غزة-محمد بلّور-الرسالة نت
عاد أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى منازلهم بعد انتهاء خطاب نتنياهو بأكفّ محمرّة من فرط التصفيق الحارّ.
المحللون السياسيون علاوة علي تفكيك جزيئات كلام نتنياهو قالوا بأن عدد مرات التصفيق بلغ 24 مرة وهو رقم فوق المألوف حين يتحدث الأصدقاء ! .
وسدّد نتنياهو في خطابه طعنة في القلب لعملية التسوية "المعتلّة" مارّا بمشرطه في جسد "المصالحة الفلسطينية".
وشكل خطابه أمام الكونجرس الأمريكي نقلة صريحة في تنكّر الاحتلال للحقوق الفلسطينية مكاشفة أمام العالم أجمع.
"الرسالة نت" أجرت حوارا مع مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني د. يوسف رزقة حول أبعاد خطاب نتنياهو وتأثيره على عملية التسوية والمصالحة الوطنية .
مراوغة ومصالحة
وأكد رزقة أن خطاب نتنياهو أوضح صراحة أن مفهومه الشخصي يتلخّص في نقطتين الأولى أنه يدير عملية مراوغة تحت شعار السلام ما يعني أن المفاوضات ذاهبة لنفق مظلم .وأضاف: "لن يختلف العام الحالي بخصوص المفاوضات عن الأعوام السابقة وقد صرّح بذلك من قبل شخصيات في حزب كاديما واليسار الإسرائيلي" .
وكان يساريون إسرائيليون انتقدوا مؤخرا رفض نتنياهو دفع عملية التسوية ووصفوه بأنه خطر على إدارة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي .
أما النقطة الثانية حسب رؤية رزقة فكانت رغبته في الانتقام من المصالحة الفلسطينية بزعم أن حماس تشكل خطرا على السلام ما يعد تدخلا سافرا في الشأن الفلسطيني .
وأوضح أن نتنياهو يرغب في رسم صورة مضللة عن حماس أمام الكونجرس ووصفها بالإرهابية رغم أنها تمثل حركة تحرر وطني .
انحياز علني
ووصف الكونجرس الأمريكي بأنه منحاز تماما للموقف الإسرائيلي وخاصة نتنياهو، وأن قاعة الكونجرس شهدت حماسا غير مسبوق خلال الخطاب دفع الحضور للتصفيق 24 مرة .
وتابع: "تركيبتهم الأيديولوجية والفكرية واحدة بخصوص الصراع العربي الصهيوني وذلك يسهم في مساندة أوباما لنتنياهو طمعا في نجاحه بولاية جديدة من انتخابات أمريكا" .
ودعا القيادة الفلسطينية خاصة رئيس السلطة عباس لمراجعة شاملة حول مبدأ التفاوض مع الاحتلال الذي لن ينتهي إلا بالألم –كما قال .
وأشار إلى أن نتنياهو صرّح بعدم منح الفلسطينيين حقهم في أراض 1967 كاملة والقدس والمستوطنات، بينما دعا لحل مشكلة اللاجئين خارج فلسطين قاصدا بذلك توطينهم في الدول العربية .
وجدّد نتنياهو حسب كلام رزقة موقف (إسرائيل) من "اللاءات الثلاث بما يخص اللاجئين والقدس وأرض 67" بينما جاء الرفض هذه المرة وسط كونجرس منحاز تماما للاحتلال .
موقف عباس
وقال إن على عباس طرح موقف نتنياهو قريبا أمام الجامعة العربية للنقاش واستخلاص العبر .
وأضاف: "نائب نتنياهو, يعلون قال قبل أيام ان عباس ليس شريكا في السلام ما يبرر كلام نتنياهو اليوم وأي سلام يتحقق الآن لن يكون سوى استسلام كامل للاحتلال !".
واستبعد ان يشهد العام الحالي تقدما واضحا في عملية التسوية مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء بل سيعزز من مقاومته .ويهدف خطاب نتنياهو الأخير –حسب رؤية رزقة-إلى إجهاض الحراك الفلسطيني الذي ينوي التوجه للأمم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية على حدود 67، موضحا ان نتنياهو نجح في إقناع أوباما بموقفه .
وتابع: "كسب نتنياهو اوباما لجواره كما بريطانيا لاحقا وكلاهما يدعو لاستئناف المفاوضات حسب الرغبة الإسرائيلية ".
وتوقع أن يصاب عباس بالإحباط من موقف نتنياهو مع عجزه على مصارحة الفلسطينيين ما قد يدفعه لمغادرة منصبه" .
وشدد على أن الشعب بحاجة للمكاشفة الصريحة حول مستقبل الصراع مع الاحتلال .
ورأى أن خطاب نتنياهو سيؤثر سلبا على المصالحة الوطنية وأن (إسرائيل) تسعى لإجهاضها" .
وأضاف: "خطاب نتنياهو هو إعلان حرب على المصالحة من وسط الكونجرس والبيت الأبيض وستؤول الأمور للأسوأ إن استجابت السلطة للضغط الأمريكي-الإسرائيلي" .