الرسالة نت - ياسمين ساق الله
في الوقت الذي مازال الشعب الفلسطيني يتجرع فيه كأس معاناة مشكلة الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي, حلت عليه مشكلة جديدة تزيد من ثقل آلامه ومعاناته اليومية, فمنذ ما يقارب الشهر بدأت تظهر على السطح مشكلة انقطاع المياه لأيام متواصلة على المواطنين بين الفينة والأخرى ما يزيد من مشاكلهم في غزة التي مازالت تعيش تحت وطأة الحصار (الإسرائيلي) المتواصل للعام الخامس على التوالي.
وفي هذا الصدد, طرقت "الرسالة نت " أبواب بعض البيوت الفلسطينية الغزية لترصد معاناتها ازاء مشكلة عدم وصول المياه لمنازلها في شهر رمضان المبارك..
معاناة مشتركة
بدورها المواطنة حنان سعيد "48عاما" ربة بيت من حي الرمال بمدينة غزة, شرحت للرسالة عن معاناتها مع المياه لتقول:" قبل حلول شهر رمضان بشهر تقريبا والمياه لم تصلنا إلى المنزل بشكل متواصل ما يسبب أزمة لنا نظرا لأننا نستخدم المياه بصورة كبيرة لتلبية كافة احتياجاتنا", متابعة:" مشكلة انقطاع المياه سببت لي المزيد من التوتر النفسي والتعب والإرهاق كون انقطاعها يؤجل كثير من المسؤوليات كالجلي و الغسيل وغيرها".
وأضافت المواطنة سعيد الأم لسبعة أبناء والغضب ينطق من عيونها: " لا أدرك ما سبب انقطاع المياه في شهر رمضان تحديدا الذي تزداد فيه "العزايم" والمسؤوليات محملة المسؤولية الكاملة لبلدية غزة بسبب البطء في حل مشكلة انقطاع المياه عن منازل المواطنين, مناشدة كل المختصين في قضية المياه والمسئولين في بلدية غزة بالتدخل العاجل لحل تلك الأزمة".
وتشاركها ذات المعاناة المواطنة سهير اللبابيدي " 45عاما" ربة بيت وأم لخمسة أبناء , حيث تعاني كسابقتها مشكلة انقطاع المياه بصورة متواصلة وتقول: "من بداية شهر رمضان ومشكلة انقطاع المياه تزداد يوما بعد يوم حيث لا يأتي يوم دون أن تكون المياه مقطوعة, مما يزيد من العبء علينا كربات بيوت حيث لا ندرى ماذا نفعل حينها سواء الدعاء لله عز وجل بتخفيف المعاناة عنا كفلسطينيين".
كما أعربت المواطنة اللبابيدي عن استيائها الشديد من عدم تدخل بلدية غزة لحل مشكلة انقطاع المياه, مضيفة: "انقطاع المياه بدأ منذ ما يقارب الشهر والنصف فكيف لبلدية غزة السكوت على هذه المشكلة رغم تقديمنا شكوى بهذا الخصوص".
من ناحيتها، عزت إدارة المياه والصرف الصحي في بلدية غزة عدم انتظام وصول المياه لبعض مناطق مدينة غزة للخلل الذي أصاب خطوط شبكة الكهرباء في المدينة، والأعطال المتكررة لخط كهرباء "البحر" وخط "الشمال" الذي يغذي الآبار الشمالية التي تمد مدينة غزة بالجزء الأكبر من المياه التي تصل للمنازل، إضافة للانقطاع المتكرر للكهرباء عن الآبار ومنازل المواطنين, مشيرة إلى أن تلك المشكلة تزامنت مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي تؤدي إلى زيادة استهلاك المواطنين للمياه.
وأشار رمزي أهل مدير دائرة المياه إلى أن الانقطاع للكهرباء الذي يصل إلى 12 ساعة يعوق وصول المياه لمنازل المواطنين، وأضاف "عندما تبدأ المياه في الوصول للمواطنين ينقطع التيار الكهربائي مما يحرم المواطن من رفع المياه خصوصاً في الأبراج السكنية المنتشرة في المدينة".
وأضاف أهل: "وفي حالة عودة التيار الكهربائي إلى الآبار نفاجأ بعجز عدد كبير من الآبار منها بئر " الصفا 5" شمال المدينة المغذي لمنطقة الشجاعية، عن ضخ المياه" , مؤكدا أن بلدية غزة بدأت بالسيطرة على المشكلة بعد تشكيل لجنة من المختصين في البلدية بينهم أعضاء مجلس بلدي للتنسيق الدائم مع شركة الكهرباء في محاولة للمواءمة بين تشغيل الآبار مع فترة تشغيل الكهرباء.
وأشار إلى عدة اجتماعات عقدها المسئولون في البلدية مع مدير شركة الكهرباء والمسئولين في الشركة من ضمنهم مدير منطقة غزة، و منطقة الشمال "وتم الاتفاق على رفع "الفولتية" المنخفضة في بعض الآبار وخصوصا بئر الشيخ عجلين رقم "7"، وبئر أبو حنيفة النعمان، وبئر السموني".
وبين مدير دائرة المياه أن هناك فرقا تعمل على مدار الساعة لمتابعة شكاوى المواطنين بخصوص المياه والتأكد من وصولها لمناطق المدينة، إضافة إلى متابعة تشغيل الآبار على الكهرباء، لافتاً إلى أنه في حال الانقطاع يتم التشغيل على مولدات الديزيل.
وقال: "تمكنا من التقليل إلى حد كبير من معاناة المواطنين باستثناء المشاكل في بعض المناطق المرتفعة التي لديها مشاكل بالأساس في فصل الصيف", لافتا أنه نتيجة الاستخدام المتواصل للمولدات تعطل العديد منها، حيث يحتاج إصلاحها لوقت طويل نسبياً مما اضطر البلدية لشراء بعض المولدات على وجه السرعة للحفاظ على انتظام وصول المياه لمناطق المدينة.
كما ناشد أهل مواطني مدينة عزة بضرورة ترشيد استهلاك المياه؛ لضمان وصول المياه لجميع منازل المواطنين وتجنباً لنشوء أزمة.