وكالات-الرسالة نت
أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل عدم امتلاك المجلس معلومات عن مكان العقيد معمر القذافي وأبنائه، في حين قال مصدر من الثوار إن موكبا من السيارات يضم القذافي وأبناءه عبر الحدود إلى الجزائر، بدورها أيدت برلين محاكمة القذافي أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف عبد الجليل في مؤتمر صحفي أن المجلس قد يدرس الاستعانة بشرطة من دول عربية أو إسلامية للمساعدة في إرساء الأمن في ليبيا رافضا تدخل الشرطة من أي دول أخرى.
وتابع أن قادة المعارضة ما زالوا يتفاوضون مع الموالين للقذافي في محاولة لإقناعهم بتسليم مدينة سرت مسقط رأس القذافي (450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس) بطريقة سلمية.
القذافي بالجزائر
في غضون ذلك نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، عن مصدر عسكري من ثوار ليبيا، أن موكباً يضم ست سيارات مصفحة عبر الجمعة الحدود الليبية متجها إلى الجزائر.
وقال المصدر إن أفراداً من قبائل الطوارق قاموا بتأمين الموكب عند الحدود مع الجزائر. وتوقع أن السيارات الست كانت تقل معمر القذافي وأبناءه ومسؤولين كباراً في نظامه.
بدوره قال رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني محمود جبريل إن هذه التقارير غير مؤكدة.
من جهته، لم يؤكد أو ينف حلف شمال الأطلسي (ناتو) التقارير التي تحدثت عن عبور القذافي وأسرته إلى الجزائر.
في سياق النفي أيضا أكد أحد أعيان منطقة إيليزي الحدودية أن احتمال مرور موكب من سيارات المرسيدس المصفحة على متنها عائلة القذافي "ضعيف جدا، إن لم نقل مستحيلا لأنه لا يمكن المرور دون أن يلاحظه أحد".
وقال المصدر الجزائري الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته لوكالة فرنس برس إنه حتى وإن أرادت السلطات التستر على الأمر فإن سكان هذه المنطقة الصحراوية سيلاحظون السيارات حتما.
وكان الناطق باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني صرح الجمعة بأن الجزائر تواصل التزام "الحياد التام" رافضة "التدخل بأي صفة كانت في الشؤون الداخلية" لليبيا المجاورة.
في هذه الأثناء أجلت الجزائر عائلات دبلوماسييها العاملين في ليبيا عقب حادثة الاعتداء التي تعرّضت لها السفارة الجزائرية في طرابلس بعد دخول قوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي إليها.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، اليوم السبت، عن الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني، قوله إنه تم إجلاء عقيلات وأبناء الأعوان الدبلوماسيين والقنصليين الجزائريين العاملين بليبيا، وإن موظفين اثنين من البعثة الجزائرية قاما بمرافقتهم.
وأكد بلاني أن الموظفين الباقيين لا يزالون يشغلون مناصبهم لضمان السير العادي لمختلف مصالح البعثة.
طرابلس أو سبها
ومن جهته قال عبد السلام خلف الله النداب الحارس الشخصي السابق للعقيد الليبي إن القذافي موجود في طرابلس أو في سبها.
وقال لصحيفة الشروق الجزائرية السبت "أعتقد أنه موجود بطرابلس أو ضواحيها فهو لا يخرج منها، وقد ينتقل إلى سبها للخروج منها إلى النيجر، لأن له امتدادا مع أحد أقاربه في النيجر وله من يحمونه هناك".
محاكمة دولية
يأتي هذا السيل من الروايات المتضاربة بشأن مصير القذافي وأسرته، في وقت أعلنت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السبت أنها تؤيد محاكمة القذافي أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وأضافت ميركل للصحفيين أن القذافي يجب أن يخضع لمحاكمة بموجب القانون، وهي الفرصة التي لم يمنحها مطلقا لمعارضيه.
ولم تستبعد المستشارة الألمانية -التي رفضت بلادها المشاركة في أي تدخل عسكري في ليبيا- مشاركة جنود ألمانيين في بعثة محتملة من الأمم المتحدة لإرساء الاستقرار.
وأكدت في حديث ينشر الأحد وبثت مقتطفات منه السبت "إذا طلب منا ذلك، فإننا سندرس بالتأكيد ما نستطيع فعله".
لكنها أوضحت أن على الحكومة الليبية الجديدة أن تقرر أي دعم هي بحاجة إليه وأعتقد أن ذلك يعود قبل كل شيء إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي".
وكانت ألمانيا امتنعت في مارس/آذار الماضي عن التصويت على القرار الأممي رقم 1973 الذي يجيز استخدام القوة من أجل حماية المدنيين الليبيين، كما رفضت المشاركة في عملية الناتو.
وألمانيا هي البلد الوحيد في الاتحاد الأوروبي والعضو في الناتو التي تصرفت على هذا النحو، وقد أثار امتناعها عن التصويت انتقادات عدة دول حليفة.
نقلا عن الجزيرة