غزة/ أمينة زيارة
لم يقف الحصار وغياب متطلبات الحياة أمام انجازات وطموحات طلبة قطاع غزة خاصة في مجال الحاسوب والهندسة، فقد شاهد زوار معرض اكسبوتك في رشاد الشوا الكثير من هذه المشاريع التطويرية لطلبة الجامعات في نظام الحاسوب والانترنت والهندسة والتحكم، كانت محط اهتمام الكثيرين خاصة أنها خرجت من رحم الحصار ووصلت لمسابقات عربية.
"الرسالة" اطلعت على نموذج من هذه المشاريع وهو اختراع "روبرت مكافح للحريق".
مكان رجل الإطفاء
الطالبة ميساء الرنتيسي تنظر بفخر إلى نموذج مصغر لروبوت صغير على شكل عربة صغيرة بإمكانه أن يعمل على مكافحة الحريق والذي أخذ مكانه في مختبرات الجامعة الإسلامية الجديد.
وقالت: كان هذا مشروع تخرجنا وزميلتي إيناس الشاعر من كلية هندسة الاتصالات والتحكم بالجامعة الإسلامية، وتضيف شارحة طريقة عمله: يعمل هذا الروبوت مكان رجل الإطفاء فهو يبحث عن الحريق في أي غرفة يدخلها كما أنه لديه القدرة أن يعرف كل غرفة يدخلها وبالتالي لا يعود إليها مرة ثانية، كما أن له قدرة على تخطي الغرف والجدران دون عوائق وعندما يجد حريقا يعطي أمر لمضخة المياه القريبة منه حتى يتم إطفاء الحريق.
وعن أهم العوائق التي واجهتهما تقول الرنتيسي: بسبب الحصار لم نستطع الحصول على بعض القطع الضرورية في مشروعنا وإن وجدت فإن أسعارها تفوق الضعف، فعلى سبيل المثال كان مجس اللهب قبل أعوام ب80 دولارا أما الآن فقد وصل إلى 200 دولار وهذا أمر مكلف على الطالب الجامعي خاصة، كما أن هناك بعض القطع حُرقت أثناء تجربة الروبوت ولم نجد لها بديلاً في القطاع، وكان لقصف مختبرات الجامعة تأثير على مشروعنا حيث أعادنا هذا القصف للبداية مع ضياع نموذج المشروع أسفل المبنى المهدم.
وتضيف الرنتيسي: قدمت الجامعة الإسلامية الدعم لنا وساهمت في توفير بعض أنواع القطع الضرورية للمشاريع كما أن المشرف على مشروعنا د. حاتم العايدي لم يأل جهداً في تقديم الدعم والمساعدة لإنهاء المشروع وقدمنا لأكثر من مسابقة.
يحتاج إلى حاضن علمي
وعن مشاركة الطالبات في المسابقات المحلية تقول الطالبة الرنتيسي: شاركنا في المسابقة التي أعلنت عنها كلية فلسطين التقنية وهي التي كانت ستؤهلنا للمشاركة في مسابقة صنع في فلسطين إلا أننا واجهنا خللا طارئا في الروبوت، إلا أن هذا لم يحد من انجازنا فقد شاركنا في معرض اكسبوتك الذي أقيم مؤخراً في قاعة رشاد الشوا ووجدنا الدعم والتشجيع من قبل الزوار، وتصمت الرنتيسي برهة وهي تنظر إلى مشروعها قائلة: يحتاج هذا المشروع وغيره الكثير إلى حاضن علمي حقيقي يطور هذه المشاريع التي من شأنها أن تخدم التنمية والتطوير المجتمعي في كافة المجالات حيث أن هناك عددا من المشاريع المتقدمة في مجالات الاتصالات والحوسبة لطالبات خريجات تحتاج إلى التطوير لمناقشتها في مؤتمرات علمية عالمية، منوهة إلى أن الحصار يقف عائق أمام انجاز هذا التطور فهو لا يريد لفلسطين أن تكون في ركب التطور والتنمية والعالمية.
خرجنا من رحم الحصار
وترى أن هذا المشروع لو طُور في فلسطين يمكن أن يقلل من نسبة الحرائق في المصانع والورشات والبيوت خاصة بعد كم الحوادث الأخيرة والحرائق التي شاهدناها في الشارع الغزي، وكذلك يقلل من جهد رجل الإطفاء المعرض للخطر إذا كان الحريق كبيراً، راجية أن يتم احتضان هذا المشروع من مؤسسة دولية أو عربية لتطويره لأنه مشروع خدماتي بالدرجة الأولى.
وتنصح الرنتيسي الطلبة المقلبين على تخصصات صعبة ومشاريع تخرج متطورة ألا يستسلموا للحصار وغياب المتطلبات وتؤكد أن المشاريع التطويرية خرجت من رحم المعاناة والحصار واخترقت جدار الصمت العلمي في فلسطين إلى العالمية وهناك نماذج كثيرة من أساتذة وأبحاث ودراسات ومشاريع أثبتت قوتها في العالم العربي والأوروبي وكان أصحابها فلسطينيين، مؤكدة على استمرار المحاولات في البحث والعمل والانجاز لترى أعمالهم النور.