الرسالة نت ـ وكالات:
بعد نجاح شبكة الأقصى الإعلامية بغزة في إنتاج الفيلم الروائي (عماد عقل) الذي كتبه القيادي البارز في الحركة الدكتور محمود الزهار والذي يتناول تأسيس حركة حماس وبطولات كتائب الشهيد عز الدين القسام في مواجهة الاحتلال، انتهى الدكتور من كتابة فيلم آخر يوثق لمرحلة ما بعد عماد عقل.
وقال الدكتور الزهار في تصريحات صحفية أنه انتهى من كتابة سيناريو فيلم روائي آخر يوثق مرحلة ما بعد استشهاد القائد القسامي عماد عقل"، وكشف أن الفيلم الجديد الذي انتهى من كتابته، هو فيلم للقائد القسامي عوض سلمي.
وأوضح الزهار أنه سيعرض السيناريو على بعض الأخوة أصحاب الخبرة من أجل أخذ الملاحظات قبل أن يدخل للإعلام (في إشارة إلى اختيار الأشخاص الذين سيمثلون والتصوير والإنتاج والإخراج).
وأكد الزهار أن هذا الفيلم سيروي فعلا فترة ما بعد استشهاد القائد عماد عقل، واستمرار كتائب القسام في مقاومة الاحتلال، وأيضاً فترة قدوم السلطة الوطنية إلى القطاع ضمن اتفاق أوسلو وكذلك ما تعرضت له الحركة من قمع واعتقالات على يد أجهزتها الأمنية.
القائد سلمي
التزم القائد الشهيد عوض صالح سلمي أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس _ منذ صغره _ في مسجد صلاح الدين, الذي كان والده يؤذن فيه, وتربى في المسجد لحين اشتعال شرارة الانتفاضة الأولى في كانون أول (ديسمبر) 1987 لينخرط سلمي في صفوف حركة "حماس"..
تم تجنيده في عام 1992 في صفوف الجناح العسكري للحركة, وذلك على يد الشهيد عماد عقل, الذي استشهد في 24 تشرين (نوفمبر) 1993, وشارك خلالها بتنفيذ عدد كبير من العمليات العسكرية الجريئة.
عمل الشهيد سلمي مساعدا لأحد قادة القسام الشهيد ياسر النمروطي, الذي استشهد في 14 تموز (يوليو) 1992, وصار سلمي مطاردا من قبل قوات العدو الصهيوني في تشرين أول (أكتوبر) 1993 بعد اعتقال عدد من الشبان ممن كانوا على علاقة به.
أبرز عملياته
يذكر أن الشهيد عوض سلمي شارك في تنفيذ أكثر من عشرين عملية عسكرية ضد أهداف للعدو الغاصب, قتل خلالها ما بين 12 إلى15 جندياً صهيونياً, وجرح العشرات. وكان من أهم العمليات التي قام بها قتل الكولونيل "مئير منير" قائد القوات الخاصة في قطاع غزة, وذلك في كانون أول (ديسمبر) 1993, انتقاما لمقتل الشهيد عقل, كما أن سلمي ورث بندقية عقل, وهي من نوع "أم 16" بعد استشهاده, وقتل بها الكولونيل منير, الذي أعطى أوامره باغتيال عقل.
وشارك الشهيد سلمي أيضا في عملية قتل جندي صهيوني في شارع عمر المختار قرب سينما النصر, حينما اصطدم هو والشهيد في دورية مشاه للعدو, ونصبا لها كمينا, وتمكن الشهيد سلمي من مباغتتهم وقتل أحد الجنود عن بعد خمسة أمتار فقط, مفرغا به أكثر من 15 رصاصة.
في سجون السلطة
وعقب قدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة شرعت في مطاردة الشهيد سلمي, وتمكنت من اعتقاله في شهر نيسان (أبريل) 1996, وبقي في المعتقل حتى شهر حزيران (يونيو) 2000, وأنه تمكن خلال هذه الفترة من الفرار من المعتقل وأعيد إليه مرة أخرى.
وبعد الإفراج عنه من سجون السلطة لم يخلد سلمي إلى الراحة, ولم يمكث في بيته عند زوجته وأبنائه, بل أصر على مواصلة طريق الجهاد والاستمرار في ضرب الأهداف الصهيونية، وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى أقسم الشهيد على الثأر والانتقام لدماء الشهداء, وبدأ بنصب الكمائن للجيش الصهيوني, وتنفيذ عمليات عسكرية, ألحقت خسائر فادحة في صفوف الصهاينة, حتى نال شرف الشهادة أثناء زرعه لإحدى العبوات الناسفة على طريق المنطار.