قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: هل انتهى شهر العسل المصري (الإسرائيلي)؟

مصطفى الصواف

استمعت إلى تعقيب الرئيس الأمريكي باراك اوباما على أحداث السفارة (الإسرائيلية) في القاهرة والتي أدت إلى اقتحامها من قبل المتظاهرين المصريين وشعرت بالاشمئزاز الشديد وحجم الكراهية التي يكنها اوباما للعرب وحبه لليهود، وذلك من خلال تحريضه للحكومة المصرية على ارتكاب مجازر بحق الجمهور الغاضب على السياسة الصهيونية من خلال مطالبته الحكومة بتوفير الحماية للسفارة وعدم تكرار ما حدث.

ما حدث من قبل الجمهور المصري يأتي في السياق الطبيعي والمنطقي في التعامل مع الصلف (الإسرائيلي) الرافض لتقديم الاعتذار عن جريمة مقتل الضابط المصري والجنود الأربعة في سيناء في أعقاب عملية أم الرشراش ( ايلات) ، كما أنه جاء ردا على حالة الضعف التي تعتري الحكومة المصرية والمجلس العسكري الذي لم يستطع لاعتبارات كثيرة تجاه اتخاذ خطوات عملية ضد (إسرائيلي) توجت برفض سحب السفير المصري لدى (إسرائيل) للتعبير عن الاحتجاج على جريمة سيناء.

(إسرائيل) لم تدرك بعد أن هناك تغيرات طرأت على الساحة المصرية وان عهد مبارك قد ولى وانتهى وان هناك أمور جديدة يجب أن توضع في الاعتبار عند اتخاذ القرار في الدوائر السياسية (الإسرائيلية) في التعامل مع القضايا المتعلقة بالأوضاع في مصر وغيرها من البلدان العربية التي له علاقات دبلوماسية معها.

ولكن يبدو أن (إسرائيل) لم تفهم بعد طبيعة التغيير الذي جرى بعد الخامس عشر من يناير وسقوط مبارك، وان ما كان سابقا لا يصلح في الوقت الحالي وأن على (إسرائيل) أن تعيد التفكير في سياستها وان تعيد النظر في اتفاقية كامب ديفيد التي باتت لا تصلح في ظل المتغيرات وأن على (إسرائيل) أن تسعى إلى تغيير بعض البنود فيها بما يحقق الكرامة المصرية التي يرى الشعب المصري أنها لا تتحقق في اتفاقية كامب ديفيد.

أحداث السفارة أعادت العلاقات المصرية (الإسرائيلية) إلى ما قبل اتفاق كامب ديفيد ويبدو أن هذه الاتفاقية لم تتمكن بعد من إنهاء حالة العداء بين الشعب المصري ودولة الاحتلال وان ما جرى منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد ما هو إلا سلام لا قيمة له ولم يحقق الهدف منه على مستوى شعبي وان حقق بعض النجاحات على مستوى رسمي وباتت مصر الحليف الأول لـ(إسرائيل) وعلاقتها محكومة بالنظام وفور انهيار النظام بات الاتفاق على شفا الانهيار.

أمام ذلك لا تملك (إسرائيل) والإدارة الأمريكية من الأمر شيئا وهي عاجزة عن فعل أي شيء لإعادة الأمور إلى مجراها ولكن يخشى على مصر من الجانب (الإسرائيلي) أكثر من الإدارة الأمريكية التي ستهدد في نهاية المطاف بوقف المساعدات المالية لمصر بدلا من حث (إسرائيل) على تقديم الاعتذار وتبعاته، أما (إسرائيل) فالخشية أن تقوم بإثارة القلاقل في وجه الحكومة المصرية سواء في سيناء أو في المدن المصرية المختلفة والعمل على تجنيد مجموعات تخريبية للعمل على إحداث قلاقل في الساحة الداخلية المصرية وستلعب (إسرائيل) في هذا الجانب على البعد الطائفي بين المسلمين والاقباط.

على كل الأحوال شهر العسل المصري (الإسرائيلي) انتهى وما لم تقدر عليه الحكومة والمجلس العسكري قام به الشعب المصري وعلى الجميع البناء على ما حققه الشعب المصري من أسس جديدة في التعامل مع (إسرائيل).

البث المباشر