوضا غمار المرحلة الجديدة مع أن هناك توقعات بألغام ومطبات كثيرة لا تزال تعترض طريق المصالحة وأهمها التفاصيل الدقيقة للاتفاق العام ، وثانيها التطبيق على الأرض عندما تحين ساعته.

ومع ان الاتفاق المبرم يشمل عدة ملفات تتعلق بالحكومة والأمن والمنظمة والانتخابات إلا أن الأمور لا تزال بحاجة إلى مزيد من النقاشات ، فالحديث حول حكومة الكفاءات مثلاً يتطلب الاتفاق على عدد وزراء كل طرف أو بالأحرى العدد الذي سترشحه الحركتان، وكذلك توزيع الوزارات الهامة مثل الداخلية والخارجية والمالية ، فضلاً عن اختيار رئيس للحكومة.

وفي موضوع الملف الأمني جرى اتفاق على تشكيل لجنة عليا بالتوافق لكن لا يزال شكل اللجنة وعدد أعضائها وصلاحياتها يحتاج لمزيد من البحث ، وحول نقاط أخرى ستكون هناك حالات شد وجذب وقد نشهد وضعاً لتراجع المصالحة أو تقدمها وفقاً لحالة التوافق بين الطرفين وصولاً الى اتفاق تفصيلي يعالج كل جزئية قد يحصل الاختلاف عليها.

الاختبار على الارض

والوصول الى تحقيق كلي للاتفاق يكون بإمكانية تطبيقه على الارض بدون حصول تفسيرات مختلفة بين الطرفين لنقاط الاتفاق ، وتعتبر مرحلة التنفيذ الاختبار الحقيقي أمام "اتفاق المصالحة" ، فهناك ألغام كثيرة قد تعترضه في لحظات التطبيق ، علماً انه يجري الحديث عن أطراف عربية ستشارك في مراقبة خطوات التنفيذ أولاً بأول بحيث تشكل ضمانة لعدم وقوع مخالفات للاتفاق على الارض تتناقض مع روح الاتفاق .

ومع ذلك فإن الضمانة الحقيقية لتنفيذ آمن للاتفاق –بحسب ما يرى المراقبون-  هو استمرار رغبة الاطراف بالتوصل الى المصالحة وعدم حدوث تغييرات تغري بنقض الاتفاق الاخير في القاهرة.

وإذا كانت هناك عوائق للمصالحة تتعلق بالفلسطينيين انفسهم فهناك من يبذل جهده لعدم تحقيقها لاسيما الاحتلال الذين عبر عن خوفه من انهاء الانقسام وهدد السلطة في رام الله بل وذهب الى تجميد تحويل عائدات الضرائب ، بل إن الولايات المتحدة ودول اوروبية عادت لتطالب باعتراف أية حكومة فلسطينية قادمة بدولة الاحتلال ، وجميع هذه العوامل فجرت اتفاقات سابقة للمصالحة فهل تكون عامل تفجير لاتفاق القاهرة المرتقب؟

البث المباشر