قائمة الموقع

مرضى نفسيون.. مجانين بفعل المشعوذين

2011-07-21T18:04:00+03:00

غزة-مها شهوان-الرسالة نت

مشهد الدخول لمستشفى الأمراض النفسية يلفت نظر الناس, فالعيون التي تترقب "الداخل والطالع" جعلت الكل يرتاب الاقتراب من البوابة الرئيسية خشية أن يقال عنه "مجنون", وكأنه ليس من حق أي مريض نفسي العلاج أو العيش باستقرار داخل المجتمع.

عندما دخلت "الرسالة نت" المستشفى لم تشاهد صالات الترفيه والحدائق للتفريغ النفسي عن المرضى، بل رأت أبوابا حديدية تشبه قضبان السجون.

في ذلك الممر الضيق  يتمشى أحد المرضى النفسيين بكامل هندامه ويحرك يديه متمتما بصوت مهموس، وحينما شاهد الأنظار مصوبة تجاهه أحس بالخوف وتقوقع في إحدى الزوايا واضعا راحتيه على أذنيه مطأطئ رأسه.

لم يكن ذالك الرجل الأربعيني وحده داخل القسم بل كان معه خمسة عشر رجلا يرقدون على الأسرة, فمنهم من يضحك دون الانتباه للآخرين، وآخر أخذ حقنة وراح في سبات عميق، وآخر يحدث نفسه بصوت عال ويطلب السجائر من كل شخص تقع عليه عيناه.

أدوات الترفيه معدومة

فور مشاهدة المريضات في قسم النساء مراسلة "الرسالة" بدأن بفعل حركات للفت الانتباه، حيث كانت ترقد إحداهن على سريرها تسرح شعرها ثم توجهت – فجأة - إلى الشباك الحديدي المطل على ساحة المستشفى منادية أمها لتأخذها، لكن حينما أعطتها الممرضة الحقنة هدأت.

جلست مراسلة "الرسالة" مع المريضة "جميلة" بعد تناولها العلاج وكانت طيلة الحديث هادئة متزنة يظن كل من يراها أنها طبيعية لاسيما من عباراتها الموزونة أثناء الحديث.

تقول بنظرات ممزوجة بالحسرة والألم: "طلاقي للمرة الثانية عرضني للتوتر والاكتئاب لدرجة أنني كنت أخرج للشارع أتحدث مع نفسي بل وصل بي الحال إلى التفكير بخلع ملابسي إلا أن أولاد الحلال كانوا يأخذونني إلى بيت أهلي"، متابعة: حينما أحضرني إخوتي إلى المستشفى شعرت بغصة في حلقي، وآلمتني اتهامات الآخرين بأنني "مجنونة".

حاولت جميلة الانتحار أكثر من مرة لتتخلص من عذابها اليومي رغم إدراكها بحرمانيته، لكن بعد عجز "الفتاحين" عن علاجها ذهبت إلى المستشفى ووجدت فيها العلاج الشافي.

وعلى مقربة من جميلة ترقد شابة في مقتبل العشرينات حيث الكدمات الزرقاء على وجهها وآثار الضرب والعض على يديها، عند الاقتراب منها رجعت للخلف وصرخت وهرعت إلى غرفتها ورقدت على سريرها وغطت محياها.

بعد السؤال عن حالتها تبين أنها كانت على خلاف مع زوجها وكان يضربها بناء على رغبة والدته، وحينما ساءت حالتها ذهبت إلى أهلها الذين بدورهم أرسلوها الى المشعوذين لدرجة أن احدهم بصق في فمها بحجة علاجها ، وتعرضت لشتى الاعتداءات الجسدية لإخراج الجن بناء على وصف المشعوذين ، لكن بعد فشلهم وازدياد تدهور حالتها توجه ذويها للطبيب النفسي.

مريضة تعتدي على الأخصائية

وخلال حديث "الرسالة" مع نزيلات المستشفى تقدمت مديرة القسم ختام الشيخ علي لتربت على المريضات للتخفيف عنهن وتقول: "ذوو الفتيات لا يتعاونون معنا فعند تحسن صحة ابنتهم يرفضون إرجاعها للبيت"، مضيفة: حينما هاتفت ذوي إحدى الحالات لإرجاعها ردت والدتها " ما بدنا إياها ارموها بالشارع".

وبعد لحظات من امسكاها يد احدى المريضات ووضعها على سريرها لتستريح عادت لتضيف: "بعض الأهالي يحضرون بناتهم ليلا لوضعنا تحت الأمر الواقع لاستقبالهم حتى لو لم يكن بحاجة للعلاج إنما يحضرونهن للتخلص منهن، لاسيما وإن كان في البيت مناسبة كالخطوبة أو الزواج".

وأوضحت الأخصائية أن الأطباء والأخصائيين يهتمون بالمرضى لإخراجهم من حالتهم والعمل على تطويرها ، مستدركة : أدوات الترفيه معدومة لقلة إمكانيات الوزارة.

وقالت الشيخ على:" نتعب كثيرا لتعاملنا مع مرضى من نوع خاص ونتعرض لكثير من الاعتداءات".

وبينت أن الوضع الاقتصادي السيئ والحرمان أكثر الأسباب التي أدت إلى حضور الكثير من السيدات والفتيات إلى المستشفى ، موضحة أن العائلات الغنية يحرمن بناتهن الزواج من أجل الميراث مما يضر بنفسيتهن فيخبئونهن عن الأعين ولا يفكرون بعلاجهن خشية العار الذي سيلحق بهم بحسب اعتقادهم إلا أنه في النهاية يضطرون لإحضارهن لفقدان السيطرة عليهن.

تآكل خلايا المخ

يرقد في مستشفى الطب النفسي أقدم المرضى " ح . ك" منذ أكثر من خمسة عشر عاما فهو مقدسي سلمه الاحتلال للطرف الفلسطيني بعدما وجدوه على الحدود، وبعد محاولات عديدة تواصلت  المستشفى مع ذويه وكان ردهم "ما بدنا إياه خذوه".

مع مرور السنوات تحسنت حالته النفسية وباتت نوبات الصرع تأتيه قليلا لكنه بقي حبيس جدران المستشفى لعدم وجود المكان الملائم لرعايته.

المشرف على المريض ذكر "للرسالة" أن حالته طبيعية و يعتمدون عليه في الذهاب إلى بعض الأماكن حينما يطلب ذلك، لكن عندما تأتيه الحالة لا يسيطر على نفسه ويخضعونه للعلاج.

وفي ذات السياق اعتبر المعالج النفسي إسماعيل أبو ركاب أن الضغوط النفسية تولد الإحباط لدى الإنسان وتخرجه عن نطاق مجتمعه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي.

"قرفان ، زهقان ، مليت" مصطلحات يرددها الشباب, وتعقيبا على ذلك يرى الأخصائي أن الشباب في مرحلة عمرية لديهم طاقة زائدة وحيوية على الصعيد العاطفي والاجتماعي ويسعون للإنتاج، مشيرا إلى أن الاشكاليات التي يتعرضون لها من خلال المجتمع تشل تفكيرهم وتحبطهم.

وعن دور الأهالي في احتضان أبنائهم خشية الانزلاق في هاوية المرض النفسي ذكر أبو ركاب أن الأسرة هي الحاضنة الأولى للأطفال والشباب فطالما وجدوا من يستمع إليهم ولمشاكلهم سيخفف الضغط النفسي عنهم، مطالبا بضرورة اقتراب الأهالي من مشاعر أبنائهم ليبتعدوا عن العدوانية.

وحول كيفية تعامله مع المريض باعتباره أخصائيا نفسيا يوضح أنه يستمع لشكواه ثم يشخص مرضه ويستخدم أساليب علاجية مناسبة، مشيرا إلى انه بعد متابعته لاختبارات قبلية وبعدية للمريض يمكنه تحديد وضعه الجديد.

ولفت إلى أن الطبيب يمنح المريض العلاج وفقا لتوصية المعالج، بينما مرضى الذهان يتعاملون معهم بعد مرور فترة من التدخل الدوائي.

وبحسب أبو ركاب فان السرية التامة والتحفظ على أسماء المرضى أساس مهنتهم، مبينا أن كل إنسان معرض ليكون لديه مرض نفسي.

وفسر أن مرضى الذهان سبب مرضهم النفسي عضوي أو اكتئاب أدى لتآكل خلايا المخ مما يصعب شفاءه ، موضحا أن علاج المرضى بالأدوية يجعلهم طبيعيين لكن فور انقطاع العلاج يعودون كما كانوا.

الصدمة النفسية

طرقت "الرسالة" باب رئيس مستشفى الأمراض النفسية د. عايش سمور الذي ذكر أن واقع الصحة النفسية في غزة لا يحسد عليه بسبب ما خلفه الاحتلال  والحصار والانقسام من عبء ثقيل أدى إلى إصابة عدد كبير من المواطنين بالاضطرابات النفسية ، مبينا أنه في الحرب الأخيرة أصيب 70% من المواطنين بصدمات نفسيه لكن بعد العلاج انخفضت نسبتهم إلى 20 %.

واعتبر أن أكثر مرض نفسي منتشر في القطاع هو الصدمة النفسية فتصل نسبتها في القطاع ما بين 10 لـ 30 % وذلك وفق الأبحاث ومراقبة الحالات التي تصل إليهم.

وحول الإمكانيات المتوفرة في المستشفى قال عايش :" بالرغم من محدوديتها إلا أن لدينا لكل 200 ألف نسمة مركز صحة نفسية مجتمعية تنفذ زيارات منزلية لدمج المريض في بيئته وإرشاد ذويه في كيفية التعامل معه".

ولفت إلى أن نسبة ارتفاع معدلات الإقامة في المستشفى تزيد مع بداية فصل الربيع نظرا للتغيرات البيولوجية التي تطرأ على الإنسان.

وعن مدى توفر العلاج اللازم للمرضى النفسيين أكد مدير المستشفى أنها متوفرة غالبا، لكن في بعض الأحيان لا تصل من مخازن الضفة الغربية ضمن القائمة الأساسية للأدوية، مشددا على أن هناك أدوية نفسية ذات خصوصية لا يمكن الاستغناء عنها لذا تتواصل وزارة الصحة مع الصليب الأحمر للتدخل السريع في جلبها.

وردا على الاتهامات التي توجه إلى الطب النفسي الحكومي باعتبار أن عمله روتيني وإمكانياته محدودة ويهمل المرضى رد عايش: "لدينا الكفاءة التي تمكننا من إيصال المريض لبر الأمان حيث نسعى باستمرار لتطوير الكفاءات ونعقد اجتماعات دائمة يناقش خلالها الأطباء والمعالجون حالات المرضى والاستفادة من كل ما هو جديد".

وتكثف وزارة الصحة زياراتها للمدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم لتثقيف الطلبة والعمل على تعديل سلوكياتهم وكشف الاضطرابات النفسية، بالإضافة إلى وجود فريق صحة نفسية يشارك في امتحانات الثانوية العامة للتخفيف النفسي.

بعض مرتكبي الجرائم يدعون "الجنون" حينها تحولهم المحكمة للطب النفسي لتحكيم حالتهم وحول ذلك أوضح عايش أن لدى الأطباء قدرة التمييز والاكتشاف من خلال المؤشرات والأعراض المرضية.

وبحسب مدير المستشفى يوجد قسم خاص بالإدمان يستقبل ما يقارب عشرين مراجعا يوميا ويجري علاجهم بالبدائل كالأدوية المهدئة ليستطيعوا التعايش في جو خال من المخدرات، إلى جانب الزيارات الميدانية لبيوتهم وتعليم أسرهم كيفية التعامل معهم والتغلب على العادات السيئة الناجمة عن وجود شخص مدمن في البيت لاسيما أن عدد المترددين طيلة العام للعلاج 1345 حالة سنويا.

وذكر أن وزارة الصحة تمتلك ستة مراكز للصحة النفسية، بالإضافة إلى وجود احد عشر طبيبا نفسيا في القطاع وبحاجة لزيادة.

وبحسب إحصائيات مستشفى الأمراض النفسية في غزة فإن إجمالي عدد مرضى الانفصام العقلي خلال العام الواحد يصل الـ 4753 مريضا، بينما الاضطرابات المزاجية 3177 حالة ، و 6354 حالة تعاني القلق والوسواس النفسي ، أما الإصابات الدماغية فبلغت 622 حالة مسجلة ، و 8016 حالات صرع.

السحرة والمشعوذون

في إحدى غرف المستشفى كان يرقد شاب في العشرينيات من عمره يفضفض لطبيبه النفسي عما يجول في خاطره. حاول الانتحار مرات عديدة لينتهي من كابوس البطالة الذي بات يهدد حياته ويحرمه من أبسط احتياجاته لتكوين أسرة.

وحينما انتهى الطبيب حسن خواجة من الاستماع لمريضه توجه لمكتبه الخشبي المتكدس بعشرات الملفات التي تعني مرضاه، وقال "للرسالة": " لازالت وصمة المرض النفسي موجودة في مجتمعنا رغم تحسنها خلال العشر سنوات الأخيرة، فالمواطنون يدركون وجود الطب النفسي لكنهم يقاومون فكرته لاسيما المثقفين, فهم يفضلون الذهاب بأبنائهم للسحرة والمشعوذين باعتباره "راكبه جن" بدلا من مريض نفسي مما يؤول إلى تأخير التشخيص وتدهور صحة المريض".

وأضاف بنظرة امتعاض :" أغلب المرضى يأتون للعلاج  بعد استشراء المرض كونهم يقضون فترة بداية مرضهم بالتنقل من مشعوذ لآخر ويتعرضون على أيديهم للاعتداءات الجسدية كالتخويف والضرب والاعتداء الجنسي في بعض الأحيان مما يدخلهم في اضطراب عقلي".

ووصف خواجة ذوي المريض النفسي حينما يحضرونه إلى المستشفى وكأنه في "زفة عريس" فالجميع يحضر ليطمئن عليه ويرعاه لكن بعدما تطول مدة علاجه يهملونه، منوها إلى أنهم يريدون شفاء مريضهم منذ اليوم الأول من عرضه على الطبيب.

وفيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين المرض النفسي والعضوي يرى أنه تجمعهما علاقة وثيقة لأن هناك أمراضا عضوية تؤثر على نفسية المريض كالغدة الدرقية التي تسبب اكتئابا إذا ارتفعت لكن لو انخفضت تؤدي إلى الهوس.

وعن كيفية تغلب المرضى على أمراضهم قال خواجة :" لابد للمريض من تقبل مرضه العضوي ويولد في نفسه شعور أنه ليس وحده من يعاني وبإمكانه التعايش مع الآخرين، وإلا سيدور في حلقة مفرغة تزيد من مرضه وتسبب لهم المشكلات النفسية".

ومن خلال متابعة الطبيب لمرضاه وجد أن الاهالي لا يتقبلون فكرة وجود ابنة مريضة نفسيا وسطهم ويشعرون بصعوبة في التعامل معها لوجودها طيلة الوقت في البيت بخلاف الشاب الذي يخرج إلى الشوارع ويخفف العبء عنهم ، مؤكدا أن المرضى النفسيين حساسون أكثر من الأشخاص العاديين ولديهم مزاج محتد يصل للإلحاح.

سلوكيات عدوانية

ويوجد قسم صغير في المستشفى لتأهيل الأطفال نفسيا لاسيما الذين تعرضوا لصدمات نفسية و لازالوا يعانون منها كتشتت الانتباه وفرط الحركة واضطراب التصرفات والسلوك، والبعض الآخر لديه أمراض خلقت معه كالتوحد.

التقت "الرسالة" د. حكمي الرومي أخصائي الطب النفسي للأطفال والمراهقين وقال :" أمراض الأطفال النفسية تختلف عن البالغين من حيث قدرتهم على تحمل الأعراض المرضية ، و تصنف أمراضهم من اضطراب بالنمو الشامل كالتوحد التي تعادل نسبته 50 % من عدد الحالات المسجلة في المستشفى"، مضيفا: أدوية التوحد ليست مشمولة ضمن قائمة الأدوية في وزارة الصحة مما يشكل عبئا على أهالي المرضى.

وأوضح الرومي أن معالجة مرضى التوحد مبكرا يجنبهم كثيرا من المضاعفات، بينما تأخر العلاج يدهور مقدرتهم العقلية والاندماجية.

وأشار إلى أن علاج الأطفال الذين يلجئون للمستشفى يكمن في العلاج السلوكي المعرفي خاصة في سن مبكرة، إلى جانب برامج تنمية القدرات والتعلم، لافتا إلى أن هناك تواصلا بين ذوي الأطفال والمستشفى لمتابعتهم في البيت وكيفية التعامل معهم والالتزام بالعلاج لتخفيف تدهور حالة المخ في وقت مبكر.

ويشهد قسم الأطفال رغم الامكانيات المحدودة تحسنا كثيرا من الحالات حيث تلاشت السلوكيات العدوانية لدى البعض منهم، والبعض الاخر دمج في حضانات الأطفال الأسوياء بدلا من وضعهم في مدارس للمعاقين كما في السابق وذلك بحسب قول الطبيب الرومي.

محكوم عليه بالإعدام

من ناحيته  تحدث مدير مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات د. فضل أبو هين أن هناك علاقة تكاملية بين مؤسستهم ومستشفى الطب النفسي الحكومية، موضحا أن لديهم بعض الحالات تحتاج للمبيت لمراقبتها ومتابعتها نفسيا وذلك يضطرهم لتحويلهم إلى المشفى الحكومي.

وذكر أن العمل النفسي الخاص يوفر مشاريع تتهافت إليها المؤسسات لتقديم الأفضل، بالإضافة إلى المرونة التي تساهم في وصول المريض إلى بر الأمان بخلاف العلاج الحكومي الروتيني الذي لا تجديد فيه.

وعن رؤيته للعلاج الحكومي قال أبو هين أنه يعتمد على الوصفة الطبية داخل المستشفى ويبقى المريض لمدة ثلاث سنوات دون اختبار أو تجديد في العلاج وكأنه محكوم عليه بالإعدام.

وعن كيفية وصول الحالات إلى مركزه باعتباره من المراكز الهامة لحل المشكلات النفسية في القطاع أوضح أنهم يسيرون وفق برامج تمكنهم من اكتشاف الحالات في الميدان والتواصل مع مؤسسات العمل المجتمعي كالمدارس أو الجامعات وغيرها ، مبينا أن هناك ورشات عمل للتثقيف النفسي والاجتماعي عند الاهالي.

وأكد الطبيب النفسي أن من ضمن أهدافهم في المرحلة الأولى التدريب المجتمعي انطلاقا من المثل القائل " إذا عرف السبب بطل العجب" لخلق الوعي للمواطنين ومعرفة الأمراض النفسية المختلفة ، مشيرا إلى أن بعض الحالات تتواصل معهم عبر خط الهاتف وفي حال عدم تحقق أية نتيجة يلجئون للعلاج المعمق بواسطة الأطباء و الأدوية.

ويفضل كل من يعاني من اضطراب نفسي الذهاب إلى مراكز الصحة النفسية بدلا من المستشفى التي تعد بالنسبة إلى غالبيتهم "وصمة عار" بحسب قول أبو هين، لافتا إلى أن نسبة الفتيات أعلى من الشباب كون الأخيرين يفرغون طاقاتهم عبر خروجهم من البيت بينما الفتيات لا يستطعن ذلك مما يعرضهن لضغوط نفسية أكثر.

وحول طبيعة الأمراض التي يحصيها مركز التدريب المجتمعي وإدارة الأزمات ذكر أبو هين أن 38% من أفراد المجتمع الغزي يعانون أمراضا نفسية تتمثل بالقلق والتوتر ، 30 % حالات اكتئاب ، 13 % وسواس قهري ، 9 %  أمراض جسدية نفسية.

ويرى أن مجتمعنا الغزي بات يتقبل إلى حد ما فكرة الذهاب لطبيب أو معالج نفسي باعتبار أن فكرة الباحث النفسي والاجتماعي أصبحت مألوفة لضمانة السرية التامة  لمرضاه، إلى جانب أن العائلات تحولت إلى نووية لا يعلم أحد أخبارها بدلا من الممتدة التي يعيش أفراد العائلة الواحدة بجانب بعضهم البعض ويتدخلون بشؤون بعضهم.

غادرت "الرسالة" باب مستشفى الامراض النفسية تاركة المرضى ملقون على أسرتهم "موسومين بالجنون" دون أن يجدوا من يحررهم من قبضة ما يسميه المجتمع عنبر "المجانين".

 

اخبار ذات صلة
مقال: أهل غزة مجانين
2014-10-23T06:42:12+03:00