قائمة الموقع

مقال: أفواه وكهرباء

2011-08-18T08:23:27+03:00

بقلم: م. كنعان سعيد عبيد

هل لكاتبِ عمودٍ أن يكتب عن نفسهِ, ولكن هي الكهرباء.. وللكاتب مآربَ غير التي تعوَّد عليها القارئ المُنْتَظِر.

لم يُخفِ القائمون عليها واقع الكهرباء وربما أسمعوا من به صممٌ، وملَّ الناسُ شرحَ الحالِ من كثرةِ المَقال، وليس غريبا أن يسمعوا في اليوم مليوني لسان ولسان تلوك الكهرباء وأهلها والقائمين عليها لسابع قرابة حولها, وكأن حالنا أسبق للمأساة من جوعى الصومال أو زلزال هاييتي أو مذابح رواندا أو ربما تسونامي سومطرة, فكما يقولون إرضاء الناس غاية لا تدرك، ولعامة الناس عذرٌ ليس لغيرهم فهم المتضررون.

ولكن هناك ألسُن بطول المِئذنة تعتلي منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلغو كذبا، وتستمتع بتهييج الناس وتكاد تعلن الجهاد المقدس ضد أهل الكهرباء.. منهم من أفتى بإطلاق النار على العمال فقط لأن فاتورة كهرباء مكيف منزله اقتربت من 100000 شيكل، وآخرون اعتلوا صهوة ألسنتهم ليمطروا الكهرباء وأهلها بوابل من قذائف الافتراء مستنفرا الناس خفافا وثقالا.

وآخرون حزبيون سَّيروا مسيراتٍ في رفح لِيَشتكوا تعدي خان يونس على نصيبهم، ولم يُضيِّعُوا الفرصة لِيسيِّروا أخرى في خان يونس شكوى ظلم رفح, وإذاعات لسان حالها أطول من موجة الإرسال Am كادت ببرامجها المفتوحة أن تُشعر الناس أن حربا عالمية ابتدأت بين الناس والكهرباء.. تضع الكلام على ألسن الناس، وتُقَوِّلُهم في الكهرباء أكثر ما قالوا في الاحتلال، وتُسَّوِق نفسها بالملاطم بين يدي مواقف حزبية.. تعرف واقع الكهرباء ولعلها كانت الأكثر حظا من غيرها بشروح المتخصصين لكنها تخشى أن تفقد سوقا فيه يُباع الكذب ومنه يَمترون.

وأفواه انتَظرتُها صمتت دهرا ولم تسأل إلا يوم زاد نصيبهم في قطع الكهرباء لعل جوال خبز زوجه استنفره فاسْتًنهض.

لا أُقلِّل من سوء الواقع ولا أُزيِّن ظلام الليل غَزَلا كالعاشقِ الوَلهان، ولا أجعل من حر النهار برودة الوصال، ولكن بصراحةِ الأقوياء: هذا كل ما لدينا من الكهرباء وليس تقصيرا؛ هو الاحتلال والحصار والسياسة؛ هي قضية فلسطين بحدودها ومائها ولاجئيها؛ هو الاحتدام الفلسطيني بورقته الحزبية.

لا أحب الجهر بالسوء من القول ولكن الظلم يدفعُني أن أرفع القلم عاليا لعل الله يرفع أقلاما تدافع في وجه أفواه نذرت ألسنتها ضد الحقيقة أو أسْتَنطِق ألسنا نامت لِحين خبز زوجها.

 

اخبار ذات صلة