عمان – الرسالة نت
جدد اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات الفلسطينية بالأردن بالذكرى 63 لنكبتهم التي تصادف الخامس عشر من ايار من كل عام (تمسكهم بحق عودتهم لوطنهم وديارهم في فلسطين التي طردهم منها الاحتلال الإسرائيلي عام 48 بالقوة المسلحة ورفضهم للتوطين والتعويض بديلا لحق عودتهم الى ديارهم).
وأكد اللاجئون الفلسطينيون في الأردن تمسكهم بحق العودة الى فلسطين ورفضهم للتوطين والتعويض
وشدد هؤلاء ان قضية اللاجئين تشكل جوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وان حل هذه القضية يجب أن لا يخضع لأهواء جهات معينة وإنما يجب أن يكون مرتبطا بقرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة والذي يضمن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها وتعويضهم عن المعاناة الكبيرة التي لحقت بهم.
(مخيم الوحدات)
وقال الحاج ابو علي 75 سنة القاطن في مخيم الوحدات الواقع على مشارف العاصمة عمان منذ تهجيره كبقية عشرات الالاف من مسقط راسه في مدينة حيفا الفلسطينية ومن باقي المدن والقرى الفلسطينية انه رغم مضي(عشرات السنوات على وجودي في مخيم الوحدات الا اني لم انس) فلسطين ولا مدينة حيفا خاصة التي لم اتمكن من القيام بزيارتها بسبب رفض سلطات الاحتلال منحي الاذن للقيام بذلك.
وقال : ما زلت احتفظ بمفتاح بيتي الذي اخرجوني منه بالقوة بعد سقوط احد ابنائي شهيدا في التصدي للاحتلال الاسرائيلي عام 48 وتابع يقول انني اشعر بارتباط وثيق بمدينة حيفا خاصة وبفلسطين عامة وقال ان( الارتباط بفلسطين والانتماء لقضيتها لا يتعارض مع المواطنة الاردنية)
ويرى ابو علي ان حصول اللاجئ الفلسطيني على حقوق المواطنة في البلد الذي يقيم فيه في الاردن او لبنان او في أي بلد عربي او اجنبي لا يعني تخلي اللاجئ الفلسطيني عن تمسكه بحقه في العودة الى فلسطين ولا يتناقض مع مواطنته في القطر الذي يقيم فيه او يحصل على جنسيته حسب رايه
ويتمتع غالبية اللاجئين في الاردن بالجنسية الأردنية التي حصّلوا عليها في أعقاب مؤتمر أريحا في العام 1950.
وقال ان ملايين الفلسطينيين يحملون جنسيات عربية واجنبية لكنهم ما زالوا يكافحون من اجل قضيتهم فلسطين ومتمسكين بحق عودتهم اليها.وحسب تقديرات فلسطينية فان العدد الاجمالي للاجئين الفلسطينيين يتجاوز 6 ملايين لاجئ منهم مليون وتسعمائة الف لاجئ يعيشون في 10 مخيمات بالاردن وفي المدن الرئيسة.
وتشير احصاءات فلسطينية ان عدد القرى والبلدات التي دمرها الاحتلال الاسرائيلي خلال وبعد حرب 48 بحوالي خمسمائة قرية وبلدة في اطار محو الوجود الفلسطيني من فلسطين .
(مخيم البقعة)
فيما يقول ابو محمد 80 سنة من مخيم البقعة اكبر المخيمات الفلسطينية في الاردن ان النكبة التي عشناها ما زالت ماثلة لان فصولها لم تنته بعد لان الاحتلال الاسرائيلي لم يكتف باحتلال فلسطين 48 بل قام بعد سنوات باحتلال ما تبقى من فلسطين ويرفض الاعتراف بالحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ورفض ابو محمد المزاعم الاسرائيلية بان غالبية الفلسطينيين تركوا ارضهم من تلقاء انفسهم .
وقال ان المذابح التي ارتكبت بحق الفلسطينيين من قبل العصابات المسلحة الاسرائيلية والجيش دليل قاطع ان الغالبية اخرجت بالقوة من المدن والقرى الفلسطينية.
وتابع يقول من لم يتعرض مباشرة للمذابح تعرض للترهيب المسلح والتهديد بالقتل بعد الاستيلاء على منزله وممتلكاته في ظل صمت وتواطئ دوليين
ويتفق كثير من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم الحسين وفي مخيمات اللاجئين البالغ عددها رسميا 10 مخيمات مع اقوال الحاج ابو علي واقوال ابو محمد انطلاقا من معايشتهم للنكبة ولتداعياتها المتواصلة عليهم وعلى ابنائهم واحفادهم .
(لجنة الدفاع عن حق العودة)
وقالت الناشطة نبيلة صالح عضو لجنة الدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين في الاردن وهي لجنة شعبية اسسها ناشطون من اللاجئين بهدف الدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين في الاردن في اعقاب اتفاقية اوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل عام93 وبعد معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية عام 94.
ان الدول العربية وجيوشها هي التي تتحمل مسؤولية النكبة فهي التي كانت مكلفة بحماية الارض الفلسطينية والدفاع عنها .
وتابعت تقول ان مسؤولية استعادة الارض الفلسطينية من قبضة الاحتلال الاسرائيلي هي مسؤولية فلسطينية وعربية اسلامية لان مخططات اسرائيل في التوسع والهيمنة تتجاوز فلسطين لتشمل المنطقة بأسرها.
وقالت بدون حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين فان الصراع مع اسرائيل سيبقى قائما حتى لو وقعت اسرائيل عشرات الاتفاقات مع الدول العربية والاسلامية .
(قانونيون أردنيون)
ويؤكد قانونيون بينهم صالح العرموطي نقيب المحامين الاردنيين السابق ان تقادم السنين على صدور قرار 194 الذي ينص على العودة والتعويض لن يسقط حقوق اللاجئين الفلسطينيين بالتقادم .
وتقول الناشطة النسائية نادية شمروخ بالرغم من مرور 63 عاماً على تهجير اسرائيل للاجئين فانهم ما زالوا متمسكين بحق عودتهم لفلسطين خلافا لمقولة اسرائيلية ابان النكبة (بان الكبار يموتون والصغار ينسون).
وقالت ان الواقع يؤكد فشل كل المحاولات الاسرائيلية السياسية والاعلامية لطمس هذه الحقوق بفعل الوعي الوطني والقومي والقانوني بضرورة التمسك بحق العودة ورفض التعويض والتوطين بديلاً عنه والاستمرار بالكفاح باشكاله المختلفة من اجل تحقيق العودة ومطالبة الامم المتحدة بتطبيق قرار 194.
واعربت عن قناعتها كبقية اللاجئين بان أي حل تسووي يتجاوز تحقيق الحل العادل لقضية اللاجئين مصيره الفشل.
(منسق مؤتمر حق العودة)
ويرى عبد المجيد دنديس منسق مؤتمر حق العودة للاجئين الفلسطينيين في الاردن ان الاغلبية الساحقة من اللاجئين) في الاردن وفي باقي اقطار اللجوء (متمسكة بحق العودة وترفض التنازل عن حق العودة لفلسطين كما ترفض التوطين والتعويض).
وبرأي دنديس فان هذا الحق لن يسقط بالتقادم وان مشروع التوطين الذي تحاول اسرائيل والولايات المتحدة تسويقه عربيا ودوليا هو مشروع فتنة بين الفلسطينيين وبعض الدول العربية لانه يستهدف تصفية قضية فلسطين وجوهرها قضية اللاجئين على حساب الفلسطينيين والدول العربية .
ويجمع اللاجئون ان السبيل الوحيد لعودتهم الى وطنهم هو تحقيق الوحدة الوطنية على اساس برنامج وطني واستمرار التمسك الفلسطيني بحق العودة والتعويض واستمرار المقاومة باشكالها المختلفة وتوفير الدعم العربي والاسلامي المادي والسياسي ووقف التطبيع مع اسرائيل والضغط الفلسطيني والعربي بعد انطلاق ربيع الثورات العربية على المجتمع الدولي لاجبار اسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بفلسطين.