التهدئة الإعلامية. .لها ما بعدها لنجاح المصالحة

فايز أيوب الشيخ

لم يعد مقبولاً أن تستمر الإجراءات "الاستفزازية" المعرقلة لجهود التهدئة الاعلامية بعد اتفاق المصالحة الوطنية.

ويرى المراقبون إلى جانب قادة الفصائل الفلسطينية وناطقيها الإعلاميين، أن "التهدئة الإعلامية" لها ما بعدها من خلال التطبيق الفعلي للمصالحة على الأرض، مشيرين إلى ضرورة القيام بإجراءات "حسن نوايا" تجعل الرأي العام الفلسطيني يخرج من حالة التشاؤم.

واعتقد القادة والمراقبون أن هناك بدايات إيجابية فيما يتعلق بالتهدئة الإعلامية, مستدلين بظهور شخصيات فتحاوية على فضائية الأقصى, وبالمقابل شخصيات من حركة حماس على تلفزيون فلسطين، بالإضافة إلى بروز الخطاب المتوازن وتبادل المعلومات من كلا الطرفين "حماس وفتح".

استحقاقات المصالحة

واعتبر الدكتور يوسف رزقة, المستشار السياسي لرئيس الوزراء، أن لاتفاق المصالحة استحقاقات متعددة وفي مستويات مختلفة، مشيراً إلى أن أول استحقاق عادةً ما يكون في المستوى الإعلامي.

وقال لـ"الرسالة نت": "ينبغي أن يكون المستوى الإعلامي مُمُهِداً لطريق المستويات الأخرى سواء السياسية، الإدارية، الأمنية، والاجتماعية من أجل جمع شمل الصف الوطني وتمتين الوحدة الوطنية".

كما حذر رزقة مما وصفها بـ"المواقف المشاغبة" لبعض المواقع الصفراء التابعة لحركة فتح والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، معرباً بالقول "ليس جميعهم مع المصالحة، لأنهم يتضررون منها بشكل أو بآخر".

وشدد رزقة على أنه من المفترض أن يكون هناك موقف سياسي موحد يصدر عن رئيس السلطة محمود عباس وقيادة حركة فتح بتوجيه وسائل إعلامهم بشكل ايجابي لعدم تعكير أجواء المصالحة.

الإعلام المناكف

وبالمقابل، أكد أحمد عساف الناطق بإسم حركة فتح، أن حركته أخذت موقفاً واضحا بناء على تعليمات من محمود عباس بعدم الرد على أية حملات إعلامية، زاعماً أن كل المواقف الإعلامية لحركته منذ 16آذار الماضي ولغاية الآن كانت مواقف إعلامية ايجابية من أجل تهيئة الأجواء وإيجاد مناخ مناسب لإتمام المصالحة.

وأعرب عساف في حديثه لـ"الرسالة نت" عن اعتقاده بأنه آن الأوان لأن يتحول ماقال عنه "الإعلام الفصائلي المناكف" إلى إعلام وطني هادف من أجل تقوية الموقف الوطني ودعم القضايا الوطنية في المرحلة المقبلة.

وحول رأيه في مسألة التسريع في تنفيذ اتفاق المصالحة لتهدئة الأجواء الإعلامية، فقد قال عساف " بالتأكيد لا يمكن عزل تأثير الإعلام عن أرض الواقع، وبالتالي باعتقادي أن الإعلام كان يعكس التوترات التي كانت موجودة على الأرض".

وأضاف" في اللحظة التي تسود فيها أجواء ايجابية على الأرض وتكون فيها مرحلة التنفيذ الفعلي للمصالحة، فإن هذه الأجواء سوف يتحدث عنها الإعلام وينقلها، وبالتالي ذلك سيعكس خطاب إعلامي يعزز الخطاب الوطني وليس الخطاب الفصائلي المناكف".

مسئولية الجميع

ولم يختلف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، عمّن سبقوه في الدعوة إلى التهدئة الإعلامية لإنجاح المصالحة الفلسطينية.

وأضاف حبيب في تصريح مقتضب لـ"الرسالة نت" "أن تطبيق بنود اتفاق المصالحة على الأرض ينتظره الشعب الفلسطيني بشغف كبير وهو من الأمور التي تعمل على تهدئة الأجواء الإعلامية، مستنكراً حملة تعكير أجواء المصالحة التي تقوم بها بعض "المواقع الإعلامية" التي لم يسمها.

وكانت وزارة الداخلية استنكرت في بيان لها، استمرار "المواقع الصفراء" في التحريض والافتراء وإثارة الفتنة، مطالبة قيادة فتح بإصدار تعليمات واضحة لتلك المواقع لوقف هذه الأعمال الخارجة عن الصف الوطني.

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، فقد شدد على أن المطلوب بعد توقيع اتفاق المصالحة هو التهدئة الإعلامية من جميع الأطراف بعد أن سادت الفوضى الإعلامية و جرى التراشق في الاتهامات ما بين التكفير والتخوين وغير ذلك مما ساهم في احتقان الشارع وزيادة الانقسام، على حد تعبيره.

وأشار إلى أهمية الحديث الإعلامي بالمنحى الإيجابي تجاه المستقبل فيما يتصل بالمصالحة وسبل مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مؤكداً أن هذا من شأنه أن يشكل عاملا مساعدا في دفع الخطوات الميدانية المطلوب تنفيذها والواردة في بنود الاتفاق.

 وأكد الغول لـ"الرسالة نت" أن التهدئة الإعلامية وتحشيد الرأي العام الفلسطيني بأن يكون مساندا ومراقبا وشريكا في آن واحد "سوف يقطع الطريق على أية اتجاهات داخلية لا تريد للانقسام أن ينتهي وفي ذات الوقت تسرع من انجاز الاتفاق" .

واعتبر الغول أن هناك مسئولية مشتركة بين حركتي فتح وحماس تجاه ضبط ما ينشر على المواقع الإعلامية التي تتبع لهما أو المقربة منهما، لافتاً إلى أنه أحياناً يتم نشر العديد من القضايا والأخبار غير الصحيحة التي تختلقها بعض المواقع الإعلامية يمكن أن تعكر الجو التصالحي وتعيدنا إلى أجواء ما قبل الانقسام، على حد تعبيره.

والجدير ذكره ان خبراء إعلاميين أوصوا بتشكيل هيئة فلسطينية متخصصة ومحايدة، لوضع إستراتيجية وآلية إعلامية واضحة لتعزيز المصالحة الفلسطينية، وحماية التوافق الفلسطيني، مؤكدين أن الإعلام سلاح ذو حدين حيث إنه من الممكن أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز اتفاق المصالحة، أو تخريبه.

 

 

البث المباشر