غزة - رائد أبو جراد
أكد الأسير الفلسطيني المحرر ناهض السوافيري (47 عاما) أن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعتبرون صفقات التبادل مع الكيان طوق النجاة الوحيد الذي يتعلقون به؛ "ليتنسموا عبق الحرية ومعانقة ذويهم مجددا بعد مرارة الأسر والتعذيب".
واستنكر السوافيري -أفرجت عنه سلطات الاحتلال أمس الاثنين- تجاهل المؤسسات الدولية لمعاناة أكثر من 1100 أسير فلسطيني جلّهم من أصحاب المحكوميات العالية.
واعتبر الأسير المحرر -بعد قضائه 18 عاما خلف قضبان الأسر- في حديث لـ"الرسالة نت" مطالبة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختلفة بإطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير لدى فصائل المقاومة في غزة جلعاد شاليط مقابل تجاهلٍ لمعاناة 11 ألف أسير فلسطيني جريمة وحماقة، "وتمسكا بسياسة الكيل بمكيالين".
بيد أنه بيّن أن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال استقبلوا نبأ أسر رجال المقاومة الفلسطينية للجندي الإسرائيلي شاليط قبل قرابة 5 سنوات بسعادة غامرة، "وفرحة لم تشهد لها المعتقلات مثيلا".
21 يونيو
واستطرد الأسير المحرر: "كان يوم الـ21 من يونيو لعام 2006 عرسا وانتصارا كبيرا للأسرى؛ وذلك لحظة تبادر نبأ أسر جندي صهيوني لمسامعنا".
وأضاف: "عملية الوهم المتبدد نُفذت بأيدٍ فلسطينية؛ وذلك دلالة على المقاومة لم تنسَ عذابات الأسرى، ونفذت الوعد والوفاء الذي قطعته على نفسها بالإفراج عن آخر أسير فلسطيني يقبع في السجون الصهيونية".
والأسير المحرر ناهض السوافيري من مواليد عام 1964 ومتزوج وله ولدان وبنت، وهو خريج بكالوريوس شريعة وقانون من الجامعة الإسلامية بغزة لعام 1989، ومن سكان الشاطئ غرب مدينة غزة.
وقد دخل السجون الصهيونية في الثامن من نوفمبر/تشرين ثاني 1993 بتهمة انتمائه لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس.
معاناة ومطالب
يشار إلى أن سلطات الاحتلال منعت ذوي أسرى قطاع غزة من زيارة أبنائهم في المعتقلات بعد أسابيع قليلة على عملية أسر شاليط؛ مما ضاعف من معاناتهم وزاد من آلامهم.
وفي هذا أوضح السوافيري أن منع الزيارات أثر سلبيا على نفوس الأسرى؛ "خاصة أن المنع استمر لأكثر من 5 سنوات على التوالي دون تدخل أي جهات دولية أو حقوقية لمحاسبة الكيان على جريمته بحق ذوي الأسرى".
وتابع: "مطالب الأسرى في السجون الآن تتركز حول تحسين أوضاع زملائهم المعزولين في الزنازين الانفرادية، وفي إدخال الهواتف الخلوية للأسرى ليتمكنوا من التواصل مع ذويهم والاطمئنان عليهم، إلى جانب تحسين الظروف اليومية داخل الأقسام في كل المعتقلات".
ولفت الأسير المحرر إلى أن الأسرى خاضوا عدة إضرابات عن الطعام استمرت في كثير من الأحيان لعشرات الأيام، "وتركزت بعضها في المطالبة بحقوقهم أساسية تحرمهم سلطات الاحتلال منها، إضافة لحرمان بعض الأسرى من إكمال دراستهم العليا والجامعية".
جهاد كلف 18 عاما
يذكر أن السوافيري عمل ضمن صفوف كتائب القسام أواخر العام 1992 -العام نفسه الذي انطلق فيه الذراع العسكري لحركة حماس– في المجموعات السرية التي قادها الشهيد كمال كحيل، حيث وصف بأنه اليد اليمنى للشهيد كحيل.
وقامت المجموعات القسامية العسكرية الأولى حينها بعمليات بطولية تركزت معظمها في استهداف نقاط جنود الاحتلال وتجمعاتهم في مختلف مناطق قطاع غزة.