قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أنا و6120 يوما في الأسر

بقلم الأسير المقدسي: تيسير سليمان

146880 ساعة في الأسر، عذرا يا الله  علينا أن نتكلم، فمنذ دخولي الى العمل المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي وأنا أقول إنه الحمد لله، وعلينا الاستعداد للأسوأ دائما وعلينا زيادة الصبر والمصابرة دوما وعلينا توقع ما هو سيئ من أعدائنا.

ولكن علينا احتساب ذلك عند الله ولا نريد أي مكافأة أو أجر إلا من عند  رب العزة، ومنذ سنوات تقترب من ال20 عاما وأنا أسير داخل السجون الإسرائيلية، ولقد شاركت في معظم بل كل الخطوات الاحتجاجية ضد الظلم من أجل المحافظة على كرامتنا وحريتنا الحياتية داخل السجون .

ولقد استطعنا عبر  إضرابنا عن الطعام لأيام وليال من تحقيق عديد من الإنجازات  مثل الشراء من  الكانتينا وإخراج بعض السكاكر لأهلنا من أجل ابتسامة صغيرة على وجوه الأطفال، ولقد دفعنا  مقابل ذلك عشرات الكيلوغرامات من لحومنا وصحتنا في إضراب عام 1995 حيث استمر الاضراب 18 يوما ولقد استطعنا  شراء بعض الطعام من حسابنا من أجل تحسين نوعية الطعام السيئ داخل السجون ونحن نستمر بشراء الطعام مرة واحدة كل شهر  من الخارج عبر إدارة مصلحة السجون، ونحن نضرب عن الطعام عندما لا ترغب إدارة السجن أو المدير بشراء هذه الأطعمة، فلا يصلنا  شيء منها , وبصراحة وبكل  صدق "وعذرا يا الله  أننا نتكلم" فنحن لا نتكلم عن سوء مستوى الطعام المقدم لنا  داخل السجون حرصا منا على مشاعر اهلنا ومن أجل إبعاد الأهل عن القلق والتحسر علينا، ولكن عندما يخرج علينا هذا الشيء "نتنياهو" ليقول لنا: الأسرى والحياة داخل السجون الإسرائيلية وشروط الحياة، وعندما نعتذر الى الله بعد ذلك الى أهلنا لنقول هذه هي الحقيقة :

أولا :- التعليم في الجامعة، وإننا نقول لهم كلنا يعلم حقيقة التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة وكيف أنها وسيلة تشغل الاسير عن المطالبة بحقوقه ومحاولة لتغيير فكره، والحقيقة الأخرى أنه ليس مسموح لكل الأسرى بالدراسة وأنا مثال حي ممنوع من الدراسة في الجامعة العبرية المفتوحة.

ثانيا:- الطعام وشراء الكانتينا ...فنحن نشتري من مالنا وليس بفضل من أحد علينا، خاصة الاحتلال وإدارته .

ثالثا:- صفقة شاليط، وهنا نقول منذ أسر الجندي الإسرائيلي المدعو "جلعاد شاليط" وهو من قذف قطاعنا الحبيب بالقذائف لقتل الأولاد وتدمير البيوت وحرق المحاصيل  الزراعية ونحن نحاول ترك  الحديث في هذا الملف لإخواننا في المكتب السياسي لحركة حماس  لتفاوض العدو عبر الوسيط المصري  لتحقيق صفقة تبادل مشرفة للشعب  الفلسطيني ولأسرى الحرية .ولكن ومنذ  فترة ونحن نلمس وبشكل فيه كثير من الكذب الواضح والصريح والمنهجي من رأس صناع القرار  في الحكومة الاسرائيلية "الاحتلال" ومن أعوانهم في الصحافة الإسرائيلية والتلفزيون والصحافة المكتوبة.

والحقيقة أننا كأسرى ننظر إلى صفقة التبادل  بكل فخر وأمل حيث أننا كأبناء المقاومة الفلسطينية نعتقد جازمين أن التبادل  هو الحل الوحيد لإخراج أسود المقاومة وأبناء كل الشعب الفلسطيني الذين علموا الاحتلال ماذا تعني المقاومة والصمود في التحقيق والمصابرة على سنوات الأسر والبعد عن الأهل .

وهنا نقول ونحن من انتخبنا أبناء حركتنا أن نكون الجسم المقرر للسياسات العامة له في سجون الاحتلال ........فنقول وبالصوت العالي إننا وان شاء الله وبإذن الله تعالى نستطيع أن نصبر سنوات وسنوات  حتى تحقق المقاومة أفضل صفقة تبادل ......وعليه يا إخوتنا في المكتب السياسي لحركة حماس والجهاز العسكري "مهما يقال لكم عن أوضاعنا في الأسر "السجون" وما يحاول هذا الشيء "نتنياهو" أن يقوله أو يفعله ضدنا وضد كل الأسرى فنحن لا نطلب منكم إلا الصبر ... والصبر .. والصبر  والتشديد في  مفاوضات التبادل وعدم ترك أي أسير تم طرح اسمه في القوائم المقدمة من حركة حماس في صفقة  التبادل".

وعليه يا سلطات الاحتلال نحن أتباع محمد بن عبد الله رسولنا الأمين ونحن جنود القسام والياسين ونحن أبناء فلسطين المقاومة الثائرة  ضد المحتل الغريب ونحن الصابرون في الأسر لا ولن نقول إلا ما يرضي الله ويزيد من ثبات المقاومة  والصفقة مهما فعلتم ..........والله المستعان دائما .

البث المباشر