م. كنعان سعيد عبيد
هي القضية الفلسطينية تَتَدحرج مُنكفِئة على نفسها على غير سبيل، كرة الثلج بدأت بِكِبَر فلسطين وانتهت بحجم المقاطعة، على سُنَّة من سُنَنِ طاولة المفاوضات تُنذِر بإعلان دولة في فنجان كاملة السيادة والريادة والجمال والكمال وخفة الدم رغم أنف الحاقدين.
الذي أربك كثيراً من الساسة وأصحاب الأقلام والأفواه وأحجمهم الخَوض في استحقاق أيلول تشريحاً وتفنيداً الموقف الأمريكي و(الإسرائيلي) الرافض والمهدد للاستحقاق وكأن لسان الحال يقول من ليس مع الاستحقاق فهو مع الشيطان و(إسرائيل) وأميركا.
أعطوا الرئيس فرصة ودعوه يُجَرِّب استحقاق أيلول على فلسفة المنتظِرين للأبد والبراجماتيين من ساسة الفناجين، أو رؤية من يعتقد أن قصة الرئيس في التوجه لمجلس الأمن حلقة من حلقات الكاميرا الخفية ثقيلة الظل.
علينا أن ننتظر تجربة جديدة للرئيس إذا نجح الرجل فهي دولة الرواتب ذات الخمسمائة حاجز أو كما يسمونها دولة جلد النمر المرقط أو أرخبيل القرى الفلسطينية جارة أرخبيل المستوطنات ولا مانع من إعلان دولة أخرى في فنجان دولة الألف نفق جنوب فلسطين، وليس غريباً أن تكون لنا دولة شتات فلسطين في العالم الافتراضي صفحة ذات الخمسة ملايين مشترك على الفيسبوك تغيب عن الشاشة إذا حظرتها إدارة الموقع لنبدأ من جديد تكوين دولة أشتات جديدة.
دولة ملزمة أن تكون محترمة تأخذ على عاتقها منع "الإرهاب" وحظر "الإرهابيين" وتغييب منظمة التحرير لأننا تحررنا وما علينا إلا أن نتفاوض مع (إسرائيل) دولة مع دولة ند مع ند وضابط أمن مع ضابط أمن وتستطيع فيها دولتنا المرقطة التفاوض على كل حاجز عشر سنوات إقتداءً بمفاوضات طابا، وليس غريباً حكومة كونفدرالية مع المستوطنين وتحالفات جديدة لدخول سلام فياض وصائب قائمة انتخابية موحدة مع معتدلي المستوطنين وتكون الرئاسة دورية.
أما إذا فشل الرجل فقد أحرجنا أمريكا وذابت خجلاً وغطت وجهها كسوفاً ووضعنا (إسرائيل) في الزاوية ليعرف أحرار العالم أن (إسرائيل) لا تستحي.
ربما نعرف فلسفة التجارب عند الرئيس وعند أشباه الرئيس مثل سلام وصائب وياسر ونعرف تجارب فتح في قبول مواقف الرئيس ذي الجيبة المملوءة دولارات صاحب المواقف الحردانة من أيام الرئيس الراحل أبي عمار.
لكن هل نحن مقبلون على فلسفة تجارب الصمت عند حماس والجهاد أم هل نحن مقبلون على فلسفة دعوه يخرق خرقاً في نصيبه لعله يغرق دون أن ندرك أننا غارقون؟ أم هل نحن مجمعون على أن تَبقى المصالحة في الفنجان دون أن يُجَرِب الرئيس لمرة واحدة أن يُخرجها رُغم أنه أمضى حياته في مختبر المفاوضات؟