قائمة الموقع

الأرملة "أم محمد" تصارع إعاقة أبنائها وحيدة

2011-05-20T08:58:00+03:00

الرسالة نت - أمل حبيب

يستلقيان على الأرض بجسديهما الصغيرين اللذين لا ينّمان عن تعدي أحدها الثامنة عشرة.. محمد وعمر مصابان بشلل دماغي منذ الصغر.. كانا كالطفل يحبو ولكن بثبات.. لا يتحركان أو يغيران وجهتهما, لكن أصوات والدتهما تجعلهما يحاولنا الابتسامة رغم الإعاقة.

الأرملة أم محمد تقف حائرة عاجزة بين متطلبات أبنائها المعاقين وحيدة بدون زوج يسندها ويواسيها.. فتحمل محمد تارة على كتفها لتنقله إلى مكان نومه ثم تعود إلى شقيقه عمر الجائع، فيفرح الأخير عند رؤيته للطعام محمولا على يد أمه.

"أصيب محمد وعمر منذ صغرهما بارتفاع مفاجئ في درجة حرارتهما؛ مما عرضهما للشلل الدماغي".. هي كلمات نطق بها وجع أم محمد وهي تنظر إلى ابنيها الملقيان أمامها.. فمحمد صاحب البشرة السمراء يبلغ من العمر 18 عاما, أما عمر ذو البشرة البيضاء فيبلغ 14 عاما, وبين حين وآخر يخرج محمد وعمر أصواتا ثم ضحكات وكأنهما يؤنسان والدتهما الأرملة، ويهونان عليها مرارة العيش مع أبناء معاقين بدون زوج يعيل ويساعد. أما أبو محمد فقد توفي قبل خمس سنوات بعد تعرضه المفاجئ لذبحة صدرية, فألقى بالمسؤولية على عاتق زوجه التي أصبحت وحيدة مع أبنائها.

وتعيش أم محمد الآن مع أبنائها الخمسة في منزل للإيجار تبرع لها به أهل الخير رمضان الماضي, فبعد وفاة زوجها ظلت تعاني الأمرّين خصوصا أنه كانت تعيش في غرفة من بيت العائلة.

محمد يمد يده بين حين وآخر لفريق (ألم وأمل) لعله يجد لمسة حنان, وما أن بدأت كاميرا (الرسالة) بالتقاط الصور الفوتوغرافية للأخوين لتنقل لأهل الخير إعاقتهما, ازداد عمر بالضحك ومد يده من جديد ليسلم على الضيوف.. كأنه على يقين بأن أهل الخير سترق قلوبهم لإعاقته..

 

أما هبة -19 عاما- فتحلم بالالتحاق بكلية التربية لتكمل مسيرتها التعليمة كقريناتها, ولكنه لا معيل لأسرتها ولا دخل لهم.. فالتزمت البيت لمساعدة والدتها في احتياجات شقيقيها المعاقين.

لسان أم محمد لا يقف عن حمد الله وشكره, وعند سؤالنا لها عن أمنيتها وأهم ما ينقصها قالت: "الحمد لله مستورة".. لم تطلب أم محمد المستحيل، ولكنها تمنت بأن يساعدها أهل الخير في شراء الحفاظات لأبنائها المعاقين, موضحة بأنهما بحاجة إلى طعام خاص مكون من الألبان واللحوم والخضراوات والفواكه, والتي تعتبر ضيوفا موسمية في بيت الأرملة.

وتحاول (الرسالة) بدورها جاهدة تحويل الألم إلى أمل, ورسم البسمة على وجوه المحتاجين.. هي رسالة لأصحاب القلوب الرحيمة.. فلنتعاون سويا لمحو الآلام لتصبح آمال..

 

 

اخبار ذات صلة