الرسالة نت- أمينة زيارة
الأضحية من الشعائر الظاهرة التي أجمع الأئمة على مشروعيتها، وداوم النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها أكدها، فقد شرع الله عز وجل الأضحية توسعة على الناس يوم العيد لأنها من أفضل الطاعات التي نتذكّر فيها توحيد الله ونعمته علينا.
"الرسالة نت" استعلمت فقه الأضحية من الداعية د.صبحي اليازجي.
**سنة مؤكدة
ويقول د. اليازجي المحاضر في الجامعة الإسلامية بقسم التفسير وعلوم القران أن الأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي واجبة في حكم العلماء على الأغنياء وذلك للعمل على مساعدة المحتاجين والفقراء في كل عصر من العصور، ويضيف: يزداد تأكيدها في هذه الأيام وذلك لشدة الحصار على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لذا يتطلب التوسيع على الأمة.
وعن أقسام الأضحية قال: تنقسم إلى ثلاثة أقسام كما ذكرها العلماء وهي قسم لأهل البيت وآخر لصلة الأرحام والثالث يوزع على الفقراء والمحتاجين لزيادة وتمتين روابط المحبة وصلة الرحم بين أفراد المجتمع المسلم، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يضحوا عن أنفسهم وأبنائهم وفقراء المسلمين، وقد حرص من النبي صلى الله عليه وسلم على الحفاظ على مشاعر الآخرين وخاصة الفقراء الذين لا يستطيعون ولا يجدون ما يضحون به.
ويتابع د. اليازجي: اشترط الإسلام في الأضحية قضية السلامة في الشكل بحيث لا تكون عجفاء أو مكسورة القرن أو عوراء ولا مخروقة الأذن لأن الله سبحانه وتعالى يريد من الناس أن يقدموا القرابين له كاملة صالحة تليق بجلال الله وعظمته، "فالله طيب ولا يقبل إلا طيبا" وهذا ما حدث مع أبناء ادم عليه السلام، منوهاً إلى أنه يشترط في الضأن عند الذبح أن تكون ست شهور والماعز عام كامل، والبقر والإبل عامين، ويضيف: إن العلماء أباحوا للناس أن يضحوا بأقل من هذه المدة ما لم يوجد ما يغطي ذلك وخاصة إذا كانت ذات أوزان ولحم كثير، من باب رفع الحرج والتخفيف عن الأمة خاصة أن الأنعام غير متوافرة في قطاعنا نتيجة الحصار وقلة العدد.
وعن ما يتجنبه صاحب الأضحية يجيب المحاضر في الجامعة الإسلامية: على صاحب الأضحية أن يتجنب تقليم الأظافر وقص الشعر وغيره لشعوره بأنه قد ترك كل ما يتعلق بالحياة ومتاعها وخاصة أن هذه الأمور تؤخذ من باب زينة الحياة الدنيا، وهذا لحكمة ذكرها العلماء وهي الشعور والإحساس فيما عليه الحجيج من روحانيات وارتباط بهذه المناسك التي تُؤدى في فترة الحج، وهذا مدعاة لمدى الرابطة بين المسلمين وخاصة أننا نعيش في العشر الأوائل من ذي الحجة والتي تعتبر من أفضل الأيام عند الله تعالى، ويضيف: يجب على المضحي أن يصوم هذه الأيام لأنها كفارة لما قبلها من الذنوب، وأن يشعر بمدى حاجته وقربه من الله تعالى.
** قبل صلاة العيد
ويشير الداعية د. اليازجي إلى ما يستحب عند الذبح وهو التوجه لله تعالى والدعاء والتبتل وطلب القبول من الله وحده دون سواه، فالأضحية واجبة قبل صلاة العيد وهذا ما أفتى به العلماء وأما إذا ذبحت بعد صلاة العيد فهي ذبيحة كباقي الذبائح ويؤثم صاحبها ولا يمنع أن يوزع هذه الذبيحة على الفقراء حتى لا يظن ظان أن وقوعه في إثم التأخر لا يوجب عليه التوزيع.
وعن استئجار الذابح يرى د. اليازجي أن الذابح يأخذ أجرة عن ذلك كباقي العمال في أي ميدان من الميادين ويجوز أن يعطى من لحم الأضحية وخاصة أنه بحاجة إلى ذلك كباقي المسلمين الفقراء.
وأردف قائلاً: في الأصل يجب توزيع الأضاحي على أهل البلد وخاصة إذا كان هناك عدد كبير من الفقراء، ولكن إذا وجد أن هناك شعب مسلم في بلد آخر، أجاز العلماء توزيع الأضاحي وإرسالها إليهم ليسد رمق جوعهم، ويقدم لهم العون والمساعدة من باب الشعور بأحوال المسلمين وهذا ما هو حادث بالواقع حيث أن الأضاحي ترسل لكثير من البلاد العربية والإسلامية كفلسطين والصومال والعراق وأفغانستان وهي دول واقعة تحت حراب العدوان، مؤكداً على ضرورة توجه بعض أغنياء الأمة العربية والإسلامية بإرسال أكبر قدر ممكن إلى الشعب الفلسطيني الصابر نتيجة الحصار الضارب أطنابه عليه ولشعب العراق الذي عانى قهر الاحتلال الأمريكي والسلطة الظالمة.
ويرى د. اليازجي أن الغلاء مهما قل أو كثر لا يمنع الأغنياء من أن يقوموا بدورهم اتجاه أبناء شعبهم والمسلمين المحتاجين لأن لديهم من الأموال ما يكفي ذلك ويزيد، ولكن الإثم يقع على أولئك المحتكرين لهذه الأنعام والمتاجرين والمستغلين هذه الظروف في زيادة الحصار والتضييق على أبناء شعبهم.