وسام عفيفة
يتعاطى صغار سن ومراهقون وحتى كبار عقار الترامال بحثا عن الكيف, وتعويضا عن النقص والاستمتاع بالوهم.
في السياسة هناك أيضا ترامال: إعلان الدولة الفلسطينية المنتظر في سبتمبر القادم, حيث يأمل أصحاب المشروع أن يتعاطى الشعب الفلسطيني مع هذا الوهم لنسيان "الخازوق" الذي برز بعد سقوط مشروع التسوية.
ولأنه ممنوع فقد أصبح مرغوبا, فهو يثير الوهم, والشعور بالنشوة, لهذا يحرص الشباب في الحفلات الصاخبة أن يكون "الترامال" جزءا رئيسا من طقوس العرس.
احد المشاهد الغريبة التي سببها تعاطي هذا العقار دفعت شابا نحيفا وقصير القامة نحو العريس - وهو من ذوي الأوزان الثقيلة- وأصر أن يحمله على كتفه وهو يرقص.
العريس -أبو مائة كيلو- رفض في البداية شفقة على الشاب "المسلوع", كما أن الحضور استغربوا إصراره العجيب, حتى دفع رأسه بين قدمي العريس وبدأ الجميع يترقب المشهد.
اختفى جسد "المسلوع", تحت محاولات الرفع الفاشلة, و لم تتحرك شعرة في رأس العريس, ورغم مناشدات الحضور بالاستسلام, إلا انه واصل محاولاته اليائسة حتى احمر وجهه وبدأ ينازع تحت أقدام العريس.
المشهد أصبح نكتة العرس.. وبعدما أفاق "ابو ترامال" سألوه عن دواعي فكرته الغبية، فأجاب: "كنت اشعر حينها أنني أقوى وأضخم واحد في الحفلة". يعتقد متعاطو إعلان الدولة أننا سنشعر مثل صاحبنا "المسلوع": أقوياء وقد حققنا انجازا وطنيا عظيما.
في مثال آخر نصحوا احد الباحثين عن المتعة الزوجية, بتناول حبة ترامال, قالوا له: "جرب وراح تدعيلنا"، الرجل اخذ بنصيحتهم وبعد ليلة طويلة خرج من المباراة بتعادل دون أهداف.
السلطة بقيادة الرئيس محمود عباس عاشت هذا الوهم على مدار سنوات, وبعد خطابين من اوباما ونتنياهو الأسبوع الجاري قالوا لابو مازن: "انسَ حدود 1967 والقدس والعودة", ونصحوه ألا يتعاطى مع حماس.
بعد انتهاء مفعول "الترامال" يتحول الكيف والنشوة إلى وجع رأس, خمول وعدم قدرة على التركيز. العلاج يصبح بالامتناع عن تعاطي الترامال او معالجة آثاره بالادمان.
السلطة اليوم أمام خيارين: إما الاقلاع عن تعاطي وهم السلام وتناول المخدرات السياسية وتوزيعها على الشعب مثل إعلان الدولة، او الاستمرار والإدمان حتى لو خرجت السلطة في كل مرة دون تحقيق أهداف، وفي هذه الحالة سينطبق عليهم المثل "لا حطب حطبت ولا رجعت بعرضها سالمة".