غزة/ مها شهوان
يلجأ العديد من الطلبة للدروس الخصوصية لتقويتهم في بعض المواد التي لا يستطيعون استيعابها من معلم المدرسة، لكن بعضهم لا يستفيد منها شيئا و يعتبرها مضيعة للوقت وهدرا للأموال, وآخرون يعتبرونها تثبيتا ومراجعة لما أخذوه بالمدرسة.
"الرسالة" ألقت الضوء على هذه القضية التي باتت تنتشر في الفترة الأخيرة لاسيما بعد فتح العديد من مراكز التقوية في قطاع غزة.
مراكز للتقوية
اعتاد الطالب عبد الله على اخذ الدروس الخصوصية منذ صغره رغم تفوقه الدراسي إلا انه يعتبرها مراجعة وتثبيت للمعلومات التي أخذها بالمدرسة، مبينا انه يستطيع من خلال المدرس الخصوصي أن يفهم بعض النقاط التي لم يستطع استيعابها من المدرس في الفصل.
بينما ذكر أبو احمد أن لديه أربعة من الأولاد ألحقهم بمراكز للتقوية لتدني مستواهم الدراسي ،موضحا بأنه يضع في الشهر الواحد ما يقارب الـ500 شيكل للدروس الخصوصية إضافة للملازم التي يوفرها المدرس الخصوصي عوضا عن الكتب المدرسية،مشيرا في الوقت ذاته أن أبناءه مستواهم كما هو ولا يستفيدون شيئا من المركز سوى حل الواجبات المدرسية .
أما أم ياسر فتعتبر فكرة الدرس الخصوصي مرفوضة بالنسبة لها ولزوجها, وتقول:"اخصص لكل واحد من أبنائي وقتا معينا لأقوم بتدريسه بعد انتهائه من كتابة واجباته المدرسية ، لأنني لا اعرف كيف سيقضى ابني الساعة التي سيذهب فيها لأخذ درس خصوصي "، مشيرة إلى أنها تستطيع أن تجعل ابنها يستوعب خلال ساعة واحدة بعكس المدرس الخصوصي الذي هدفه المال.
بينما أوضح أبو خالد بأنه وزوجته يقومون بتدريس أبنائهم ، فهو من يقوم بتدريس أبنائه مادة العلوم والرياضيات بينما زوجته تتولى باقي المواد.
وأضاف:"خلال الإجازة الصيفية أرسل أبنائي للمركز لتقويتهم باللغة الانجليزية بينما خلال فترة الدراسة أفضل متابعتهم بنفسي، لكنى حينما أرسلهم خلال العام الدراسي اشعر بأنني أساهم بتضييع وقتهم".
في حين ذكر احمد مصطفى طالب في الصف العاشر أن مدرس اللغة الانجليزية يجبر الطلبة لاسيما متوسطي وضعيفي المستوى ليخضعوا دروسا خاصة يقوم هو بإعطائها لهم ،موضحا بان المدرس ذاته هو من أعطاه المادة العام الماضي حينما رسبه بها ليعيدها بالصيف حتى نجح بعد أن خضع لعدد من الحصص الخاصة عند مدرس المادة رغم انه لم يستفد شيئا, حسب قوله.
الدرس الخصوصي
في هذا السياق أوضحت المعلمة سهى عبد الله والتي تعمل في إحدى مراكز التقوية المدعومة من الخارج أن هناك إقبالا كبيرا من قبل الطلبة لأخذ الدروس المجانية ، مشيرة إلى أن المركز يحاول بقدر الإمكان أن يستفيد الجميع من خدماته لاستيعاب اقدر عدد ممكن من الطلبة الذين هم بحاجة لتقوية.
وقالت:" نضع الطالب تحت الملاحظة لمدة شهر وفي حال تحسنه يستمر في المركز بينما الطالب الذي لا يتقدم يفصل من المركز لإتاحة الفرصة لطلبة آخرين"،موضحة أن مدير المركز يقوم بالسؤال عن الطلبة كل شهر في مدرسته.
في حين ذكرت المعلمة خلود سلامة التي تعمل في إحدى المدارس الحكومية أن المدرس يقوم بكل جهده لإيصال المعلومة لجميع الطلبة ،ولا يمكن أن يجلس ليفهم كل طالب على حدا فاقل فصل يحتوى على 35 طالبا .
وقالت:"الأهالي يلقون اللوم على المدرس في حالة تراجع المستوى الدراسي لأبنائهم متجاهلين دورهم في متابعه أبنائهم ومراجعة المدرسة للسؤال عنهم"،متمنية أن يتعاون الأهالي مع المدرس ليستفيد الطالب ويتحسن مستواه ،بالإضافة إلى أنهم يوفرون على أنفسهم المال الذي يدفعونه مقابل الدرس خصوصي.
أماكن للترفيه
من جهة أخرى أوضح الأخصائي التربوي داود حلس أن هناك دوافع عديدة تشترك بين كل من وزارة التربية والتعليم وإدارة المدارس بالإضافة للأهالي تدفع الطلبة لأخذ الدروس الخصوصية ،مشيرا إلى أن الأسرة التي لا تتابع أبنائها إلا قبيل الامتحانات بفترة وجيزة تضطر حينها لإحضار مدرسين.
وبين أن من يجبر الطالب على الدروس الخصوصية هم الأهالي ليحصل ابنهم على درجات عالية ، متسائلا لماذا لا تسعى إدارة المدرسة ليكون عطاؤها متميزا كي لا يلجا الطالب للدروس الخصوصية، مطالبا بان يكون داخل المدرسة دروس تقوية بعد الدوام من قبل معلمين أكفاء.
وأشار إلى وجود الكثيرين من معلمي الدروس الخصوصية ليس لديهم صلة أو خبرة بالمنهاج الذي يقومون بتدريسه ،واصفا إياهم بأنهم غير تربويين ولا يعملون في مجال التدريس،مطالبا
إدارة المدارس بعمل دورات للمعلمين لكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات المنخفضة.
وناشد حلس وزارة التربية والتعليم لوضع حد لمراكز التقوية التي تحتوي على الكثير من المعلمين غير المتخصصين حيث أصبحت أماكن للترفيه لا تؤدي ثمارها، داعيا التعليم لوضع خطة لمتابعة تلك المراكز.
ولفت إلى سلبيات الدروس الخصوصية بأنها تجعل الطالب شخصا اتكاليا معتادا عليها ، موضحا انه كلما كان هناك ثغور مادية بين الطالب والمعلم أدى ذلك إلى خلل في العملية التعليمية تجعل المدرس الخصوصي يعطي الطالب ما يحتاجه من تقوية حسب ما هو متوفر لديه من مال.