أهالي الأسرى يأملون بالإفراج عن أبنائهم بعد العيد

الرسالة نت-  مها شهوان

تتوالى الأعياد وأهالي الأسرى لا زالوا متعطشين للقاء أبنائهم القابعين خلف قضبان سجون الاحتلال ، فمنهم الابنة و الابن الذين حرموا حنان والدهم ، والأم والأب الذين لم يغمض لهم جفن قلقا على أبنائهم.

فالعيد أصبح لأهالي الأسرى يوما كئيبا على حد وصفهم فشريط الذكريات يدور في ذاكرتهم مسترجعين الأعياد التي قضوها مع أبنائهم ،حيث كل ركن وزاوية تذكرهم بمواقف لا تغيب عن البال.

*تشويش في الصوت

"مهما حاولت تعويض أبنائي عن الحنان وجلب كسوة العيد لهم ،غير أنني لا استطع تعويضهم غياب والدهم "،بتلك الكلمات بدأت زوجة الأسير محمود سلمان حديثها "للرسالة".

فعائلة سليمان لا تفضل مجيء العيد بسبب جو الحزن والكآبة الذي يخيم على العائلة طيلة أيام العيد، لاسيما بناته اللواتي يقضين العيد وهن يبكين فراق والدهن متمنيات أن يصبح حالهن كباقي الفتيات خاصة بناته المتزوجات اللواتي كثيرا ما يرددن "كم نتمنى أن يطرق والدنا الباب علينا يوم العيد"وذلك بحسب زوجته.

وأضافت زوجة الأسير محمود بأنها لم تعد تصنع الكعك في بيتها مفضلة شراءه جاهزا ، لأنها لا تستطيع أن تسيطر على دموعها أمام أبنائها حينما تتذكر زوجها الذي كان يعد الكعك معها ،مشيرة إلى أن أبناءها يحرمون أنفسهم من بعض الأكلات التي يفضلنها لان والدهم يحبها ،مرددات: "حينما يخرج والدنا سنأكلها معه ".

وبعيون تبرق بالأمل قالت :"لدينا أمل كبير بان تتم الصفقة ويكون زوجي واحدا من بين الأسرى المفرج عنهم ليعود لأبنائه الذين انتظروه طيلة 17 عاما".

أما والدة الأسير ناهض السوافيري فتصر في كل مناسبة أن تأتي للصليب الأحمر لتبرق لابنها تهنئة عبر إحدى الإذاعات أو الفضائيات ، ليراها ابنها ويطمئن عليها لتخفف عنه وتشعره بأنه حاضر بكل المناسبات حسب قولها.

وتابعت:"أولاد ابني لا يشعرون بالعيد كبقية الأولاد الذين في عمرهم ،أشعر بهم وبالحزن الذي يعتريهم واراهم وهم ينظرون إلى أبناء أعمامهم وأقاربهم متمنين لو أن أباهم يقضي العيد معهم ".

وبصوتها الذي يملؤه الحنين لولدها تضيف:"أحفادي يتذوقون طعم العيد بسماع صوت والدهم عبر الهاتف، وهذه المكالمة لا تتوفر لهم دائما فإدارة السجون لا تسمح للأسرى بالحديث عبر الهاتف وإذا سمحت يكون هناك تشويش في الصوت "،مشيرة إلى أنهم يعطون والدهم الأمل في كل مرة يتحدثون معه عبر الهاتف .

وعن الحديث الذي يدور بين ابنها الأسير وأبنائه أوضحت بأنهم طيلة الوقت يسألونه متى سيتم الإفراج عنه ويقضي العيد بينهم ،لاسيما عيد الأضحى الذي لا تكتمل فرحته إلا بخروف العيد الذين يتمنون لو أن والدهم معهم ليشاركهم تلك الأجواء.

*العزل الانفرادي

أما والدة الأسيرة وفاء البس التي تحسرت على ابنتها التي تفنى شبابها داخل سجون العدو الإسرائيلي تقول :" منذ أن سجنت وفاء لم اشعر بالعيد فكل ليلة عيد ابكي وأتمنى أن تكون ابنتي معي ،وحينما اعد حلويات العيد أتخيلها وهي تصنعها معي كما كانت تفعل ،فالعيد بدونها لا طعم له".

وبعيون دامعة وصوت مخنوق تابعت:"ابنتي وفاء ستقضى العيد بين أربعة جدران فهي منذ ما يقارب الـ90 يوما بالعزل الانفرادي في سجن الرملة"،لافتة إلى سبب وجود وفاء بالعزل الانفرادي نتيجة مشاكل وقعت بينها وبين إدارة السجن.

وطالبت والدة البس كافة المعنيين بشؤون الأسرى التدخل السريع من اجل النظر في حالة ابنتها لإطلاق سراحها لتنعم بحياتها كباقي الفتيات اللواتي هن في عمرها.

في حين عبرت زوجة الأسير محمد حرز عن حزنها لقرب عيد الأضحى لان زوجها لازال قابعا خلف سجون الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب 17 عاما بعيدا عن أبنائه ، مشيرة إلى أن أجواء الحزن تسيطر على أولادها بالرغم من أن عيد الأضحى لجميع المسلمين.

فبالرغم من أن الأسير حرز ترك أبنائه وهم في سن صغيرة إلا أنهم يتذكرونه في كافة المناسبات ، لاسيما عيد الأضحى حينما كان يضحي ويلتف أبناؤه من حوله فرحين.

وكما يروي لها زوجها فإنه يقضي العيد مع زملائه الأسرى داخل زنزانتهم مسترجعين ذكرياتهم التي قضوها مع أبنائهم وذويهم ، فكل واحد منهم يقول ما لديه من ذكريات حدثت معه أيام العيد أمام زملائه.

وتابعت:"لدينا أمل بان يتم الإفراج عن زوجي في الصفقة القادمة،إلا أن الأمل لدينا ممزوج بالخوف، فالعدو الإسرائيلي حاول إحباط الكثير من صفقات تبادل الأسرى من قبل، لكن أملنا بالله كبير".

ابنة الأسير حرز قطعت حديث والدتها قائلة:"أتمنى أن يفرج عن والدي بأقرب وقت لأشعر كباقي الفتيات بحنان الأب الذي حرمت منه منذ أن كنت صغيرة "،مضيفة أنها تتمنى سماع صوت والدها يوم العيد عبر الهاتف لتعايده وتطمئن عليه.

وبكلمات يملؤها الأمل تمنت أن تشمل صفقة الأسرى والدها ليفرج عنه ويعود إليهم ليعشوا كبقية العائلات.

فالاعتصام الأخير الذي سبق هذا العيد كان مختلفا لديهم، حيث علامات الأمل كانت مرسومة على ملامح وجههم لاسيما ذوي الأسرى أصحاب الأحكام العالية ،فالجميع بات لديه الأمل بان يفرج عن ابنه،مرددين:"إن شاء الله العيد القادم نهنئ بعضنا البعض في بيوتنا".

 

 

البث المباشر