الخليل- لمراسلنا –الرسالة نت
كعادتها تنغص على الفلسطينيين حياتهم وخاصة في المناسبات الكبيرة.. أجهزة عباس الأمنية تصعد في هذه الأثناء من حملتها ضد عناصر وكوادر حركة حماس في الضفة الغربية قبل أيام من عيد الأضحى المبارك, لتشمل عشرات الفلسطينيين بينهم أعضاء مجالس بلديات وأبناء قيادات وأعضاء في المجلس التشريعي الفلسطيني وصحفيون وأبناء الكتلة الإسلامية في مختلف جامعات الضفة ، وذلك من أجل استخدامهم كورقة ضغط للتوقيع على ورقة المصالحة التي بادرت بها مصر.
تعقب ومطاردة
النائب الدكتور ناصر عبد الجواد أكد لـ"الرسالة نت"، أن عناصر من الأجهزة الأمنية فرضوا رقابة على بيته وأسرته خلال الأربع أيام الماضية، مؤكداً أن عناصر الأجهزة قاموا وبشكل واضح بملاحقة سيارته الخاصة أثناء دخوله وخروجه من وإلى مدينة سلفيت شمال فلسطين المحتلة، وكذلك مراقبة دخوله وخروجه من منزله، ومراقبة أفراد أسرته.
وأضاف أن عناصر الأجهزة الأمنية لاحقوه أثناء خروجه من بيته وصولا إلى مدينة رام الله وخلال مروره بالقرب من مستوطنة (حومش) كانت سيارة فلسطينية وبها عدد من عناصر الأمن الفلسطيني تلاحقه، حيث اعترضه حاجز صهيوني فجائي في الوقت الذي اعترضت طريقه سيارة تحمل لوحة تسجيل صهيونية.
وتابع النائب عبدالجواد: واصلت سيارة الأجهزة الأمنية الفلسطينية ملاحقتها لي حتى وصلت إلى مكتب نواب رام الله وبقيت تنتظرني حتى خرجت وفعلت نفس الدور أثناء عودتي.
وكان الدكتور عبد الجواد عضو المجلس التشريعي خرج مؤخراً من سجون الاحتلال بعد أن أمضى 40 شهراً فيها.
وفي السياق ذاته كانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت خلال الأسبوع المنصرم نجل النائب حسن يوسف ونجلا النائب الشيخ حامد البيتاوي "فضل وأحمد"، كما واعتقلت ابن النائب أحمد رياض رداد من بلدة صيدا، لتضاف هذه المعاناة إلى المئات من الاعتداءات التي نفذت بحق النواب.
وكانت الأجهزة الأمنية أيضاً مارست ضغوطا غير طبيعية على حياة النائب منى منصور حيث قام عناصر من الأجهزة الأمنية بملاحقتها وتصويرها وأبناءها واقتحام مكتبها بشكل استفزازي.
وفي إطار الاعتداءات التي لا تنتهي اختطفت الأجهزة الأمنية مدير مكتب الدكتور عمر عبد الرازق الأستاذ عز الدين فتاش ومرافق الدكتور ناصر عبد الجواد (إبراهيم عبد الله )
إعلاميون مع وقف التنفيذ
وخلال اقل من أسبوع اختطف ما يسمى جهاز المخابرات والوقائي عدد من الصحفيين ليصبح عدد الصحفيين المختطفين في سجون عباس (11) صحفياً بينهم محمد اشتيوي مدير مكتب قناة الأقصى الفضائية ومصورها أسيد عمارنة من بيت لحم ومراسلاها علاء الطيطي من الخليل وطارق أبو زيد من جنين.
كما اختطفت الصحفي سامر يونس، فيما لا يزال الإعلامي خلدون المظلوم ومراد أبو البهاء وهما من مدينة رام الله مختطفان منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر بالإضافة إلى صدقي موسى واحمد البيتاوي وبلال الظاهر من نابلس وفريد السيد من طولكرم.
وكانت عائلات الصحفيين المختطفين وجهت نداء مناشدة إلى نقابة الصحفيين للخروج من هذا الصمت الذي تنتهجه وعمل أي شيء لإنقاذ أبنائهم من سجون السلطة.
واستهجنت عائلات الصحفيين هذا الموقف اللامبالي حيال ما يجري لأبنائهم وطالبت بموقف جدي يعبر على الأقل عن موقف دفاعي عن حرية وكرامة الصحفي الفلسطيني.
واتهمت كتلة الصحفي الفلسطيني مجلس إدارة الصحفيين والقائمين عليها بالتواطؤ والاشتراك مع ميليشيا عباس في تنفيذ حملة استهداف وملاحقة الصحفيين والإعلاميين في محافظات الضفة.
ودعت كتلة الصحفي إلى أوسع حملة تضامن مع هؤلاء الإعلاميين الذين سخروا حياتهم لفضح ممارسات الاحتلال وطالبوا أيضا بفضح ممارسات الأجهزة الأمنية بحقهم.
التعذيب لم يتوقف
هذا وقد نفى شهود عيان خرجوا للتو من سجون الأجهزة الأمنية أن تكون حملات التعذيب في سجون المخابرات والأمن الوقائي قد توقفت، وأكد الشهود أنهم تلقوا وجبات طويلة من الشبح والضرب في سجون المخابرات خاصة مركز توقيف البالوع وسجن الخليل وجنيد.
وأشار الشهود وبعضهم يقطن بالقرب من تلك المراكز أنهم سمعوا وبشكل جنوني صرخات المشبوحين، وشاهدوا أجسادهم المعلقة ترتجف تحت سياط جلاديهم من عناصر الأجهزة الأمنية.
وكانت مؤسسات حقوقية وإنسانية حصلت على تعهد من سلام فياض رئيس حكومة رام الله اللاشرعية بإيقاف كافة أشكال التعذيب في سجون المخابرات والوقائي إلا أن شهادات كثيرة وصلت إلى مكاتب تلك المؤسسات ومكاتب النواب في الضفة تؤكد عدم التزام هذه الأجهزة بأي من تلك القرارات.
حملات اختطاف متزايدة
ومنذ بداية شهر تشرين ثاني الحالي مارست أجهزة عباس حملة اختطافات واسعة فيما تقوم بإعطاء المئات من مناصري حركة حماس بلاغات حضور إلى مقرات الأجهزة الأمنية وبشكل يومي.
وقال النائب حسني البوريني أن جهاز المخابرات يقوم يوميا باستدعاء ابنه انس إلى مقر المخابرات حيث يتم احتجازه من ساعات الصباح حتى المساء بدون توجيه أي سؤال له.
وعلى ذات المنوال اشتكى العشرات من أبناء ومناصري حركة حماس من حملة الاستدعاءات اليومية التي تقوم بها عناصر الأمن حيث اختطاف بعضهم فيما يؤجل الاستجواب مع البعض الآخر.
وعادت الأجهزة الأمنية إلى اختطاف أعضاء بلديات وخاصة أعضاء بلديات فازت فيها قائمة حماس، ففي مدينة حلحول اختطفت أجهزة عباس عضو بلديتها علي عقل والذي خرج من سجون الاحتلال قبل عدة أشهر، ولا تزال الأجهزة الأمنية تختطف عضو بلدية سعير الأستاذ حكيم شلالدة والذي اختطف بعد خروجه من سجون الاحتلال بأسبوع حيث لا يزال في مقر المخابرات في مدينة الخليل.
وفي بداية الأسبوع الحالي اختطف جهاز المخابرات الشيخ احمد عيايدة عضو بلدية الشيوخ وإمام المسجد القديم فيها.
وفي تجاوز خطير لقرارات محكمة العدل العليا عين وزير الحكم المحلي خالد قواسمي هيئه جديدة لبلدية بيت أمر بعد أن أقال هيئة سابقة معينة برئاسة نصري صبارنه في الوقت الذي حصلت بلدية بيت أمر المنتخبة عام 2005 على قرار بالعودة لمهامها من محكمة العدل العليا ورفض قرار الوزير بتعيين الهيئة الأولى.
ولا تزال الحملة مستمرة ضد أئمة المساجد وأبناء الكتلة الإسلامية في الجامعات والأسرى المحررين. حيث واصلت أجهزة عباس اختطاف الشيخ محمد الدحلة إمام مسجد بيتونيا الكبير واختطفت أيضا براء يوسف كفاية لينضم إلى والده يوسف كفاية في سجن الوقائي برام الله، علما أن تلك الأجهزة اقتحمت عدة مرات سكنات الطلبة في جامعة بيرزيت وجامعة القدس أبو ديس واعتقلت الطالب شريف الرجوب.
وفي سياق متصل اعتقلت الأجهزة الأمنية الشاب علاء الأعرج من عنبتا، فيما لا تزال تختطف المهندس وجيه أبو عيده منذ أربعة أشهر، وكذلك اختطفت لقمان الجدع من بلدة حبلة في محافظة قلقيلية وعبد المجيد الخضور من بلدة بدو, ويبدو ان الحبل على الجرار.