قائمة الموقع

مقال: تركيـــا.. كيــف نُطــور العلاقـــة ؟

2011-07-19T16:53:00+03:00

د. محمد إبراهيم المدهون

وزير الشباب والرياضة والثقافة

شهد العالم في الآونة الأخيرة تغيرات جذرية على مستوى المواقف والعلاقات بين الحكومات والأنظمة في منطقة الشرق الأوسط؛ الأمر الذي أدى إلى تشكيل أنظمة جديدة مناصرة ومؤيدة لعدالة القضية الفلسطينية، ونتيجة هذه التغيرات أصبح حتميا أن يعاد بناء العلاقات بين الدول المؤثرة في المنطقة، ولا شك في أن تركيا باتت قوة إقليمية مؤثرة في المنطقة وكذلك في العالم. ليس هذا فقط بل إن تركيا من الدول القليلة التي تجرأت في دعمها غير المعلن وسعيها لإنهاء معاناة أهل غزة بفك الحصار المفروض عليهم قبل فوز حزب العدالة والتنمية وبعد تجدده.

إن العمل على إيجاد علاقة قوية بين تركيا وفلسطين المقاومة يحتاج إلى بعض المحاور التي بها يمكن أن تنشأ علاقة قوية واضحة المعالم، والتي يمكن الدفاع عنها والترويج لها، وهذا بالتأكيد يحتاج إلى عدة خطوات مدروسة ذات سياق زمني، ولتوطيد العلاقة يجب التعرف بصورة جلية على محددات الجانب التركي ومحظوراته نحو إظهار العلاقة مع "فلسطين المقاومة" مما سيترتب عليه ثمن باهظ قد لا تقبله تركيا، حيث يجري تعزيز العلاقة وفق مجموعة الأسس التالية:

أولا: أن توضح أهداف العلاقة وغاياتها، حيث يجب أن توضع الأهداف المنوي تحقيقها من تلك العلاقة من جهة أصحاب القرار والمتخصصين للتمكُن في المستقبل من تقييم العلاقة أو على الأقل تقييم الأداء في إقامة علاقة قوية مع تركيا.

ثانيا: إبراز الأسس التي ستبنى عليها العلاقة، حيث إن من أهم أسباب نجاح العلاقة واستدامتها مع أي طرف الاتفاق الواضح مع تلك الأطراف على الأسس التي تبنى عليها أي علاقة.

ثالثا: وضع حدود تلك العلاقة ومحظوراتها، حيث أن العلاقات بين الدول والأطراف لها حدود ومحظورات ومحددات؛ لذلك يجب أن تكون تلك الحدود لكلا الطرفين واضحة فلا يتوقع طرف من الآخر ما لا تحتمله تلك العلاقة.

رابعا: أن تنشأ آليات ووسائل دائمة للاتصال مع الحكومة التركية أو حزب العدالة التركي مثل مكاتب ثقافية ومكاتب اتصال.

خامسا: ضرورة إبراز الدور التاريخي لتركيا في مناصرة القضية الفلسطينية حتى قبل قدوم حزب التنمية والعدالة للحكم؛ الأمر الذي يرضي جميع الأطراف التركية وخصوصا القومية والعلمانية منها.

سادسا: أن يجري العمل على إنشاء مركز ثقافي تركي في غزة متعدد النشاطات الثقافية، والتعاطي الإيجابي مع المؤسسات العربية والإسلامية الموجودة في تركيا لتكوين "لوبي" ونقطة ارتكاز.

سابعا: دعم العمل الإعلامي في تغطية شؤون تركيا وأخبارها بصورة مكثف، وإطلاق أسماء تركية على شوارع وأماكن عامة في غزة مثل شارع إسطنبول وأنقرة.

ثامنا: أن يشجع الشباب من غزة للذهاب إلى تركيا للدراسة هناك عبر منح تركية أو من أماكن أخرى، وضرورة إشراك تركيا في القضايا الفلسطينية بصفته وسيطا نزيها يلجأ إليه.

 

اخبار ذات صلة