قائمة الموقع

مقال: عرس أفعى

2011-07-27T15:06:00+03:00

بقلم/ م. كنعان سعيد عبيد

لستُ خبيرا في العلوم الحيوية حتى أُجيب عن سؤال صغيرتي حول أعراسِ الأفاعي في جُحورها، ولكنني وَجدت نفسي أمام أعراس المفاوضات التي لا تقل سرية وخطورةً عن أعراس الأفاعي؛ فالناتج إما ثعابين أو صفقات سياسية ثعبانية.

ولم يكن اكتشاف وثائق مفاوضات "صائب" والإسرائيليين إلا نتائج بحث فضائية الجزيرة وتقصيها، كالتي يقوم بها الفريق المتخصص في حياة الأفاعي.

"صائب" صاحب كتاب "الحياة مفاوضات" جعل المفاوضات حياةً ولكن للخصم، وكان كريما أكثر من أنور السادات في مفاوضاته مع بيجن.. كان كمن "لا يملك " مع من "لا يستحق".. أو قل كمن "لا يعقِل" مع من لا يعطي إلا بطاقة "VIP" أو قبلة من ليفني أو ابتسامة للكاميرا.

إذن، هي السياسة.. كما يقولون: فن اللَّدغ المُبْتَسِم, وهي أيضا رسالة لحماس -صاحبةِ الرسالة- كي تفهم أن المؤمن لا يُلدغ من جحرٍ مرتين, فَحِرصُ حماس على المصلحة الوطنية والمصالحة يُلزمها أن تكتشف طريق المصالحة حتى نهايتها وتَحذَر من جُحُورها اللاَّدغة، ويُلزِمُها أن تكون على بَيّنة من جميع دفائن المفاوضات الفلسطينية مع (إسرائيل) وأميركا حتى لا يُفاجأ الفلسطينيون بمثل ملفات مفاوضات "صائب" مع الإسرائيليين، وحينها لا يُعفي حماس جهلُها بالاتفاقيات من مسؤولياتها اتجاه القضية.

الجملة السياسية التي تضمنتها اتفاقية مكة والقاضية باحترام حماس للاتفاقيات الموقعة مع المنظمة كانت كالذي "أمَّن لِجُحر أفعى"، والذي كانت منه اللدغة الأولى, كما لا يعني أن تبقى جملة الاحترام صكا مفتوحا لاحترامات حماس لاتفاقيات "صائب" و"عباس" وإلا أدخلت نفسها في دائرة المقتول لدغًا.

المصالحة الوطنية ليست صفقات تبادل وزراء وأندية وجمعيات زكاة بين حماس وفتح، كما أنها ليست صراعًا على سلام فياض الذي ظَنهُ الناس جزءا من الأراضي المحتلة بعد 1967 مختلفًا عليها، أو جزءا أضيف لميثاق منظمة التحرير الفلسطينية.. إنما المصالحة صفقة متكاملة من المصالح العليا يتفق الأطراف المتصالحون فيها على الالتزام بها، وأي تناقض مع المصالح الوطنية العليا يعني أن الأطراف المتصالحة تحالفت ضد الوطن.

 

اخبار ذات صلة