فايز أيوب الشيخ
كشف تأجيل لقاء القاهرة بناء على طلب حركة فتح والذي كان مقرراً يوم الثلاثاء الماضي، عن نوايا الطرف الحريص على المصالحة من الطرف المعطل لها.
ووضع هذا التأجيل الجهة الراعية لاتفاق المصالحة "القاهرة"، والوسطاء، والفصائل، والأحزاب الفلسطينية، والمؤسسات الأهلية، امام اختبار حقيقي في الكشف عن الطرف الذي يسعى لإعادة الشرخ للصف الفلسطيني من جديد.
مزيد من المشاورات..!!
أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول أرجع تأجيل اللقاء إلى مزيد من المشاورات وتجنب الفشل في ظل تباين الرؤى والمواقف المتعلقة بتشكيل الحكومة الانتقالية.
وتوقع في حديث مقتضب لـ"الرسالة نت" عقد لقاء قريب بين حماس وفتح، وذلك على ضوء الاتصالات الجارية بين الطرفين وجهات صديقة لم يسمها.
ورفض مقبول التعليق على التصريحات الأخيرة لرئيس السلطة محمود عباس، زاعماً أنه لم يسمع انتقادات من أحد حول الخطاب، اضافة إلى رفض الحديث عن خلافات فتح الأخيرة، نافياً في الوقت ذاته تأثيرها على سير المصالحة.
إرادة فتح مرهونة
من ناحيته، شكك القيادي في حركة حماس النائب يحيى موسى، في جدية عباس تشكيل حكومة جديدة قبل أيلول/سبتمبر المقبل، متهماً إياه بضرب الوحدة الوطنية واستمرار الانقسام والإصرار على المراوغة ونقض التعهدات والوعود داخل الساحة الفلسطينية.
وقال في حديث لـ" الرسالة نت": "هذه ليست المرة الأولى التي تؤجل فيها لقاءات عباس مشعل"، مؤكداً أن حماس تصر على إجراء لقاءات مباشرة بين الطرفين غير أن فتح كانت في كل مرة تماطل وتتهرب.
وأضاف " عباس يتراجع دائما عن المصالحة ويبذر بذور الانقسام من جديد". مستطردا: " أبو مازن وقع على الورقة المصرية في المرة الأولى لإحراج حماس ولم يكن يتخيل أن تبادر الحركة لإنجاز المصالحة، خاصة بعد الثورة المصرية".
وتابع " الان الصورة باتت واضحة بأن حماس حريصة على المصالحة، وكل ما يدار من حملات إعلامية لتشويه حماس لا أساس لها من الصحة ويأتي في إطار الإملاءات الأمريكية والابتزازات الصهيونية".
وفند موسى تصريحات عباس الأخيرة، موضحاً أن ما قاله "استمرار في نهج التنكر لانتخابات 2006 والتواطؤ على الحركة في قطاع غزة ". كما اعتبرها تراجعاً واضحاً عن جميع أسس اتفاق المصالحة التي وقعت عليها الفصائل.
وأردف قائلا " عباس استسلم للضغوط الأمريكية والصهيونية ورهن المصالحة بإملاءات نتنياهو وأوباما، ويصر على فياض كمرشح أوحد ، بزعم أن العالم الغربي سيتعاطى معه.
كما أصر عباس –حسب موسى- على الاستمرار في الاعتقالات السياسية في الضفة، محذراً من تنكر رئيس السلطة لدور المجلس التشريعي واختصاصه في إعطاء الثقة للحكومة.
وتساءل النائب في التشريعي "إذا كان عباس مرجع كل شيء داخل الساحة، فأين هي الشراكة والمصالحة..؟"، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني إلى الخروج للشوارع للإشارة على من يفسد المناخ والمصالحة الوطنية ويعطلها .
تعطيل غير مبرر
من جهته، عبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، عن أسفه لتأجيل اللقاء، لافتاً إلى أن شعبنا كان يتوقع أن يكون لقاء عباس ومشعل بداية لتطبيق المصالحة.
وأعرب لـ"الرسالة نت" عن اعتقاده بأن ما حصل ليس تأجيلا بل "تعطيل" للقاء القاهرة ، مشيرا إلى أنه حتى التبريرات التي تم إعلانها "غير مقنعة لدى المواطن الفلسطيني"، مشدداً على وجوب أن يسارع الجميع لتحمل مسئولياته والتحاور بشأن تشكيل الحكومة والتوافق على شخص رئيس الوزراء والبدء فوراً في تنفيذ الاتفاق.
وفجّر إصرار فتح على ترشيح فياض رئيسا للوزراء في حكومة التوافق المقبلة خلافات أكبر وأعمق مع حماس المصرة على استبعاده تماما، وهو ما قاد فياض إلى التعبير عن استيائه مما يحدث، وتأكيده أنه لن يكون حجر عثرة في وجه حكومة الوحدة المقبلة، حسب زعمه.
وقال حبيب " اتفاق المصالحة ينص صراحة على أن تشكيل الحكومة يجب أن يحظى بالتوافق وخاصة بين حماس وفتح"، مستنكراً مخالفة فتح لبنود اتفاق المصالحة.
كما استهجن إصرار عباس على ابقاء مسلسل الاعتقال السياسي مستمرا في الضفة بعد المصالحة، قائلاً "إن ملف الاعتقالات مخز، لأنه يخدم أمن إسرائيل على حساب أمن الفلسطينيين"، داعياً القوى والفصائل إلى الضغط باتجاه وقف ملاحقة المقاومة وانهاء ملف المعتقلين.
اللقاءات الثنائية
بدوره، رفض عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل المجدلاوي الحديث عن التأجيل قبل معرفة أسبابه وقال :" تجب العودة إلى أساس المشكلة المتعلقة باللقاءات الثنائية، لأن الثنائية تعطي لأي طرف حق الفيتو الذي يمكن أن يعطل أو يعيق الوصول إلى الاتفاقات المرجوة".
واعتبر في حديثه لـ"الرسالة نت" أن التأخير في انجاز المصالحة وتشكيل الحكومة "يأتي في إطار هذا التجاذب المتبادل بين الطرفين".
وأضاف "نحن دعونا ولا زلنا ندعو إلى الآليات التي تحقق التوافق الوطني"، مبيناً أن اللجان التي شكلت غطت كل العناوين المطلوبة وهي "المنظمة، الحكومة، الأمن، الانتخابات، والمصالحة الاجتماعية".