الرسالة نت - أمل حبيب
إلى بيت لا يتعدى الأربعين مترا في أحد أزقة مخيم جباليا كانت وجهة فريق (ألم وأمل).. تفوح من بين جنباته رائحة الرطوبة وتأكل جدرانه التشققات , يقطنه ابو يعقوب وأسرته المكونة من ثمانية افراد.
ضيق المكان كان العنصر السائد في حالة الألم وخصوصا بعد أن وجد مصور (الرسالة) صعوبة في التنقل والتقاط الصور من جهات مختلفة .
تنقل أبو يعقوب بين بيت العائلة وبيوت الايجار الى أن استقر في بيت من غرفتين تغطيهما ألواح (الزينقو)، الغرفة الاولى هي للضيوف والتي يرص فيها بعض الفراش البالي المعد لاستقبال ما لا يزيد عن عشر زوار, والثانية فهي لنوم الجميع كبيرا وصغيرا وصوت صراخ ماتور الثلاجة يؤنسهم في نومهم.
أما ام يعقوب فتجد صعوبة في تجفيف الملابس بسبب عدم وجود سطح للمنزل , ولكنها تتلمس مكانا على السدة لعل خيوط الشمس تصلهم عبر شقوق الواح الاسبست فتغادرهم رائحة الرطوبة التي اجتاحت كل شيء .
الطفلة شيماء 10 سنوات هي بطلة قصة المعاناة الأبرز في منزل ابو يعقوب .. والتي بدأت تفاصيل حكايتها تنسج أولى فصولها منذ ولادتها بتشوه خلقي في الفك والصدر , بالإضافة الى انها تعاني من ازمة ربو , وتحتاج الى اجراء عملية في الفك خارج القطاع, لعدم توفر المعدات اللازمة.
وقف أبو يعقوب عاجزا أمام مرض طفلته وقال :" تكاليف السفر والعلاج غالية .. وانا مش قدها".
تشعر شيماء صاحبة الجسد النحيل بالإحراج بسبب تشوه فكها وخصوصا في المدرسة , اضافة الى أنها تعاني من صعوبة في مضغ الطعام ويؤثر تشوه فكها على لفظها لبعض الحروف أيضا.
" خالي صنعة وشغل " هي كلمات نطق بها وجع ابو يعقوب العاطل عن العمل منذ سنوات , متمنيا ان يحصل على عمل حتى يعالج طفلته شيماء في الخارج . وأضاف " ببيع من كبونة المؤن اللى بتطلعي عشان ولادي ياكلو".
يتمنى أبو يعقوب بأن يجد من يمد له يد العون لعلاج ابنته بالخارج , وخصوصا أنه لا يملك مصدر دخل, أما أطفاله فيتمنون ان يصبح لهم ساحة كبيرة للعب الكرة , فمنزلهم يتسع بالكاد لساكنيه ولا مكان لضيف جديد حتى لو كان كرة قدم .
ويناشد أبو يعقوب وزارة الشؤون الاجتماعية الى تسجيل اسمه بالوزارة وخصوصا بأنه محتاج الى المال في علاج طفلته , منوها الى ان الشؤون وفرت لشيماء تأمينا صحيا ولكنها لا توفر مساعدة مالية منتظمة.
هي رسالة لكل قلب ما زال ينبض بالحنان والعطف لمساعدة عائلة ابو يعقوب وطفلته المريضة.