قائمة الموقع

رغم الآلام.. رائحة الكعك تفوح في غزة

2011-08-28T15:18:29+03:00

الرسالة نت - أمل حبيب

فاحت رائحته في أحياء القطاع معلنة حالة من الفرح والتفاؤل.. حباته المستديرة رسمت البسمة على وجوه الصغار.. ورغم كل الآهات من جراء التصعيد الأخير إلا أن كعك العيد حل ضيفا عزيزا على الغزيين.

ويعتبر الكعك "المعمول" من أبرز مظاهر العيد في القطاع، فتجتمع النسوة حول طاولة مستديرة ويوزعن الأدوار بينهن كخلية نحل: فالأولى تقطع العجين والأخرى تعتني بالعجوة والأخيرة تجلس على لهب الفرن لينضج الكعك وتحمرّ حلقاته.

*** عيد الكعك

وتبدأ مظاهر العيد في قطاع غزة في العشرة الأواخر من شهر رمضان، حيث ينشغل الأطفال بنصب المراجيح في الشوارع وشراء ملابس العيد ومستلزماته الخاصة من ألعاب وزينة.. أما ربات المنازل فيشرعن في شراء كلفة الكعك والسميد والطحين لإعداد حلوى العيد, ويسمى عيد الفطر بعيد الكعك نظرا لانشغال النسوة بإعداده قبل العيد.. أما عيد الأضحى فيكون للذبيحة وتوزيعها.

وتكون حبات الكعك على هيئة حلقات، أما المعمول فيعد في قوالب مزخرفة ويحلى بالسكر، ويدخل في تجهيز حلوى العيد الينسون والمحلب والعجوة والسميد والطحين.

ورغم محاولة الاحتلال سرقة الفرحة من أهل القطاع فإن رائحة الكعك اجتاحت أزقة المخيمات والحارات معلنة حالة من الصمود والرغبة في التحدي والاستمرار.. تقول الحاجة أم محمود وهي أم لشهيد: "بعد استشهاد ابني توقفت عن إعداد الكعك لمدة عاميين, ولكن وبعد اشتياق أبنائي لرائحته عدت لتجهيزه (...) أولادنا محرومون من كل شيء.. الكعك يفرحهم".

أم محمود قررت أن ترسم البسمة على شفاه أطفالها من جديد, والتي يحاول الاحتلال دوما أن يسلبها ويحولها إلى أنات ودموع.

أما الموظفة نهى محمد -تعمل مدرسة لغة عربية- فتقول لـ"الرسالة نت": "لا وقت لدي لإعداد الكعك وخصوصا أنه لا يوجد أحد لمساعدتي (...) أشتري حلويات العيد من السوق؛ كل شيء متوفر ولا داعي لأجهد نفسي".

ورغم تشابه عادات المسلمين في البلدان العربية فيما يخص الاحتفالات بعيد الفطر فإن لدى بعض الشعوب عادات تختص بها دون غيرها، فتختلف أصناف الحلويات من بلد لآخر، ففي الإمارات يتم تجهيز طعام العيد وخصوصا اللقيمات والبلاليط, وتقوم ربة المنزل في السودان  بإعداد أصناف الحلوى  مثل "الغريبة" و"البيتي فور" و"البسكويت".. أما النساء في العراق فيشرعن بتحضير الكليجة "المعمول" بأنواع حشوها المتعددة إما بالجوز المبروش أو بالتمر أو بالسمسم, وتتعدَّد أصناف الحلويات في سوريا تبعا للمدينة، ففي المناطق الشرقية يتمُّ إعداد المعمول والأقراص، وفي حلب تعدُّ أنواع "الكرابيج الحلبية" التي تؤكل مع "الناطف".

*** أيام البلاد.. الكعك غير

الخمسينية أم رائد سعودي تحن لأجواء العيد أيام البلاد, وحدثت (الرسالة نت) عن استعدادات النسوة لتجهيز الكعك في يافا, موضحة أن النساء كنّ يحضّرن جدول لمساعدة كل جارة، "فمثلا اليوم عند أم أيمن تجتمع النسوة لمساعدتها وغدا عند أم فلان وهكذا حتى تنتهي جميع نساء الحي من تجهيز حلوى العيد".

أما عن طريقة خبزه فقالت أم رائد بعد شهيق وكأنها عادت بالزمن للوراء لتشتم رائحة كعك البلاد: "نخبزه عند الفران, وبعض النساء كنّ يخبزنه على فرن الطينة".

أما المغتربة أم أحمد زينو فتشعر بفرحة غامرة لقضاء شهر رمضان بين أبنائها وأهلها بغزة, موضحة أن أبناءها أصروا عليها أن تعد لهم كعك العيد من يديها, وقالت: "رغم انشغالي بالزائرين فإنني جهزت الحلويات تنفيذا لمطالب أولادي".

وتوضح زينو -مقيمة بدولة الامارات- أنه وفي أول عيد لها ستقضيه بين أهلها بعد غياب 25 عاما عن أرض الوطن بالقول مبتسمة: "ما في أحلى من عيد غزة بين الأهل والأحباب".

ورغم الفرحة التي أدخلها (الكعك) على القلوب يبقى هناك من ينتظر رغيف خبز ساخن ليطفئ جوعه أو قطعة حلوى ليفرح بالعيد.

اخبار ذات صلة