وكالات-الرسالة نت
أثارت إصابة المصور الصحافي "الحر" محمد عثمان ،وعدم وجود جسم واضح يتبنى قضايا واشكالات العاملين في قطاع "الصحافة الحرة "، وما تبع ذلك من تأخير عملية نقله الى مستشفيات الخارج ،وعطب المعدات الصحافية التي تعتبر رأس مال عمله، المخاوف وأيقظت القلق الساكن في أفئدة العشرات من الصحافيين الذين يعملون بالقطعة ، ويطلق عليهم صحافيو القطعة أو العاملين في الصحافة الحرة.
وأوضح المصور الصحافي نعمان شتيوي المسؤول عن موقع محلي لنشر الصور وتسيلها عالمياً "أكشن يرس اجنسي"، إن أكثر من ثمانية صحافيين من مصوري القطعة في الضفة الغربية وغزة ، يعملون معه بالصورة ، منتظرين فقط بيعها لأي وكالة أو مؤسسة إعلامية لاستلام ثمنها ، دون راتب ثابت أو ما شابه ،مشيراً إلى أن احد منهم لا يمتلك درع أو خوذة تقيه الرصاص حال التصوير في المناطق الساخنة ، ولم يتلق أي منهم أي دورات إسعاف أولي لتفادي الخطر أو التعامل مع الإصابات حال وقوعها.
ونوه إلى انه الصحافة الحرة لا تمتلك موازنة البتة لعلاج أي صحافي حال إصابته في الميدان ،في حين تتكفل الوكالات والصحف الكبيرة وبعض المؤسسات الحزبية بعلاج أي صحافي يعمل لديها أو حمايته حال تعرضه للخطر.
وقال المصور الصحافي اياد البابا الذي يعمل بالصورة أن الصحافيين العاملين بالقطعة يحظون باهتمام اكبر في كل دول العالم ويتم توجبه بوصلة الدعم الإنساني واللوجستي لهم نظراً لعدم وجود جهات بعينها يعملون لديها.
وأوضح ان المطلوب من كافة الجهات المعنية بات واضحاً وهو تأهيل هؤلاء الصحافيين واستيعابهم ضمن خطوط معينة في النقابات الرسمية ،وخاصة في المناطق الساخنة كفلسطين ، نظراً لأنهم يتعرضون لمخاطر جمة لتوثيق الحدث وممارسة مهنتهم الخطرة دون معينات صحافية تحميهم او تأمينات معينة .
وقال: بات لزاماً توجيه بوصلة الاهتمام لهم ، سواء تأهيلا أو تدريباً وخرطهم ضمن نشاطات النقابات لجعلهم قادرين على شق طريقهم كصحافيين بالقطعة .
وكان المصور الصحافي محمد عثمان حصل على تحويلة في الخارج بعد إقرار رئاسي بها وتدخل جهات نقابية وحقوقية وشخصيات إعلامية من اجل ضمان علاجه بالخارج .
اوضح المصور الصحافي اشرف ابو عمرة الذي يعمل بالقطعة كمصور ومراسل إخباري ، ان المصورين العاملين بالقطعة ،يبحثون عن اهتمام اكبر لتبني قضاياهم ومطالبهم أسوة بالصحافيين في دول العالم الأخرى في المناطق الساخنة ، وتحمل إشكالاتهم حال وقوعها ، مشيراً إلى انه لا يحمل حتى الآن عضوية رسمية لا نقابية ولا اتحادية ولا حتى كتلية سوى بطاقة تعريف حصل عليها منذ عشرين يوماً من نقابة الصحافيين.
وقال : ان المؤسسات والوكالات الإعلامية الكبيرة لا تزال حتى اليوم تتعامل مع الصحافي الحر بالقطعة، فيما تطبيق ضمانات اكبر لأي صحافي أجنبي حر بنفس المواصفات ، لافتاً الى ان اصابة زميله المصور الصحافي محمد عثمان اثارت الحنق لديه وجعلته يفكر ألف مرة في وضع أمثاله من الصحفيين العاملين بالقطعة .
وطالب الاتحاد الدولي للصحافيين ولجنة حماية الصحافي وكل المؤسسات المعنية دولياً الاهتمام بصحافي القطعة في المناطق الساخنة كفلسطين ، وتأهيلهم وتدريبهم وتزويدهم بالمعينات الصحافية أسوة بما يتلقاه صحافيو القطعة الأجانب العاملين في المناطق الساخنة.
ولا يزال عثمان يعاني إصابة في الصدر وقطع في أعصاب اليد اليمنى ، ويرقد في سرير الشفاء في مستشفى الوفاء بغزة ينتظر إتمام إجراء النقل للعلاج بالخارج ، بعد إخراج شظية لهم من النخاع الشوكي خلال عملية جراحية له اجريت في مستشفي الشفاء بغزة ، بعد إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيته لأحداث النكبة التي وقعت بالقرب من معبر بيت حانون ايرز.
وأشاد عثمان بجهود كافة الشخصيات والمؤسسات التي وقفت معه لعلاجه على نفقة السلطة الوطنية ، مشيراً إلى انه اكتشف مدى ضعف المصور الصحافي الحر،جراء عدم وجود جسم يهتم بقضايا الصحافيين العاملين بالقطعة .
وقال وهو على سرير الشفاء إصابته أصحبت بمثابة ناقوس خطر دق جدار الخزان ، أمام كل المؤسسات الإعلامية ،لحماية الصحافي الحر وتأهيله والاهتمام به أكثر من الصحافي الموظف الرسمي المسؤل من وكالته او جهة عملة الرسمية.
وأوضح انه خسر معداته التي اشتراها من جيبه وماله ولا زال مديون بثمنها لعدد من أصدقائه ،لافتاً إلى انه لا يمتلك خوذة أو درع واقي نظراً لعدم توفرها في غزة وعدم قدرته على شراءها من الخارج ،لارتفاع ثمنها,
ودعا إلى ضرورة تأهيل قطاع الصحافة الحرة كباقي دول العالم والاهتمام بالعاملين فيها سواء تدريباً أو تأهيلاً أو تزويداً بالمعدات اللازمة لضمان سلامتهم .
من جهته أكد الصحافي الحر محمد عمر الذي يعمل في عدد من الصحف الأجنبية ان صحافيو القطعة يحظون باهتمام دولي في كافة المؤسسات والاتحادات النقابية الدولية أكثر من غيرهم من العاملين في المؤسسات الرسمية والوكالات الدولية ، مشيراً إلى أن حال الصحافة الحرة في المناطق الساخنة في فلسطين لا يزال منقوصاً ويحتاج الي اهتمام وتأهيل وبرامج خاصة لتدريبهم وتزويدهم بالمعدات اللازمة.
وأوضحت الصحافية والمصورة إيمان جمعة وتعمل لعدد من المواقع الإعلامية بالقطعة انها تمكنت أخيرا من شراء كاميرا من جيبها الخاص واستدانت ثمنها من اجل ممارسة التصوير الذي تعشقه منذ سنين ،منوهة إلى أنها تراسل إحدى الصحف بالقطعة صورة وموضوع صحافي ، بينما لا تجد حتى الآن اي جسم نقابي يهتم بها أو يقوم بتدريبها أو تزويدها بالمعدات التي تحفظ لها سلامتها، او تتبنى قضاياها.