هل تخذل أميركا والمجتمع الدولي عباس من جديد؟

محمود عباس والمجتمع الدولي
محمود عباس والمجتمع الدولي

 

 

غزة/ شيماء مرزوق

يبدوا أن الرئيس المنتهية ولايته، محمود عباس لم يفقد الأمل بعد أن فشل مؤخراً قراره بعدم الترشح لفترة رئاسية ثانية من لفت الانتباه واستدرار عطف الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي للضغط على (إسرائيل) للبحث عن طاقة ضوء في نهاية نفق المفاوضات المظلم, حيث أن اعتزامه مطالبة مجلس الأمن الدولي استصدار قرار لإعلان دولة فلسطينية أحادية الجانب لم يحظ بترحيب الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي, بالإضافة إلى الجانب (الإسرائيلي) الذي هدد وتوعد السلطة في حال نفذت هذا المخطط, الأمر الذي يطرح تساؤلاً إذا ما إذا كانت جعبة عباس قد فرغت أو هناك المزيد من القرارات في حال فشل مجلس الأمن في استصدار قرار لإعلان دولة فلسطينية أحادية الجانب.

تلميح بالموافقة

وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي هاني حبيب على أن ردود الأفعال الدولية حول قرار عباس واضحة, حيث أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يرحبا بهذه الخطوة واعتبرا بان الوقت غير مناسب, مستبعداً أن يكون هذا الموقف معبراً عن رفض قطعي للقرار وإنما هو تلميح بالموافقة على الخطة التي أطلقها سلام فياض, والتي تقضي بإنشاء دولة فلسطينية بعد عامين من الآن.

ورحب بهذه الخطوة التي رفض اعتبارها أحادية الجانب, قائلاً: "المطلوب هو قرار من مجلس الأمن وإذا ما وافق المجلس عليه سيعتبر قرارا ذا بعد دولي", مشيراً إلى أن التهديدات (الإسرائيلية) لن تحول دون إيصال الأمر إلى المجلس, باعتبار أنها مستمرة في مشروعها الاستيطاني سواء مع استمرار المفاوضات أو توقفها.

وأما عن الدور العربي في هذا القرار فقد شدد حبيب على أن المطلوب الآن هو تكثيف الجهد العربي والفلسطيني من أجل دعم هذه الخطة وتفويت الفرصة على (إسرائيل) من أن تقوم بعمليات عسكرية في غزة وجنوب لبنان كما تهدد, معتبراً بأن التوافقات الإقليمية تتيح الفرصة للضغط لعدم استخدام الفيتو من قبل الدول التي تمتلك هذا الحق في مجلس الأمن على القرار أو على اقل تقدير الامتناع عن التصويت.

خطوات متسرعة

ومن ناحيته أكد المحلل السياسي مصطفي الصواف على أن فكرة التوجه إلى مجلس الأمن لم تلق ترحاباً من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي الذي رفض الإعلان الأحادي من جانب السلطة الفلسطينية، واعتبر الخطوة غير مقبولة، ويجب أن تتم عبر المفاوضات كما ترى أمريكا وفرنسا، في حين هدد وتوعد العدو (الإسرائيلي) في حال أقدمت سلطة رام على هذه الخطوة.

واعتبر الصواف أن خطوات عباس متسرعة وغير مدروسة، مؤكداً أن عباس وفريق التفاوض، مدفوعاً بالرباعية العربية، أقدم على هذه الخطوة, بعد أن فشلت خطوته الأولى في لفت الانتباه, أو استدرار عطف الإدارة الأمريكية التي أعلن فيها نيته عدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.

وأضاف الصواف بأن هذه الخطوة هي ضمن الخطوات التي يراد منها دفع اليأس إلى قلوب الفلسطينيين، والوقوف أمامهم كمن بذل المحاولات كلها ولم ينجح، ولم يبق إلا الاستسلام للإرادة الأمريكية (الإسرائيلية).

 

 

محللون: تهديدات (إسرائيل) لن تمنع السلطة من الذهاب لمجلس الأمن

البث المباشر