مصطفى الصواف
شبه جزيرة سيناء تشهد حالة من الانفلات الأمني، والجيش المصري يحاول ضبط الحالة الأمنية ودفع بعدد كبير من الجنود والمدرعات، وسيناء هي الأقرب إلى قطاع غزة، والاحتلال الصهيوني يحاول اللعب فيها أمنيا ومخابراتيا وإعلاميا محاولةً لتحقيق عدد من الأهداف.
والتركيز على قطاع غزة ومحاولة ترويج أن بعض هذه العناصر يحاول الدخول إلى قطاع غزة عبر الأنفاق أو أن هناك عددا من الهاربين من الحملة الأمنية المصرية دخل قطاع غزة؛ في محاولة للربط بين ما يجري من اضطرابات في العريش بعناصر السلفية الجهادية -أو القاعدة- وبين قطاع غزة، والعمل على ضرب العلاقة بين قطاع غزة والحكومة المصرية وربط الانفلات الأمني بالفلسطينيين في سيناء إلى جانب محاولة حرف الأنظار عما تقوم به (إسرائيل) من تحويل شبه جزيرة سيناء إلى مركز مخابراتي أمني للإسقاط وللسيطرة الأمنية غير المباشرة على سيناء.. كل هذا محاولة لجمع أكبر قدر من المعلومات حول طرق تزويد القطاع بكل الإمدادات المختلفة نتيجة الحصار، والتي تصل القطاع عبر المعابر الأرضية (الأنفاق).
الشاهد في الموضوع أن هناك محاولة إسرائيلية للتركيز على موضوع الأنفاق باعتباره طريقا لدخول العناصر المتورطة في الانفلات الأمني بالعريش وسيناء وخروجها رغم نفي الجهات الأمنية في قطاع غزة لمحاولة الربط الإسرائيلية والتأكيد على أن هذه الأنفاق مراقبة ومضبوطة ونفي حدوث أي محاولة هروب من سيناء إلى قطاع غزة.
وأمام هذه المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى إلقاء كرة اللهب اتجاه قطاع غزة يجب أن تنتبه الجهات الأمنية بدرجة كبيرة، وأن ترفع حالة التأهب في منطقة الحدود مع الأراضي المصرية وتعمل على مراقبة الأنفاق كافة مراقبة دقيقة جدا، وأن تضبط أي محاولة للهروب من هذه العناصر إلى قطاع غزة؛ فالقطاع ليس ساحة مفتوحة للمتورطين أمنيا، وعلى الجهات الأمنية العمل على تسليم أي عنصر هارب وخارج عن القانون إلى الجانب المصري مهما كان هذا الهارب ولمن ينتمي من التنظيمات فلسطينية أو غير فلسطينية.
مطلوب حماية الجبهة الداخلية الفلسطينية من أي محاولة لزجها في حالة الانفلات الأمني في سيناء، وكذلك حماية العلاقات الفلسطينية المصرية من أي اختراقات أمنية إسرائيلية أو من جهات وجماعات معادية للشعبين الفلسطيني والمصري.
الأمن القومي الفلسطيني يجب أن يصان؛ ولا يصان الأمن القومي الفلسطيني إلا بصيانة الأمن القومي المصري فيما يخص الجانب الفلسطيني لأن كلا الأمنيْن لهما ارتباطات وتشابكات بات من الضروري المحافظة عليها.
المعابر الأرضية (الأنفاق) هي ذات مهام قومية وأمنية ومهام حياة، وتخدم المصلحة العليا للشعب الفلسطيني وليست ممرا للسائبة والضالين والهاربين من القانون، وغزة العزة ليست مرتعا للجماعات المختلفة التي لا تعرف أمنا ولا تعرف مصلحة وطنية عليا ولا تعرف أن هناك علاقات يجب أن تصان.
على جهات الأمن الفلسطينية الحفاظ على طهر هذه الأنفاق التي دفعنا ثمنا باهظا لتثبيتها من أرواح أبنائنا حتى يكسر الحصار وتبث الحياة في قطاع غزة بعد أن أريد له الموت والانكسار والتسليم للعدو بما يريد.