غزة -الرسالة نت" خاص "
كما اعتادت غزة أن تضحي فهي تضحي اليوم أيضا رغم الحصار والوجع..
منذ الصباح ذرفت عيون أطفال فقدوا الأم والأب في الحرب على غزة..ومع تكبيرات العيد الأولى أعيد نزف جرح اكثر من 1400 عائلة استشهدوا في حرب الفرقان.
عشرات العائلات تحيي العيد بعيدا عن منازلها التي هدمتها او قصفتها قوات الاحتلال الصهيوني و شردتهم منها , وتعيش العيد في أوضاع معيشية صعبة بعد أن فقدت كل ما تملك من البيوت والأبناء والأشجار.
في غرفة صغيرة ولكنها مختلفة عن الغرف التي نعرفها حيث الجدران مهدومة بالكامل ولا شبابيك ولا أبواب لها كما أن آثار حرق الفسفور يملأ المكان بالكامل وكأن المكان مهجور منذ زمن بعيد لا تصدق عيناك أن هذا المكان يأوي أسرة كاملة تتكون من 20 فرد قررت أن "تعيد" أيضا .. ليس مهما اسم العائلة لان مثلها العشرات.
عيد وبأي حال عدت ياعيد ...هذا اقل ما يمكن ان يوصف به حال الغزيين صباح عيد الأضحى المبارك ، فيما لا تزال الفرحة أسيرة الحصار الاقتصادي ..فرحة منقوصة هشة ممزوجة بالالم والمرارة، وهذه نتيجة حتمية لما خلفته الحرب الاسرائيلية ، حيث يعيش مليون ونصف المليون من أبناء شعبنا وسط سجن كبير اشبه بدائرة صغيرة مغلقة، حتى وإن جاء العيد فليس به أي جديد.
وتستمر معاناة المئات من الأسر في قطاع غزة جراء غياب معيليها من الآباء والأبناء وفي الوقت الذي تبتهج فيه النفوس في مواسم الأعياد يلف الحزن والأسى على غياب الأهل معظم بيوت القطاع حيث لا يخلو بيت واحد من شهيد أو أسير.
العيد في غزة على غير عادة العيد لدى كافة دول العالم ، فالعيد لدى الفلسطينيين لديه طقوسه ومستلزماته الخاصة به، ولكن الجرح في قلوب معظم الغزيين الذين فقدوا الغالى والنفيس عليهم في الحرب الأخيرة على القطاع ، وعاشوا يتنفسون الألم والجرح يومًا بعد يوم ، وتزيد همومهم واحزانهم كلما مر عيد لا يأتي عليهم .
ورغم ذلك غزة تضحي اليوم .. وستبقى تضحي