الرسالة نت - أيمن الرفاتي
يرصد التجار الغزيون وأصحاب المحال المنتشرة في الأسواق الفلسطينية بالقطاع، الأيام القلائل التي تسبق عيد الأضحى المبارك، في مسعى منهم لـ "سحب أرجل الزبائن" عبر طرب آذانهم بمعسول الكلام، وما جد من البضائع التي تواكب "الموضة"، على أمل إنفاذ ما تكدس في المواسم السابقة.
من يتجول في الأسواق ويطيل النظر فيها، يرقب حركة نشطة من الزبائن والزوار، لكن في الوقت ذاته، تبقى الحركة الشرائية طريح الفراش، لا أمل في تجدد نشاطها أو تحريك الدم في أوردتها. وكعادتهم، لا يملك التجار سوى التفاؤل بموسم شرائي "عال العال"، بعدما تنفسوا الصعداء قليلاً، لاستلام الموظفين في الحكومتين "رام الله وغزة" رواتبهم، وإن كانت لا تشفي غليلهم.
"الرسالة نت" رصدت نفير التجار واستعداداتهم لاستقبال موسم عيد الأضحى, فيما ينتظر أصحاب مهرجان "الخيمة" للتسوق، ما سيفضي عليه الحال في عامهم الأول.
في سوق الشجاعية كانت محطتنا الأولى، وقد شرع أصحاب المحال في الترويج لبضائعهم المتكدسة, والأسعار -كما يقولون- في متناول الجميع.
"محمد البحطيطي" صاحب محل لبيع الملابس النسائية في السوق، رأى في الموسم الحالي، حُلَّة جديدة، وقال: "هذا العام مختلف عما سبق من الأعوام الماضية, فالبضائع متوفرة بدرجة كبيرة جداً وهي متكدسة في المخازن والمحال, وتنتظر من يشتريها, وهذا بالتالي أثر على الأسعار وجعلها مناسبة للجميع وليست مرتفعة".
وأشار البحطيطي إلى أن السوق ما زال هادئاً والحركة فيه خفيفة, مؤكداً أن السوق يعتمد بشكل رئيسي على رواتب الموظفين الحكوميين.
وبين أن موسم عيد الأضحى لهذا العام أضاع على التجار موسمين تجاريين, موضحاً بالقول: "هذا الموسم تزامن مع دخول الشتاء, فالناس باتت تشتري للعيد والشتاء في ذات الوقت, والكثير من الناس تشتري ملابس تلبسها على العيد وتخدمها طيلة فترة الشتاء".
وفي سوق الشجاعية لم يعد هناك أثر للملابس الصيفية, فجميع التجار بدلوها بملابس شتوية تزمناً مع انخفاض درجات الحرارة, ويلاحظ تكدس البضائع في المحال بشكل كبير مع انخفاض أسعارها.
ارتياح أصحاب المحلات
وجهتنا الثانية، كانت سوق البلد في شارع عمر المختار، الذي كان في كل موسم مكتظاً بالباعة والمتجولين، لكن هذا الموسم كان مغايراً لما سلف، فلم تعد ترى أثراً للبسطات التي كانت تملأ الشارع وتغلقه في الأيام الأخيرة التي تسبق الأعياد فجميعها جرى تحويله إلى مهرجان الخيمة للتسوق الذي أعلن عن افتتاحه قبل أيام في محيط مجمع السرايا وسط مدينة غزة.
ويرى التجار وأصحاب المحال في سوق البلد أن المشروع البديل للبسطات في سوق السرايا مفيد وينشّط السوق, مؤكدين أن البسطات كانت تسبب لهم أضراراً كبيرة بسبب أسعارها التي تقل عن المحال التجارية.
ويقول "محمد الشرفا" صاحب أحد محال الملبوسات الشبابية: "نعتقد أن هذا الموسم سيكون جيداً خاصة أن البسطات نُقلت إلى سوق اليرموك والسرايا, وقد كنا نعاني في السابق من عرض بعض البسطات لملابس مشابهة لما نبيعه وهذا الأمر كان يضر بنا خاصة أن الأسعار في البسطات أقل مما يباع في المحلات".
وأوضح أن البسطات كثيراً ما كانت تضرب عمل المحال التجارية فهي تبيع بسعر أقل باعتبار أنه لا يوجد عليها التزامات وإيجارات محال أو أجرة عاملين, مؤكداً أن الأسعار هذا العام مناسبة كون البضاعة كثيرة على عكس السنوات الماضية.
سوق السرايا الجديد
وفي مهرجان الخيمة للتسوق تمتلئ الخيام بالبضائع المختلفة من ملابس وأحذية وأدوات منزلية وغيرها, وجميعها بأسعار مناسبة, إلا أن الإقبال عليها لا زال ضعيفاً كونه سوق يفتتح لأول مرة.
ويصف "محمد الناطور" صحاب خيمة ببيع ملابس الأطفال، الحالة الشرائية في ظل إقبال عيد الأضحى المبارك, قائلاً "هذه المرة أفضل بكثير من سابقاتها، لأننا كنا نبيع على الشارع العام في الساحة وبالطبع وجود الناس في تلك المناطق أكبر ما يعني أن البيع أكبر".
وأشار الناطور الذي تعود منذ 5 سنوات على البيع في مواسم العيد من خلال بسطة للملابس إلى أنه يترقب ما ستفضي إليه الأمور بالنسبة لعيد الأضحى, متوقعاً أن تزداد الحركة الشرائية هذه الأيام.
ويؤكد أن كل أملهم بعد الله يتمثل في صرف الرواتب كون شريحة الموظفين من أكبر الشرائح التي تشتري في موسم الأعياد، لأن رواتبهم تعد المحرك الرئيس للحركة الشرائية في الأسواق.
من جهته يؤكد "يوسف مشتهى" الذي استأجر خيمة لبيع الألعاب, أن الاقبال من ناحية المواطنين على الأسواق جيدة بشكل عام، لكن إذا ما قورنت بأنها فترة موسم فإنها ضعيفة.
وحول أسعار البضائع المعروضة، ذكر أن البضائع هذا الموسم أسعارها جيدة وأيضاً في متناول المواطنين.
فيما يقول "يوسف بركات" الذي استلم خيمة كفرصة عمل خلال فترة العيد من الاتحاد العام للهيئات الشبابية ضمن مشروع مهرجان الخيمة للتسوق: "أحمل درجة البكالوريوس في التجارة وتخرجت العام الماضي, لكني لم أجد عملاً مناسباً, ما جعلني اضطر للتوجه للاتحاد العام للهيئات الشبابية لمساعدتي في أخذ خيمة كفرصة عمل مؤقتة".
ويوضح بركات الذي يبيع الأدوات المنزلية أنه أخذ من أحد أصدقاءه بضاعة على رسم التصريف ليبيعها خلال فترة الأعياد, مؤكداً أنه يتوقع أن يجني مبلغاً جيداً ليبدأ به مشروع خاص به في الفترة المقبلة.
وقد وزع الاتحاد العام للهيئات الشبابية 50 خيمة تجارية ضمن مهرجان الخيمة للتسوق المقام على أرض السرايا للشباب الفلسطيني, ضمن التعاون المشترك بين الاتحاد العام للهيئات الشبابية وشركة كزر التجارية المنفذة لمشروع الخيمة.
ويعتبر مهرجان الخيمة للتسوق من أهم المهرجانات التي تقام على أرض القطاع, ويوجد فيها 350 خيمة تجارية موجود فيه جميع احتياجات الناس.
وهكذا تنتهي جولة "الرسالة نت" في الأسواق الفلسطينية، داعية الله أن يحقق الموسم الحالي آمال وتطلعات التجار الغزيين، لتتقاطع فرحتهم بفرحة الشعب الفلسطيني بتحرر الأسرى من سجون الاحتلال، وكل عام وأنتم بخير.