قائد الطوفان قائد الطوفان

تلهث وراء تهدئة الأجواء المشحونة بينها وبين صواريخ الجراد

الاحتلال يريد هدنة على استحياء

الرسالة نت  - عبدالحميد حمدونة

رغم الهزات الارتدادية التي خلفتها عملية أم الرشراش المعقدة هنا وهناك التي لم تصُب الا في مصلحة حكومة الاحتلال الصهيوني الحالية، انشغلت وسائل الإعلام في التساؤل: ماذا ستفعل (إسرائيل) ردا على العملية؟ في حين كانت حكومة نتنياهو منهمكة في الإجابة على استفسار: ماذا يجب ألا نفعل؟

وبعد ساعات من العملية اغتالت قوات الاحتلال قائد لجان المقاومة الشعبية أبو عوض النيرب، وصعدت عدوانها على قطاع غزة دون سابق إنذار، ومن ثم باتت تلهث وراء تهدئة الأجواء المشحونة بينها وبين صواريخ الجراد التي تطلقها الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، عقب توصل الكابينت الصهيوني لنتيجة مفادها أن عملية أم الرشراش ليست جزءا من مخطط استراتيجي عند حركة حماس

وكشف أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي وجود مشاورات في القاهرة للتوصل إلى تهدئة مع الاحتلال (الإسرائيلي)، مشدداً على أنها لن تكون مجانية.

وقال في تصريح خاص لـ"الرسالة", إن الفصائل تبحث في القاهرة مبادرة قدمها روبرت شيري مندوب الأمين العام للأمم المتحدة في المنطقة العربية برعاية جمهورية مصر العربية للتوصل لتهدئة مع (إسرائيل).

وفي السياق، أجمع محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة" أن الكيان يريد فرض تهدئة لترطيب الأجواء الأمنية المتزعزعة، وأن دوافعه للسعي وراء هدنة مع المقاومة كثيرة على رأسها فشل القبة الحديدية، وعدم معرفة منفذي عملية " ايلات" حتى اللحظة.

لا تلتزم

(إسرائيل) لم تلتزم أبدا بهدنات ولا اتفاقيات، وفي كل عملية يقتل من طرفها مدنيون أو جنود فإنها ترد دون تردد، ومن ثم تطالب بهدنة "، بهذه الجملة أوضح الكاتب والمحلل السياسي البروفسور عبد الستار قاسم عن السبب الذي دفع الصهاينة لطلب التهدئة من جديد مع حماس.

وقال قاسم: "طلب الصهاينة للتهدئة جاء لتخفيف التوتر قليلا، خصوصا أن مصر دخلت على خط المواجهة، وهو ما تعتبره (إسرائيل) ليس من مصلحتها".

وافقه الرأي الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، الذي اعتبر أن الأوضاع الداخلية الصهيونية، والتقلبات العربية المتلاحقة التي ستختلف معها لغة رد الشعوب شكلت كابحا للاحتلال في وقف عدوانه، وطلبه لهدنة مع الفصائل الفلسطينية التي لم تتوان في إطلاق عشرات الصواريخ على المدن المحتلة عام 1948م منذ بدء العدوان.

وكان وزير الحرب الصهيوني أيهود باراك قد حمل حركة حماس المسؤولية الكاملة عن عملية أم الرشراش، التي أسفرت عن مقتل ثمانية صهاينة وإصابة العشرات بجروح.

وحذر باراك من رد عنيف على قطاع غزة عقب مقتل الجنود جنوب فلسطين المحتلة على الحدود المصرية.

تأثير المقاومة

وحول إذا ما كان حجم رد المقاومة قد شكل رادعا لـ (إسرائيل)، أكد قاسم أن المقاومة دائما تضغط على الاحتلال على عكس المفاوضات العبثية، مبينا أنه في النهاية ورغم تصريحات الاحتلال لفرض الهدوء إلا أنه سيصعد في حال توفرت له الأجواء المناسبة، ومطالبا المقاومة الفلسطينية بالحذر.

وفي هذا الصدد يقول الصواف: "المقاومة دائما تقف سدا منيعا في وجه الاحتلال، وهي من ترغمه على التقهقر صوب الهدوء في الكثير من الأحيان"، مضيفا أن الاحتلال ربما يفكر حاليا بعدم الانجرار وراء معركة واسعة النطاق".

ولفت إلى أن الحكومة (الإسرائيلية) أعادت حساباتها ولديها مؤشرات بأن غزة ليست مسؤولة من قريب أو بعيد عن عملية "ايلات"، مشيرا إلى أن الاحتلال يريد وقف تساقط الصواريخ الفلسطينية على مستوطناته ومن ثم إيقاف عدوانه، وهو ما ترفضه المقاومة.

وكان عدد من وزراء (الإسرائيليين) قد طالبوا بهدنة مع المقاومة ، وعودة الوضع إلى ما كان عليه في السابق.

ضغط الشارع

 

وعن الشارع الصهيوني، إذا ما كان له تأثير على وقف العدوان، لفت قاسم إلى أن (إسرائيل) في نظريتها الأمنية إجمالا لا تنظر إلى رأي الشارع المتطرف أصلا، مبينا أن لديها واقع استراتيجي وعمليات للرد والقمع، التي هي جزء من مكونها الفكري والسياسي.

من جهته، أكد الصواف أن الشعب الصهيوني إرهابي ومتطرف أكثر من حكومته، وبالتالي عند سفك دماء الفلسطينيين يتوحد مع قيادته.

وشهدت محافظات القطاع تصعيدا (إسرائيليا) متواصلا منذ عصر الخميس الماضي أسفر عن استشهاد أكثر من 15 مواطنا وإصابة ما يزيد على 44 فلسطينيا جلهم من النساء والأطفال.

البث المباشر