غزة-الرسالة نت
أوصى خبراء ومختصين في مجال المياه في قطاع غزة بالتوقف الفوري عن استخدام الخزان الجوفي والعمل على استخدام مصادر بديلة للمياه مثل إقامة محطات تحليه لمياه البحر، محذرين من خطورة استمرار استنزاف الخزان الجوفي في القطاع.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ديوان المظالم اليوم الثلاثاء بعنوان "أزمة مياه الشرب في قطاع غزة" في مقر الهيئة وسط مدينة غزة.
المهندس منذر شبلاق مدير عام مصلحة مياه الساحل أكد ان نسبة "النترات والكلوريد" في مياه الشرب في القطاع تفوق بشكل كبير النسب العالمية للمياه مما يمثل خطر كبير على مستخدمي المياه وخاصة الأطفال والمواليد وقد تكون احد أسباب الإصابة بمرض السرطان.
وأوضح شبلاق ان الخزان الجوفي في القطاع يعاني من نقص شديد بسبب قلت معدل الأمطار ووجود المئات من الآبار العشوائية في منازل المواطنين والأراضي الزراعية مما أدى إلى انخفاض في مستواه بشكل كبير وسمح بدخول مياه البحر إلى الخزان الجوفي.
وأشار إلى ضرورة قيام البلديات بتغيير خطوط المياه القديمة التي هي جزء من المشكلة والعمل على تثقيف المواطنين لترشيد استخدام المياه وتحسين الجباية من المواطنين حتى تتمكن البلديات من القيام بمشاريع لتحسين وضع المياه في القطاع.
ومن جانبه أوضح بهاء الأغا الخبير في سلطة جودة البيئة ان قطاع غزة يعتمد وبشكل شبه كامل على مياه الخزان الجوفي بسبب عدم توفر مصادر بديلة وقلة مستوى مياه الأمطار بالإضافة إلى السياسات الإسرائيلية القائمة على سرقة الموارد الفلسطينية وخاصة مياه الشرب مما شكل ضغط كبير على الخزان الجوفي المحدود أصلا، متطرقا إلى قيام إسرائيل بمنع إقامة مشاريع تعمل على حماية الخزان الجوفي وخاصة إقامة محطات التحلية مما جعل الوضع في غاية الخطورة.
وذكر ان معظم المؤسسات الدولية المعنية بهذا الشأن تحدثت عن الموضوع وأصدرت تقارير تحذر من خطورة استمرار الوضع الحالي وكان منها تقرير البنك الدولي وتقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي طالب بوقف الضخ من الخزان الجوفي لمدة 20 عاما وإلا فان الأضرار به تتزايد بشكل متسارع بالإضافة إلى التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية "أمنستي".
ومن ناحيته أكد حمدان زيارة مدير دائرة المياه في بلدية غزة على ان إسرائيل تقوم بعمل سدود لحجز المياه كي لا تصل إلي قطاع غزة كما تحفر أبار على طول الخط الفاصل مع القطاع مما أدى إلى هبوط مستوى الخزان الجوفي وبالتالي دخول مياه البحر إلى الخزان مما سبب درجة الملوحة العالية في المياه، موضحا بان معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة من أكثر المناطق التي تواجه الملوحة في المياه بسبب قربها من الساحل وبعدها عن مصادر المياه الجوفية.