الرسالة نت- أمينة زيارة
"حلمتُ بالكسوة واللعب في العيد قبل حلول المدارس، لكن التصعيد (الإسرائيلي) بحق قطاع غزة الذي أسفر عن استشهاد عدة مواطنين واصابة اخرين، حرمنا من الذهاب إلى الأسواق لشراء الملابس خوفا من القصف".. بهذه الكلمات بدأت الطفلة سلمى سليم "ستة أعوام" حديثها لـ"الرسالة"، مشيرة إلى أن أمها قالت لها" كيف سنفرح وهناك أطفال شهداء وحزن عند جيراننا".
الحال لم يختلف كثيرا عند الطالبة " نور عمر" (ستة عشر عاما) التي أكدت بدورها أنها لن تشتري ملابس العيد والمدارس لأنها تشاطر العائلات التي فقدت أبناءها ، وتتساءل بعفوية: كيف لي أن افرح وبيوت الغزيين متشحة بالسواد على فقدان الأعزاء؟، مضيفة :" نحن أهل غزة قلب واحد إذا اشتكى طفل وامرأة فإننا جميعاً نتألم لألمها وحزنها".
في حين تقول "أم رجب سليم" التي وجدت نفسها خاضعة لتوسلات أطفالها لشراء ملابس العيد: "نزلت للسوق مضطرة لشراء ملابس العيد لأطفالي ولكني عدت بخفي حنين للبيت رغم تكدس السوق بالبضائع ، لان النفس لا تقبل على الشراء بسبب رائحة الموت التي تحيط بنا في كل مكان"، مؤكدا أن طائرات الاحتلال قتلت فرحة العيد قبل أن تدخل إلى نفوس الأطفال.
اما "ابو صخر" الذي كان ينشر خيمته بجانب رصيف حي الشجاعية كل عام استعدادا لبيع حلويات العيد، فقد فضل مغادرة المكان إلى حين توقف الغارات (الإسرائيلية) على القطاع التي لم تفرق بين صغير وكبير.
ويقول لـ" الرسالة": كيف أنادي على بضاعة الحلويات وغزة تتجرع الألم لفقدها أحبتها في هذا الشهر الكريم، مشيرة إلى أن طائرات الاحتلال قتلت الفرحة في نفوس الغزيين".
ويضيف: سنبقى في حداد لمدة ثلاثة أيام بسبب استشهاد ابطال من حي الشجاعية وهم إخوة وأصدقاء لنا، ومن ثم سنعود لنطالب بحقنا في الفرحة والسعادة بقدوم العيد".
واتفق "أبو أيمن" -يبيع ملابس أطفال في سوق الشجاعية- مع أبو صخر في أن التصعيد (الإسرائيلي) على القطاع دمر فرحة الغزيين في العشر الاواخر من رمضان، لافتا إلى أن حركة الأسواق شبه متوقفة مع بداية الغارات".
ويتابع: "ما أن تدخل السوق تجد العشرات يتفرجون على البضائع فقط ، لاعتقادهم بأن الاحتلال لن يدعهم يفرحون بهذا العيد مع استمرار التصعيد الصهيوني على غزة".
محمد الظاظا "17عاما" أحد المصابين بحروق وتشوهات نتيجة صواريخ الاحتلال الحاقدة، أكد لـ" الرسالة" ان الطائرات تستهدف جميع ابناء الشعب الفلسطيني، مطالبا جميع الفصائل بالتوحد لمواجهة العدوان.
ويقاطعنا ابراهيم "16 عاما" - أحد أصدقاء محمد- ليقول :" بعد اصابة صديقي لن أجد ونيسا في رحلتي، لذا سيكون هذا العيد حزيناً على قلبي، ولن أذهب إلى أي مكان بل سأجلس إلى جانبه احتفل معه حتى يشفى بمشيئة الله.