غزة – الرسالة نت
تهدد كارثة إنسانية حقيقية مرضى الفشل الكلوي في مستشفيات قطاع غزة نتيجة النقص الحاد في الأدوية اللازمة لهم.وفي وقت عبر فيه المرضى عن تفاقم أزمتهم أكدت وزارة الصحة أن أعداد الوفيات سيتضاعف مع استمرار انقطاع الأدوية.
"الرسالة نت " تحدثت إلى العديد من الذين يعانون من نقص الأدوية في مستشفى الشفاء بغزة، وكشفت عن مأساتهم الكبيرة لسبب الانقطاع.
فشل كلوي
يعاني المواطن أبو محمد من فشل كلوي، حيث يرقد بجوار جهاز لغسل الكلى في مستشفى الشفاء، ويقوم بعملية غسيل تستمر لمدة ساعتين يوميا.ومع استمرار الحصار قلص الأطباء الوقت اللازم لعملية غسيل الكلى وذلك لعدم توفر "بودرة الصوديوم" الخاصة بعملية الغسيل، والتي لا يستطيع الجهاز العمل بدونها.
ويشكو الخمسيني أبو محمد من انقطاع دواء (الكلسيمور) الذي يستخدم لتدعيم وضعية العناصر المعدنية والكيمائية في جسم الإنسان لتحسين القدرة على المشي والحركة؛ مما يضطره لشراء الدواء على نفقته رغم غلاء سعره.
وفي الغرفة المجاورة ترقد الحاجة أم وائل (62 عامًا) على جهاز آخر، وتشكو من قلة المدة المتاحة لها لغسل الكلى التي نتجت عنها عدم قدرتها على المشي والحركة وضعف حاد في الدم. وتعاني أم وائل من أزمة الدواء المقطوع من مستودعات الوزارة، وتضطر إلى شرائه من الخارج بمبلغ 200 شيكل شهريا رغم معاناتها ماديا لسبب عدم وجود مصدر دخل لعائلتها.
نقص أدوية
رئيس قسم الكلى بمستشفى الشفاء د. محمد شتات أوضح بدوره لـ"الرسالة نت" أن هناك كارثة حقيقية ستعصف بمرضى الكلى جراء نقص الأدوية بصورة كبيرة.
وبينّ أن كمية الأدوية المتوفرة تغطي فقط 40% من احتياجات المرضى، ذاكرا أن عدد الوصلات البلاستيكية الخاصة بعملية الغسيل (Blood Lines) التي وصلت إلى المستشفى الشهر الجاري 200 وصلة فقط، "بينما كانت تصل في الشهور الماضية إلى 2200 وصلة شهريا"، محذرا من حدوث كارثة صحية في قسم الكلى إذا استمر انقطاع الوصلات لأكثر من أسبوع.
وعن الأدوية المهمة لمرضى الكلى والتي قاربت على النفاد من مستودعات الوزارة أشار شتات إلى أنها تتمثل في نقص مادة (الهيبارين) الضرورية لدوران جهاز الغسيل، "وغياب هذه المادة سيؤدي لحدوث تجلطات في عملية الغسيل"، لافتا إلى نقص في هرمون (الريكرمون) الذي يساعد على زيادة نسبة الهيموغلوبين في الدم وتحسينها، "الأمر الذي أدى إلى زيادة عدد حالات فقر الدم".
تحذير..
وذكر المدير العام للصيدلة في وزارة الصحة د. منير البرش أن 50% فقط من الأدوية المطلوبة تدخل القطاع، "وهذا أدى لسحب جميع المخزون الاحتياطي الموجود في مستودعات الوزارة"، مؤكدًا وجود حالات وفاة كثيرة سببها الرئيس نقص الأدوية.
وأوضح أن نقص الأدوية يمس أصحاب الأمراض المزمنة بصورة كبيرة كأدوية مرضى الأورام، "وأدوية مرضى الهيموفيليا (نزيف الدم)، ومرضى السكري إضافة إلى مرضى الفشل الكلوي".
وفي حديثه عن الأدوية المهربة للقطاع قال البرش: "هناك دائرة للرقابة على المعابر والحدود، وتعمل هذه الدائرة على ضبط أي دواء يدخل عن طريق الأنفاق، ولا تسمح الوزارة باستخدام هذه الأدوية بأي حال من الأحوال".
مدير مستودعات الأدوية د. محمد الزميلي لفت من جهته إلى أنه يوجد 124 صنفا من الأدوية غير متوفرة نهائيا في مستودعات الوزارة، "و75 صنفا ستنفد خلال الشهر الجاري"، مشيرا إلى أن من يعاني في النهاية هو المريض نفسه.
وتبقى معاناة المرضى مستمرة إلى أن يفرج الاحتلال عن الأدوية اللازمة لعلاجهم، وإلى أن يتحقق ذلك يبدو أن أعداد الموتى ستتضاعف.