المحافظة الوسطى-محمد بلّور
بإمكان السيدات الآن أن يخففن من إحكام قبضتهن على حقائب اليد بعد أن تمكنت مباحث الوسطى من ضبط شبكة اللصوص المحترفين في أسواقها .
عامان من الخبرة والعمل بنظام الخلايا الفردية مثلا مشوار 5 لصوص هم 4 شبان وامرأة سرقا فيها 20000 شيكل و2800$ و2000 دينار إضافة لكمية من الهواتف الخلوية والحلي من عشرات حقائب اليد النسائية ومحافظ الرجال .
تفكيك شبكة
يدور إصبع السبابة من اليد اليمني واليسرى للملازم أول ياسر نجم مع عقارب الساعة وهو يتحدث عن كابوس كبير يشتد وطيسه كل اثنين وأحد في سوق النصيرات والمغازي وسوق الأغنام حين تبدأ شكاوى السرقات بالوصول لمكتب المباحث العامة وتنتهي باختفاء السارق .
وكانت المباحث العامة في المخيمات الوسطى أعلنت قبل أيام عن ضبط شبكة لصوص من مدينة خان يونس تمارس جرائمها في الوسطى واصفة الشبكة بالأخطر في الفترة الماضية .
يقول نجم للرسالة:"أصبحت الشكاوى يوم الأحد والاثنين لا تتخيلها خاصة في سوق الاثنين وسوق المواشي وأصبحنا نتابع الأسواق وصباح الاثنين الماضي ضبطنا لصا يحاول سحب محفظة رجل في سوق الحلال وبعد التحقيق اعترف ثم ضبطنا بنفس اليوم لصاً آخر من ذات الشبكة" .
وحسب المباحث العامة فإن الشبكة تمارس السرقة أيضا في سوق رفح وخان يونس لكنها تركز على النصيرات والمغازي وسوق الماشية بالبريج .
وينتشر اللصوص عادة في الأسواق ثم يسرقون حقائب نسائية بشكل محترف لا تشعر به الضحية بينما يقوم آخرون بسحب محفظة أحدهم من جيبه دون أن يدري .
يشد مسئول مباحث الوسطى الرائد إياد سلمان قامته أمام رجال المباحث فرحا بصنيعهم حيث أضاف للرسالة:"عملنا طوال الفترة الماضية بالبحث والتحري حتى ضبطناهم، فخطورتهم تكمن في أنهم يعملون بشكل منظم وليس عفويا ويطاردون الناس في أرزاقهم" .
واعتبر سلمان شبكة اللصوص من أهم القضايا المنجزة في الفترة الأخيرة مشددا على أن السرقة المنظمة تعتبر قضية في غاية الخطورة .
العمل وفق التخصصات
يدلي المتهم "ع.ب" شفته السفلي في بلاهة مكثرا من قول "لا أعرف" , يتحدث عن كيفية تنفيذ السرقة فيقول للرسالة:"كنت أشغل المرأة وأسرق شنطتها ثم آخذ المال والجوال وأرمي الشنطة" .
وبدأ "ع.ب" مشواره المهني مع بقية اللصوص فنفذوا كثيرا من السرقات سويا ثم أصبح يعمل بصورة منفردة بعد أن اشتد عوده!
وقال إنه يعمل الآن في الأنفاق الحدودية مع مصر مضيفا:"كنت أصرف الأموال على الأكل والشرب والفسح وأتأجر سيارات واصرف في اليوم 300-400 شيكل " .
والعجيب أن "ع.ب" لا يعرف عمره ما دفع احد ضباط المباحث للإجابة نيابة عنه من أوراق انتشرت أمامه على الطاولة وقد فضل أن يرد على نصف الأسئلة بكلمتين "لا أعرف" .
ويعتبر الرجال هدفا آخرا له فيضيف:"كنت أسرق من جاكيت الرجل أحط إيدي فيها وأسحب المصاري وقد امسكوني في مرات وتعرضت للضرب وأخذوني للشرطة" .
وأوضح أنه تعلم السرقة من أبناء إحدى السيدات من سكان خان يونس المشتبه في تورطها بمخالفات مشابهة وبعد إكماله لأسس السرقة تركهم وشق طريقه منفردا.
ودفعه حظه العاثر أن يزور سوق الماشية "الحلال" الأسبوع الماضي وعندما همّ بسرقة أحد الرجال في السوق تنبه الرجل له فكان رجال المباحث يراقبون المكان فأمسكوا به فورا .
تعلمت من "ع.ب"
والآن أنتم على موعد مع طالب نجيب اسمه "ن.ا" درج في كلية "ع.ب" للسرقة وأصول الاحتيال فسرق في عامين أكثر من 30 مرة حسب اعترافه للشرطة .
يتحدث "ن.ا" عن بداياته فيقول:"علمني السرقة فكنت أطلع معه وأشوف كيف يسرق وأعمل مثله وأول مرة سرقت 170 شيكل من رفح" , وتعد سرقة مبلغ 1800 شيكل الأهم في 30 حادثة اعترف بها "ن.ا" للشرطة .
وحسب كلام "ن.ا" والذي يعمل في الأنفاق الحدودية مع مصر فهو يزور الأسواق في رحلة صيد يغير فيها على الهواتف الخلوية والنقود والمحافظ من جيوب الرجال أو الملابس من الأسواق .
ويحمّل "ن.ا" الشاب "ع.ب" مسئولية ما وصل إليه مضيفا:"أنا ندمان وهو السبب في ما وصلت إليه فقد تعرفت عليه في رفح ثم صرت سارقا أصرف الأموال على المطاعم والملابس" .
ويخاطب "ن.ا" اللصوص في الأسواق فينذرهم من سوء عاقبتهم مضيفا:"بطلوا السرقة أرموا حالكم من فوق البيوت ولا تسرقوا وضعي أنا الآن سيء جدا" .
وحتى تاريخ إلقاء القبض عليه كان يعمل في الأنفاق الحدودية وهو يبرر لجوءه للسرقة إلى احتياجه للمال وقد زار الأسبوع الماضي سوق الماشية على أطراف مخيم البريج فاشتبهت الشرطة به قبل أن يهمّ بالسرقة وبعد التحقيق معه اعترف على ضلوعه في كثير من السرقات.
فنجان قهوة
وسيتمكن الملازم ياسر نجم من مسئول المباحث العامة في المخيمات الوسطى الاثنين القادم من احتساء فنجان قهوة دون أن تقاطعه شكاوى النساء السابقة فقد مثلت الفترة منذ انتهاء الحرب على غزة حربا جديدة على حقائبهن في سوق الاثنين والأحد .
ومن المقرر أن يحول المتهمون الخمسة بعد استكمال التحقيق إلى النيابة للنظر في قضية قد تصل عقوبتها للسجن قرابة عامين.
وبإمكان مسئول مباحث الوسطى الرائد إياد سلمان أن يسجل هذه الحادثة بجوار إنجاز آخر لمباحث دير البلح حين كشفت قضية سرقة 9 كيلو ذهب قبل شهور .
وتعد إدارة المباحث العامة في قطاع غزة من أكثر الإدارات التي حققت نجاحا في الفترة الماضية حيث احتفظ مسئولها العام بمنصبه خلال إجراء قيادة الشرطة لتدوير الأقسام قبل أ