قائمة الموقع

فتح إزاء المصالحة والمفاوضات.. وهديناها النجْدين

2011-06-13T16:45:00+03:00

غزة – الرسالة نت

بعد توقيع حركتي فتح وحماس على ورقة المصالحة في القاهرة مؤخراً، استبشر الجميع خيرا بإنهاء الانقسام الذي أضعف القضية الفلسطينية، لكن بعد أيام خرجت تصريحات تلوح بإمكانية استئناف المفاوضات بين سلطة رام الله و(اسرائيل) رغم أن حركة فتح اعلنت فشلها مرارا، ما دفع للتساؤل هل من الممكن أن تسير المصالحة والمفاوضات في اتجاه واحد؟

قيادات فتحاوية اعتبرت في احاديث منفصلة "للرسالة نت" أن المفاوضات هذه المرة لن تكون عبثية، لوجود مرجعيات لها وليس الشروط الاسرائيلية التي لا تحقق اهداف القضية الفلسطينية، مؤكدين عدم وجود تعارض بين التسوية والمصالحة كونهم مجموعة متكاملة للوصول إلى بناء الدولة.

وفي المقابل يرى المحلل السياسي مؤمن بسيسو، أن المصالحة ليست خيار فتح الاستراتيجي، فهي تريد ان تسخرها لفرض سيطرتها على الساحة الفلسطينية بعد خسارتها في الانتخابات الاخيرة.

العودة للمفاوضات

وفي هذا السياق أكد النائب د. فيصل ابو شهلا ، أن حركته معنية بموقف فلسطيني موحد لإنهاء الاحتلال ، مبينا أنه لا تعارض بين المفاوضات والمصالحة باعتبارهم مجموعة متكاملة للوصول الى بناء الدولة.

واتفق عضو اللجنة المركزية د. جمال محيسن مع ابو شهلا في وجود علاقة تكاملية بين المصالحة والدولة. وأضاف: "العودة للمفاوضات يجب أن تكون وفق مرجعيات وسقف زمني تكون فيه القدس العاصمة الفلسطينية حسب قرار 194.

في حين ذكر محمود العالول عضو المجلس الثوري لفتح، أن من أوليات حركته إزالة الاحتلال بكل الجهود عبر توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة كل التحديات .

و ذكرت بعض وسائل الاعلام أن فتح تسير في أكثر من اتجاه، ففريق يريد المصالحة ، واخر يريد المفاوضات ، وردا على ذلك أكد محيسن أن حركته وافقت على المصالحة بالإجماع ، لكنهم يؤيدون المفاوضات في حال كانت على أساس مرجعية يونيو 1967 وتجميد كامل للاستيطان.

في حين يرى ابو شهلا أن موقف حركته اصيل من المصالحة والمفاوضات، مشيرا الى انهم يسعون لاستخلاص حقوقهم بالوسائل المتاحة لتحرير الشعب والانتهاء من الاحتلال و براثين التهويد.

وأوضح أن ما يحدث مجرد اجتهادات صحية في الرأي كما يدور في الفصائل كافة.

واعتبر القيادي في فتح أن العودة للمفاوضات فرصة تؤهلهم لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني والحفاظ على مصالحه الحيوية، مؤكدا أن ابو مازن يدير الازمة مع مسئوليه وليس وحده كما يزعم البعض.

الغول الاستيطاني

ومنذ شهرين من توقيع المصالحة لم يتم تشكيل الحكومة بعد، ما دفع البعض للتساؤل هل ما يحدث امر طبيعي ام هو تكتيك سياسي؟، وردا على ذلك أجاب محيسن :" موقفنا من المصالحة استراتيجي والوحدة الوطنية هدفنا".

بينما ذكر العالول "للرسالة نت" أنه ليس هناك تردد بشأن تنفيذ المصالحة باعتبارها الخيار السياسي للوحدة واستعادة حقوق شعبنا، املا أن يثمر اللقاء الذي سيعقد غدا عن نتائج ايجابية ملموسة على أرض الواقع.

اما النائب ابو شهلا فقال :" الامر حتى اللحظة طبيعي، لكن في حال لم يحقق لقاء فتح وحماس القادم اية نتائج، فإننا حتما سنكون خرجنا عن الجدول الزمني المحدد لتشكيل الحكومة".

وحول ما ستجنيه فتح هذه المرة من عودتها للمفاوضات، بين القيادي محيسن أنهم سيعودون بشروطهم التي تحقق ثوابتهم الوطنية ، داعيا الدول العربية والاسلامية لتحضير جحافلهم للقدس في حال تعنتت "اسرائيل " بمواصلة الاستيطان وعدم ارجاع الحقوق لأصحابها.

وبحسب العالول فانهم لن يعودوا للمفاوضات الا اذا ضمنوا الحد الأدنى لإيقاف الغول الاستيطاني في الضفة والقدس، وتكون مرجعيتها قرارات الشرعية الدولية .

لحياة مفاوضات

وفي سياق متصل قال المحلل بسيسو :" فتح تسير قدما نحو المصالحة ، وفي الوقت نفسه تسعى للسير الشكلي في مضمار الجهود الدولية الرامية لاستئناف المفاوضات "، مضيفا : هناك محاولات لإحداث موازنة لمسار المصالحة والغوص في المفاوضات.

وتابع :" هناك ارتباك داخل صفوف فتح لوجود اكثر من تيار، ففريق يتبنى المفاوضات انطلاقا من نظرية الحياة مفاوضات كما جاء على لسان احد قياداتهم "، مبينا أن هذا التيار لا يجد مشكلة في استمرار المفاوضات باعتبار أن مشروع السلطة قائم على ذلك.

وأشار بسيسو إلى أن التيار الاخر يعتقد أن المواقف الاسرائيلية والامريكية المتشددة لا تسمح في هذه المرحلة باستئناف المفاوضات باعتبار أنها تشكل مجازفة سياسية غير محسوبة العواقب لاسيما وأن فريق فتح وقع على ورقة المصالحة.

وفيما يتعلق بعدم تشكيل الحكومة حتى اللحظة، أوضح بسيسو أن ابو مازن يريد المصالحة كأداة لإعادة شرعيته والسلطة على أرض غزة من جديد، مؤكدا أن المصالحة ليست خيارا استراتيجيا وطنيا لعباس لاسيما وأنه يسير في ركاب المبادرات والمقترحات السياسية التي تطلق من حين لآخر .

ولفت الى أن فتح تريد المصالحة لتعزيز موقفها في ادارة المفاوضات و قيادة الشعب والمشروع السلطوي من جديد كما تتوهم، منوها إلى أن فتح لا تريد فقدان المفاوضات كونها خيارها الاستراتيجي وذلك لانعدام خياراتها الأخرى كالمقاومة.

اخبار ذات صلة