الرسالة نت- كمال عليان

بمجرد أن دقت الساعة التاسعة صباح يوم الأحد ليتم الإعلان عن نتائج الثانوية العامة "التوجيهي" بشكل موحد بين الضفة وغزة حتى بدأت دقات قلب "أسماء" تخفق بسرعة ولهفة وهي تتابع مؤتمر وزارة التربية والتعليم على شاشات التلفاز لتأتي اللحظة الحاسمة عندما ذكر اسمها مقترنا بالمرتبة الثانية على الفرع الأدبي في قطاع غزة حتى بدأت دموع الفرحة تسقط من عينيها وتزيح ألم عامٍ طويل من التعب والقلق.

الساعة التاسعة من يوم الأحد الرابع والعشرون من شهر يوليو 2011 لن تمسح من ذاكرة أسماء مدى الحياة، كيف لا وهي الساعة التي غيرت مسار حياتها ووضعتها على بداية طريق مستقبل تؤكد أنه سيكون مشرقا.

" اسماء جهاد حسين السحار" الطالبـة الثانية على قطاع غزة والحاصلـة على مُعدل 99% لم تستطع وصف فرحتها الغامرة بهذه النتيجة التي جاءت بعد عام طويل من الجهد والمثابرة.

وتحاول أن تصف فرحتها بقولها: لقد مضى عام طويل بكل ما فيه من تعب وقلق وإرهاق بمجرد أن ظهرت النتيجة التي شفت قلبي لأشعر أن جهدي لم يذهب سدى".

وتضيف الأولى على شمال قطاع غزة وملامح الفرح قد ارتسمت على وجهها :" أشكر أهلي الذين هيئوا لي كل الظروف الممكنة لإتمام دراستي وما كنت لأحصل على هذه النتيجة إلا بمساعدتهم، لقد كانوا دافعا قويا لي في مسيرة التعليم وإن شاء الله لن أخذلهم".

وأهدت السحار نجاحها لوالديها وأبناء الشعب الفلسطيني الذي يعيش حالة من الحصار، مؤكدة أن الحصار لن يستطيع أن يطال إرادتنا ونجاحنا أكبر دليل على ذلك.

ومضت تقول ونظراتها تحلق في الأفق:  " بتفوقنا أوصلنا رسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن مهما حوصرنا وقتلنا وضيق علينا سننتصر وسنسحق كل العوائق حتى أننا أبناء الشعب الفلسطيني يمكننا سحق المستحيل ذاته".

وتتابع السحار "عندما بدأنا تقديم الامتحانات كان سلاحي تلك الآيات التي كنت أقرئها قبيل دخولي قاعة الاختبار وبفضله تعالى تمكنت من اجتياز أصعب مراحل حياتي وصعدت على منصات التتويج وآمل أن أبقى على هذا المسار وأنهي دراستي الجامعية بذات التفوق".

وكانت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة والضفة الغربية أعلنت نتائج الثانوية العامة  بشكل موحد بين شطري الوطن.

ويشار إلى أن رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية قد تقدم بالتهنئة لكل الناجحين في الثانوية العامة لهذا العام، مبينا أن حكومته ستساعد جميع الطلبة وخصوصا الطلبة المتفوقين.