لقد ارهبونا عقودًا من الزمان ولا زالوا, شردونا من بلادنا ولازالوا, قتلوا أطفالنا ونسائنا ورجالنا, هدموا مساجدنا, بيوتنا, مدارسنا ولا زالوا, اتهمونا بالإرهاب وهم من صنعوه حتى صار بيتهم الأسود مزارًا لمن يرهبنا ويقمعنا ويعذبنا, وعلى رؤوسنا يجلس عقودًا يحكمنا بلا قانون أو حقا له في حكمنا, كل ما لديه هو إرهابنا بأمر من سادة في الأداة الأمريكية على مر من جاءوا وتنصبوا رؤساء عليها.
هل انتهينا بمقتل بن لادن؟ لا نعتقد, فسوف يطلوا علينا بإرهاب جديد لا نفقهه في زماننا, فهذه سياستهم وديدنهم لبقاء وجودهم في أرضنا لنهب ثرواتنا والهيمنة على نفطنا والبقاء قابعين على صدورنا, فإن قتل بن لادن فهل لبقائهم في أفغانستان والعراق هدفًا أخر يعلنوه لنا؟
هل ستتوقف أطماعهم في خليجنا, هل سيجبرون الاحتلال الإسرائيلي على ترك أقصانا, هل سيحاسبون كل إرهابي كما حاسبوا بن لادن وجعلوا من جسده طعامًا للأسماك خوفا من جثمانه أن يكون مزارًا لفكرته؟
أسئلة كثيرة تدور رحاها في عقولنا لنفهم ما هو الإرهاب بنظرهم, فبتنا لا نعرف هل الضحية هي الإرهاب أم الجلاد, فإن كان هناك جوابًا, فعليهم أن يجيبوا لنا عن مصير كل إرهابي ارتكب بحقنا المجازر وقتل منا مئات الألوف دون وازع أو رادع وإلى يومنا هذا يتمتع باستقبال في حدائق البيت الأسود وقصر الاليزيه وبلاط الملكة في بريطانيا.
يا حماة حقوق الإنسان ومن يدعي محاربة الإرهاب أين انتم من دير ياسين, صبرا وشاتيلا, من قانا, أين انتم من مجازر غزة وحصارها أليس هذا هو الإرهاب ؟
مات بن لادن برصاصة كما ادعى بيان الإدارة الأمريكية, فماذا عن أطنان الصواريخ الذكية كما يسمونها, وحشود الطائرات وحاملاتها, ماذا عن صواريخ تنهمر فوق رؤوسنا دون ذنب إقترفناه سوى أننا قلنا ربنا الله ولن نساوم عليها وعلى بقائنا أعزاء في أرضنا و في أوطاننا.
لسنا ممن يقدسون الأشخاص, فبن لادن إنسان منذ عشر سنوات وهو يلاحق من حرب تشن باسمه ويسمونها "الحرب على الإرهاب"؛ لملاحقته بينما الأهداف خفية وظاهرية لن تتوقف لأن الأطماع الغربية والأمريكية لم تسد شهيتها على الهيمنة علينا وعلى بلادنا تحت مسميات عدة وان اختلفت الأسماء والأشخاص في المرحلة القادمة.
إن الإرهاب في نظرهم هو التحرر من عبوديتهم ومن أطماعهم ومن الخلاص من احتلالهم لنا فهل يستطيعون قتل فكرتنا بالعيش بسلام آمنين في أوطاننا, ساعيين إلى إيقاف حروبهم في بلاد الإسلام؟
نعتقد جازمين أن "القاعدة" لن تتوقف بمقتل بن لادن فالفكرة لازالت في عقول أتباعها وليس زعيمها إلا شخصًا كان سيموت قتلًا أو بقدر آخر, فهل يعني أن شبابًا تبنوا أفكاره وحملوها سيموتون معه؟
فكما استغلت أمريكا وشركائها ما يسمى " الحرب على الإرهاب", استغل طواغيت العرب نفس الشعار لفرض هيمنتهم علينا ولكن ثورات الشعوب العربية مضت فأسقطتهم وأسقطت فزاعتهم التي من خلالها كانوا يفرضون علينا قوانين الطوارئ, ويطلقون علينا أجهزتهم الأمنية, ويجندون أموالنا وثرواتنا في محاربتنا والبطش بنا لبقائهم في سدة الحكم سادة علينا.
إن كان هناك إرهابًا يجب أن يحاكم, فالأولى أن تنصف الشعوب المكلومة التي احتلت أرضها وانتهكت أعراضها ودمرت مقدراتها ونهبت خيراتها, فالإرهاب لا دين ولا جنسية له ونحن منه براء ولكننا ضحية له ولإرهاب الدولة المنظم ضد شعوب عربية وإسلامية لم توجه يومًا سلاحًا أو كراهية لغرب أو شرق إلا بعدما نفقد أوطاننا ونطالب بعودتها بكل الوسائل المشروعة لنا, فهل هذا هو الإرهاب؟