غزة- محمد أبو قمر
تتأرجح البورصة الخاصة بأسعار البنزين والسولار المهرب عبر الأنفاق ما بين الصعود والهبوط من فترة لأخرى ، في الوقت الذي تتذبذب فيه الأسعار بين محطات التعبئة المتناثرة في قطاع غزة مما يثير التساؤلات عن الآلية المتبعة في تحديد الأسعار وجهات الرقابة على التزام المحطات وعدم تجاوزها .
** تحديد التسعيرة
ويبدي السائقون ارتياحهم هذه الأيام من انخفاض أسعار الوقود المهرب بعد أن وصل سعر لتر البنزين 2.4 شيقل ، فيما سجل سعر لتر السولار 1.40 شيقل فقط .
ويأتي ذلك الارتياح بعد أيام وصفها السائقون بالعصيبة سبقت دخول السولار عبر الأنفاق ، حيث سيطر الاحتكار في ذلك على الوقود عندما بلغ سعر الجالون ما يزيد عن مائتي وخمسين شيقلا ، وذلك استغلالا لعدم سماح الاحتلال بدخول المحروقات إلى غزة .
ويعزو حسن أبو ريالة المدير العام بوزارة الاقتصاد الوطني التأرجح في الأسعار إلى اعتماد وزارته سعر ثلاثة شواقل ونصف للتر البنزين ، واثنين شيقل للتر السولار كحد أقصى لا يسمح بتجاوزه من قبل المحطات وذلك بالتعاون مع جمعية أصحاب محطات الوقود .
وقال: " بين فترة وأخرى كانت تقل الكميات المتوفرة من السولار المصري في الأسواق ، مما يضطرنا لتغيير السعر من لحظة لأخرى ، وللخروج من تلك المعضلة قررنا وضع حد أقصى للأسعار لا نسمح بتجاوزه ، وتركنا تذبذب الأسعار بناء على التنافس بين المحطات والكميات المتاحة " .
ويحكم أسعار السولار والبنزين المهرب بحسب أبو ريالة الكميات التي يتم ضخها من الجانب المصري ، وأسعار الوقود العالمية ، والرقابة المصرية على الأنفاق .
ولفت أبو ريالة إلى أن القيود المفروضة على الأنفاق من قبل الأمن المصري والقصف الإسرائيلي خففا هذه الأيام مما يسمح بدخول كميات أكبر من الوقود وبالتالي ينعكس على انخفاض أسعارها .
ويرى أن هناك منافسة بين محطات الوقود ، في الوقت الذي تواصل فيه وزارة الاقتصاد مراقبتها للأسعار وتحويل كل من يتجاوز الحد الأقصى للتسعيرة إلى النيابة العامة لمحاسبته.
** الوقود الإسرائيلي
ويعد السولار والبنزين المصري رخيصان إذا ما قورن بنظيره الإسرائيلي الذي يعتبر أكثر جودة ، حيث وصل سعر لتر البنزين الإسرائيلي 5.95 شيقلا ، في حين سجل سعر لتر السولار 4.74 .
ويقول رائد رجب مسير أعمال الهيئة العامة للبترول أن الاحتلا سمح خلال الأيام الماضية بدخول كميات محدودة من السولار والبنزين ، وستستمر بذلك بكميات تقدر تقدر بثمانمائة ألف لتر شهريا ، وخمسة وسبعين ألف لتر من السولار.
ولفت رجب إلى أنه في حال عزوف المواطنين عن الوقود الإسرائيلي بسبب ارتفاع سعره ، وعدم استقباله من قبل محطات الوقود ، فستضطر الهيئة وقف استيراده .
من الجدير بالذكر أن قوات الاحتلال اختلقت أزمة خانقة في وقت سابق عندما منعت دخول الوقود إلى القطاع ، مما اضطر معظم السيارات للتوقف عن العمل لأيام طويلة ، قبل أن يلجأ بعض السائقين للسير على "السيرج" كبديل عن الوقود .
وتبع تلك الأزمة دخول كميات كبيرة من السولار من الأنفاق عبر أنابيب مما خفف من حدة الأزمة لفترة طويلة ، قبل أن تنطلق شرارة الحرب على غزة أواخر العام الماضي والتي قصفت قوات الاحتلال على إثرها الأنفاق الواصلة بين رفح والجانب المصري وأوقفت إمدادات الوقود لفترة وجيزة .
وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى أعاد الغزيون ترميم الأنفاق المدمرة وإدخال الوقود من جديد بكميات كبيرة انعكست على أسعارها التي شهدت انخفاضا ملحوظا .