غزة/ مها شهوان
يعتبر الذهب من المعادن النفسية ذات القيمة الاجتماعية والاقتصادية العالية نظرا لندرته وعدم سده لحاجات السوق مما جعل الاعتماد عليه أكبر في التعامل بدلاً من الأوراق النقدية .
وبالرغم من الارتفاع المستمر لأسعار الذهب والهبوط المقابل للدولار ،إلا أن أبناء القطاع يقبلون على شراء الدولار لاسيما بعد انتشار تجارة الأنفاق التي تعتمد عليه بشكل أساسي، مع العلم بان الاقتصاد الفلسطيني ضعيف جدا ولا يتأثر بالأسواق الدولية.
مصير الذهب
في هذا السياق أشار صاحب احد محلات الذهب إلى أن سبب ارتفاع سعر الذهب يعود للهبوط المتواصل في سعر الدولار في الأسواق العالمية ،موضحا بان الذهب أصبح ملاذاً آمناً لأغلب المضاربين أكثر من الدولار.
وأوضح الصائغ بان هناك تخوفا لدى الزبائن من شراء الذهب لإمكانية هبوط سعره بشكل مفاجئ، مشيرا إلى أن من يقبل على شراءه من لديهم المال، إضافة لوجود تخوف من قبل البعض حول بيع ما بحوزتهم من ذهب تحسبا من ارتفاعه وذلك لعدم وجود مؤشرات ثابتة تدل على مصير الذهب.
ويعزو ارتفاع سعر الذهب إلى أن بعض الدول تتخلص من الدولار الأمريكي وتحوله إلى يورو ومنها دول الخليج ، مؤكدا في الوقت ذاته إلى وجود توقعات من قبل دول الخليج حول ارتفاع سعر البترول مما سيؤثر على ارتفاع سعر الذهب .
وبين الصائغ أن الذهب المكسر يباع بـ21.5 دينار في الأسواق العالمية بينما يشترونه بـ20.5 مما يشعر الصائغين بالخوف، مضيفا إلى أن الاقتصاد الفلسطيني ضعيف ولا يتأثر بالأسواق الدولية كما يجب أن يكون.
من جهته قال نعيم حرز الله صاحب محل للصرافة:" لا يمكن أن نجزم بان طرفا معينا هو المستفيد من سعر الدولار الحالي، سواء أصحاب المحلات أو المشترين وذلك بسبب طبيعة سوق العملة"، مبينا بان ارتفاع وانخفاض سعر الدولار يأتي ضمن سياق السعر الدولي العام.
وأرجع حرز الله ندرة الدولار في القطاع لعدم السماح بحرية حركة رأس المال في بنوك غزة وفروعها في الضفة الغربية، إضافة لوجود تعقيدات منعت البنوك من سد حاجاتها مما نتج عنه نقص في الأسواق الفلسطينية.
وأضاف بان أهالي قطاع غزة يعتمدون في معاملاتهم على الدولار الأمريكي بشكل عام ، مما شكل حالة طلب مستمرة على الدولار، لاسيما بعد تجارة الأنفاق التي باتت تعتبر السبب الرئيسي في زيادة الطلب عليه.
وأوضح حرز الله بان حاجة الشخص هي التي تحدد ادخاره سواء بالدولار أو بالذهب ، لافتا إلى أن الدولار عالميا يتعرض للتراجع أمام العملات الأساسية كاليورو والإسترليني بالإضافة إلى معدن الذهب.
أمام ضعف الدولار
في حين ذكر المحلل الاقتصادي معين رجب بان الذهب من المعادن النفسية ذات القيمة
الاقتصادية والاجتماعية العالية حيث كانت بدايات إصدار العملة منه، موضحا بأنه نظرا لندرته لا يكفي احتياجات السوق للأوراق النقدية.
وأرجع رجب هبوط القوى الشرائية للعملات الورقية وأهمها الدولار إلى تعرضه لضغوط وحدوث أزمات مالية ،مبينا أن تراجع الدولار يقابله ارتفاع في سعر الذهب حيث تجاوز سعر أونصة الذهب 1100 دولار.
وأشار إلى انه خلال سنة واحدة زاد سعر الذهب 25% مقابل هبوط في قيمة الدولار ،مما اوجد ارتباكا في الأسواق العالمية جعلت أصحاب الإدخارات والمستثمرين في حيرة أمام خسارتهم الناشئة عن انخفاض الدولار.
وبين رجب بأنه لا يمكن التكهن بمستقبل الذهب بشكل عام، لكن أمام ضعف الدولار الأمريكي قد يتوقع الاستمرار بارتفاع سعر الذهب لحد معين ،موضحا أن الإدارة الأمريكية ستضطر للتدخل إذا تفاقمت أزمة الدولار لتعزيز قدرته.
ويضيف: المساعي الأمريكية غير قادرة على معالجة حالة الضعف الأمريكي ،لكن قد يحدث ارتفاع بالدولار من خلال استمرار مساعي أمريكا بمساعدة بعض الدول الغنية.
وأكد رجب على أن أبرز العوامل المؤثرة في ارتفاع الذهب باعتباره من المعادن النفسية التي تتصف بالندرة ،وان المتاح منها محدود في باطن الأرض مما يجعل سعره مرتفع باستمرار، واصفا إياه بأنه من الموارد الاقتصادية الناضبة.