قائمة الموقع

"شاليط" .. خمسة أعوام بقبضة المقاومة

2011-06-22T17:39:00+03:00

الرسالة نت - رائد أبو جراد

دقت عقارب الساعة في أيدي عناصر المقاومة الفلسطينية مشيرةً إلى الرابعة من فجر يوم 25 يونيو/حزيران 2006 لتطلق صيحات التكبير ايذاناً باقتحام موقع كرم أبو سالم العسكري الصهيوني  الواقع شرق رفح جنوب قطاع غزة.

وبمشاركة ثلاثة أجنحة عسكرية هي كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس وألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري لحركة المقاومة الشعبية وتنظيم جيش الاسلام، اُخترقت موانع الاحتلال الحصينة بعناية وسرية عالية وبطولة لم يسبق لها مثيل بعد تخطيطٍ استغرق أشهراً عدة.

العملية المسماة بـ "الوهم المتبدد" استهدفت قوة صهيونية مدرعة من لواء (جفعاتي) كانت متمركزة ليلاً في موقع كرم أبو سالم العسكري، لينتهي الهجوم البطولي بمقتل جنديان وإصابة 5 آخرين بجروح -حسب اعترافات الاحتلال- عدا عن أسر الجندي "جلعاد شاليط" وهو ما أكدته المقاومة بعد أن أمنت مرقده.

وعلى إثرها، سارع جيش الاحتلال بشن سلسلة عمليات خاصة استهدفت جُلّ مناطق قطاع غزة، في محاولة -فاشلة- لتحرير شاليط أو إلقاء القبض على أشخاص فلسطينيين يُشتبه بضلوعهم في احتجازه.

تحريات متواصلة

"أبو مجاهد" الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية قال لـ"الرسالة نت": "إنه بعد خمس سنوات من أسر شاليط لم تنقطع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بكل امكاناتها وطاقاتها عن السعي للحصول على معلومات عن جنديها المختطف".

واعتبر أبو مجاهد فشل الكيان في الحصول على معلومات من شأنها تحديد مصير شاليط، بمثابة فشل أمني وعسكري للعدو، وانتصار فريد من نوعه للمقاومة الفلسطينية التي تحفظت على شاليط في ظروف أمنية صعبة".

المتابع للشأن الصهيوني "ناجي البطة" قال إن الدلائل الأمنية تؤكد فشل الاحتلال فشل بكافة أجهزته الأمنية المحترفة والمشهورة عالمياً في قدرتها الفائقة على جلب المعلومات،  مرجعا أسباب الفشل إلى القرارات السياسية "الخاطئة" بعدم إنجاز صفقة تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية لإطلاق سراح شاليط.

ومنذ أسر شاليط تطالب كتائب القسام ولجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام بالإفراج عن أكثر من ١٠٠٠ أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة مقابل إطلاق سراح شاليط حياً.

انجاز فريد من نوعه

ويشير الناطق باسم لجان المقاومة إلى وجود انجازات كبيرة للمقاومة على صعيد صفقة تبادل الأسرى من بينها اطلاق سراح 19 أسيرة فلسطينية مقابل تسليم شريط مصور لشاليط.

وكان شاليط قد ظهر في أكتوبر ٢٠٠٩ ضمن شريط مسجل لمدة دقيقتين ليعلن نجاح حماس في اتمام صفقة أمنت الإفراج عن ١٩ أسيرة فلسطينية وأسيرين سوريين من ذوي المحكوميات العالية.

ويتابع أبو مجاهد "بعد مرور 5 سنوات على عملية الوهم المتبدد نؤكد للمجتمع الدولي أن قضية شاليط مرتبطة بالأساس بقضية أسرانا (..) هذا الجندي أُسر من على ظهر دبابته في موقع عسكري".

وقد رفضت الحكومات الصهيونية المتعاقبة حتى اليوم شروط "حماس"، وقالت بأنها لن تفرج عما أسمتهم "فلسطينيون ملطخة أيديهم بدماء إسرائيلية".

أما المحلل البطة فقال إن المقاومة الفلسطينية سجلت انجازا خارقا وغير مسبوق في تاريخ الثورات عبر العالم، بعد نجاحها في احتجاز شاليط على مدار خمس سنوات رغم البحث والتحري المتواصل من قبل الاحتلال مستخدماً وسائل تكنولوجية متطورة.

ومع اقتراب الذكرى الخامسة لأسر شاليط، وصل "إسحاق مولخو" مستشار رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" إلى القاهرة على متن طائرة خاصة اليوم الأربعاء لإجراء محادثات حول قضية جلعاد شاليط، ومن المقرر أن يلتقي "مسؤولين مصريين"، دون تقديم تفاصيل حول محادثيه.

ولا زالت حكومة الكيان تحاول جاهدةً اطلاق سراح شاليط  لكن يبدو أن محاولاتها المتكررة باءت بالفشل مصطدمة بجدار فلسطيني صلب يرفض الانصياع لشروط نتنياهو الرافضة لنجاح الصفقة على مدار ما يقرب من 1800 يوم مضت على أسر جنديها.

اخبار ذات صلة