قائمة الموقع

مقال: الشعب يريد تحريرا لا اعترافا

2011-05-30T05:50:00+03:00

مصطفى الصواف   

خلط متعمد وقلب للحقائق مقصود، ومحاولة لتعطيل اتفاق المصالحة من قبل السيد محمود عباس رئيس حركة فتح ازدادت بعد خطابي اوباما ونتنياهو، كان آخر هذا الخلط قوله أنه يسعى إلى تشكيل حكومة تكنوقراط تقبل بشروط الرباعية والاعتراف بإسرائيل.

عباس الذي وقع على اتفاق المصالحة يدرك أن اتفاق المصالحة خلا من شروط الرباعية لا في الحكومة ولا في غيرها، ويدرك أن هذه الحكومة هي لإدارة الشأن الداخلي خلال الفترة الانتقالية، ويدرك أيضا أن الشعب الفلسطيني لن يعترف بإسرائيل التي اعترف بها، وتظاهرة الخامس عشر من مايو على الحدود الفلسطينية في نقاطها الثلاث أكدت على أن الشعب الفلسطيني لن يعترف بإسرائيل.

محمود عباس يحاول بكل ما يملك من تأثير على حركة فتح أن يبقي سلام فياض رئيسا للحكومة القادمة، وكلنا يعلم من هو فياض وكم هو مرفوض من كل القوى الفلسطينية، وإن كانت فتح لن تقول لعباس لا وستوافق على فياض مكرهة، فهي تدرك أن حماس لن تقبل به وكذلك غالبية القوى الفلسطينية، حتى أن محمود عباس خلال نقاش موضوع فياض قال كلمة وفق مصادر الاجتماع بعد اعتراض حركة فتح على فياض ( خليكو عايشين على الكابونة)، كلمة لها معان ودلائل كثيرة.

نعم، قد يقبل الشعب الفلسطيني أن يعيش على (الكابونة) لفترة  زمنية؛ ولكنه لن يبيع فلسطين أو يعترف بحق لإسرائيل على ارض فلسطين مقابل أموال أمريكا وأوروبا التي ستودع بين يدي فياض لو أصبح رئيسا للوزراء لحكومة تريد الاعتراف بإسرائيل، فالشعب الفلسطيني شعب عربي ونحسبه حرا ولازال يحفظ المقولة الشهيرة ( الحرة لا تأكل من ثدييها) يا سيد أبو مازن.

تصريحات أبو مازن غريبة في ظل السياسة الأمريكية الإسرائيلية والتي لن تعطي الفلسطينيين دولة ولا حتى على حدود 67 مع تبادل أراض، ورغم ذلك يكرر أبو مازن قضية القبول بشروط الرباعية والاعتراف بإسرائيل رغم النداءات بسحب اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل الذي اضر بالقضية الفلسطينية وثوابتها.

الاتفاق سيد أبو مازن يقول حكومة (تكنوقراط) ذات أهداف محددة ومهام مرسومة لا علاقة لها بالسياسة يجب أن تنال ثقة المجلس التشريعي المراد له أن يغيب وأن تكون هذه الحكومة حكومة عباس، هذه الحكومة لا برنامج سياسي لها أي أنها لن تتبنى برنامج منظمة التحرير التي يقودها ابو مازن، الحكومة من مهامها أن تحضر البيئة السياسية في الضفة والقطاع لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لن يكون أبو مازن مرشحا فيها كما أكد على ذلك، ومن ثم سيقرر الشعب الفلسطيني أي قيادة يريد وأي برنامج سياسي يؤيد، أليس هذا ما ارتضى به كل أطراف التوقيع على الاتفاق وشهوده.

عباس يحاول دس السم في العسل، ويريد أن يطعم حماس حبة السم التي يريدها من اتفاق المصالحة، وحماس تدرك ماذا يريد عباس ونعتقد أنها محصنة من هذا السم ولن تبلعه، لذلك المطلوب من السيد محمود عباس الابتعاد عن هذه السياسة وان يعمل على تنفيذ الاتفاق بشكل أمين وبعيدا عن المناورات والألاعيب السياسية، وبعيدا عن الخداع والتلاعب اللفظي، المطلوب من أبي مازن إجراءات عملية على الأرض بخصوص الاتفاق وعلى رأسها المعتقلون السياسيون، وعلى رأسها أيضا قضية التوافق الوطني على المرشحين جميعا، المطلوب عدم وضع العصي في الدواليب حتى تكتمل فرحة الشعب الفلسطيني بالمصالحة وإنهاء الانقسام، المطلوب التوقف عن سياسة التهديد بالجوع والمال السياسي للقبول بأمور مرفوضة قاتل من أجلها الشعب الفلسطيني وقدم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين، فلا يعقل أن يقبل بها اليوم بعد أن أدرك كثيرا من القضايا وبات نصب عينيه هدف هو تحرير فلسطين وطرد المحتلين لأنه رفع شعار ( الشعب يريد تحرير فلسطين).

 

اخبار ذات صلة