قائمة الموقع

هل يصمد عباس أمام تهديدات نسف المصالحة؟

2011-05-05T10:53:00+03:00

فايز أيوب الشيخ

كرر رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" دعوته لرئيس السلطة محمود عباس إلى إلغاء اتفاق المصالحة مع حركة حماس، وعاد ليخيره بين السلام مع "إسرائيل" أو المصالحة مع حماس.

كما اعتبر وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان أن المصالحة "خط أحمر لن تقبل به دولة الكيان الصهيوني، في حين عبر رئيس دولة الاحتلال الصهيوني" شمعون بيريس" عن تخوفه من المصالحة، مؤكداً أن أية انتخابات قادمة ستفوز بها حركة حماس بأغلبية كبيرة.

وعلى صعيد وسائل الإعلام العبرية، فقد حاولت وسائل الإعلام العبرية التقليل من شأن اتفاق المصالحة، معتبرة أن انجازه مستحيل لوجود مسائل خلافية كبيرة بين حركتي فتح وحماس ستبرز خلال التطبيق.

أزمة الاحتلال

وبالمقابل، أجمع قادة الفصائل الفلسطينية في حديثهم لـ"الرسالة" على أن الخاسر من المصالحة الفلسطينية هو العدو الصهيوني وأن المصلحة الفلسطينية تتطلب التوحد في مواجهة التهديدات الصهيونية.

واعتبر القيادي في حركة حماس النائب يحيى موسى، أن العدو الصهيوني في أزمة ولذلك هو يتخبط عندما يتوعد ويتهدد الفلسطينيين.

وقال: أزمة الكيان الصهيوني تتمثل في اتجاهات متعلقة بالمصالحة الفلسطينية والثورات العربية، و التصدي لمحاولات أحرار العالم كسر الحصار.

ونوه إلى أن رئيس الحكومة الصهيونية نتنياهو دائماً ما كان يعلق تهربه من الحقوق الفلسطينية على الانقسام الفلسطيني والتحجج بعدم وجود شريك فلسطيني وما شابه ذلك.

واعتبر أن توقيع الفصائل الفلسطينية كافة على اتفاق المصالحة معناه أنها "غلبت المصلحة الفلسطينية وأدارت ظهرها لكل التهديدات الصهيونية ومستعدة للصمود من أجل إنجاحها".

وكان الكيان الصهيوني والدول المانحة فرضت عقوبات مالية على الحكومة العاشرة التي قادتها حركة حماس، وعلى حكومة الوحدة الوطنية ، حيث احتجزت أموال الضرائب التي تشكل ثلثي عائدات خزينة السلطة في حين قطعت الدول المانحة مساعداتها.

وشدد موسى أن جميع الأطراف الفلسطينية طالبت القوى المحبة للشعب الفلسطيني "بتشكيل شبكة أمان للسلطة الفلسطينية والحكومة التي سيتم تشكيلها في وجه كل الضغوطات الأمريكية والصهيونية".

وأعرب موسى عن اعتقاده بأن العالم العربي بإمكانه أن يوفر شبكة الأمان مع تركيا ومع بعض الدول الصديقة للشعب الفلسطيني لكي لا تفشل حكومة الوحدة الوطنية كما فشلت قبل ذلك، مؤكداً أن الظروف والبيئة اختلفت إلى جانب أن القوى السياسية الفلسطينية أصبحت عندها إرادة قوية ومتسلحة بتجربة وطنية زاخرة بإنهاء الانقسام.

الإرادة الفلسطينية

من ناحيته، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول، أن كل التهديدات الصهيونية "ستذهب أدراج الرياح أمام الإرادة الفلسطينية الصادقة والصلبة والمخلصة المتجهة نحو المصالحة وإنهاء الانقسام"، معتبرا أن جانباً من هذه الإرادة الفلسطينية  سوف يعززها الدعم المعنوي والمادي من قبل الأشقاء العرب وأحرار العالم.

كما شدد على أنه لن تؤثر ولن تغير تهديدات وتحذيرات نتيياهو ولا حتى أمريكا في موقف حركته من التوجه نحو المصالحة وتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني .

وقال "إن المصالحة هي من أهم المصالح العليا للشعب الفلسطيني ولا مجال للمقايضة عليها، كما أن الإرادة الفلسطينية بالمصالحة لن تركن إلى كل التهديدات التي ستتكسر على صخرة صمود شعبنا ودعم أمتنا لهذه المصالحة التاريخية "، على حد تعبيره.

عوامل مساعدة

أما نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح، الذي منعه الاحتلال من مغادرة الضفة الغربية لحضور توقيع المصالحة في القاهرة, عبر عن أمله بأن يعي ويدرك الكل الفلسطيني أن الاتفاقات التي جرت في القاهرة بين فتح وحماس تحتاج إلى جهود وتضافر الجميع.

وأشار إلى أن التجربة دللت خلال الأربعة أعوام الماضية "أن العلاقات الثنائية لا تنتج إلا مصلحة ثنائية والمصلحة الثنائية يترتب عليها الاتفاق على محاصصة ولن يترتب عليها وحدة الموقف الفلسطيني ومواجهة التحديات بشكل مشترك"، على حد قوله.

وأضاف "إن الإرادة السياسية والشراكة الحقيقية الفلسطينية والوعي الفلسطيني المسئول لمتطلبات المرحلة المقبلة، كل هذه عوامل تلعب دوراً في استدامة الاتفاق"، مؤكداً أن الإرادة الفلسطينية هي الأساس وأن العوامل العربية والإقليمية والدولية عوامل مساعدة.

المفاوضات العبثية

من جهته، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل "أن اتفاق الفلسطينيين ينغص على العدو الصهيوني، حيث أنه كان المستفيد الوحيد منها حتى يمارس إجرامه وتدميره لمكونات الشعب الفلسطيني وتدنيسه للمقدسات و حصاره لقطاع غزة"، لافتاً إلى أنه عندما توفرت إرادة صادقة من الطرفين-فتح وحماس- تمت المصالحة.

وأشار إلى أن "محمود عباس" ربما وصل في نهاية المطاف إلى قناعة بأن المفاوضات والتسوية السلمية مع العدو الصهيوني كانت "عبثية " وأن أمريكا لم تكن طرفاً نزيهاً في المفاوضات وأن الشعب الفلسطيني لم يجن منها شيئاً، حيث أن المستفيد الوحيد من خيار المفاوضات كان هو الكيان الصهيوني.

وتمنى المدلل أن يرعى الأشقاء العرب اتفاق المصالحة لحمايته من الفشل، مؤكداً أن القيادة المصرية الجديدة بعد الثورة المصرية أثبتت جدارتها وعبرت عن دور مختلف تماماً عن الدور الذي كان يقوم به النظام السابق تجاه المصالحة و القضية الفلسطينية بشكل عام.

وقال "نحن نعلم أن أمريكا وأوروبا والرباعية إلى جانب إسرائيل لن ترضى عن الاتفاق وأنهم سيعملون على محاصرة الفلسطينيين ووقف الدعم المادي"، داعياً الدول العربية الشقيقة أن تقوم بواجبها في تعويض الفلسطينيين لتعزيز الصمود الفلسطيني في وجه كل التحديات وعلى رأسها عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني.

تجدر الإشارة، إلى أن دولة الاحتلال والدول العربية والولايات المتحدة الأمريكية تطالب حركة حماس بالاعتراف بدولة الكيان، والإقرار بشرعية الاحتلال للأرض الفلسطينية والاستيطان في الضفة الغربية ومدينة القدس، ونبذ المقاومة وهو ما ترفضه حركة حماس وتؤكد على أن المطروح هو هدنة لمدة عشر سنوات بشرط قبول الاحتلال دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 كاملة السيادة.

اخبار ذات صلة