بقلم: صابر محمد أبو الكاس
إعلامي فلسطيني-غزة
أبدأ مقالتي هذه بما اوردته صحيفة السفير اللبنانية إلى "ان بعض الدول العربية التي التزمت سابقا بتأييد الخطوة الفلسطينية لإعلان الدولة وذلك في اجتماع لجنة المبادرة العربية في الدوحة بدأت تتراجع في تأييدها لإعلان الدولة الفلسطينية وذلك تحت وطأة الضغوط التي يمارسها الرئيس الامريكي باراك اوباما، والذي أثبت من خلال خطابه أمام الجمعية العمومية بأنه المنفذ لسياسات دولة الاحتلال وتطلعاتها بعيدا عن الشعارات التي ما فتئ ينادي بها بأحقية الفلسطينيين في الحصول على دولتهم، وهذا ما كده مرارا وتكرارا كان أبرزه في خطابه الشهير في جامعة القاهرة والذين قال فيه "إن الولايات المتحدة لن تدير ظهرها عن التطلعات المشروعة للفلسطينيين ألا وهي تطلعات الكرامة ووجود الفرص ودولة خاصة بهم.." لكن هذه التطلعات وهذه الدولة من منظور أوباما لابد وان تستند الى رؤية دولة الاحتلال لها.
إذن يمكن القول ان العرب اليوم ليس لهم كلمة فصل في هذا المضمار، بل الكلمة للولايات المتحدة التي تنفذ ما تمليه عليها دولة الاحتلال، وهذا ما يؤكده المحلل السياسي الصهيوني مردخاي كيدار في حديثة مع قناة روسيا اليوم قبل يومين حينما صرح ان الفلسطينيين لن يستطيعوا انتزاع دولتهم لان الفيتو الامريكي سيكون حاضرا آنذاك.
لقد كافح الشعب الفلسطيني وضحى من اجل الحصول على هذه الدولة، لكن أي دولة؟؟هل هي كتلك التي يذهب بها الرئيس والوفد المرافق له؟؟ام دولة وفق تطلعات اخرى يسعى لها شعبنا في الداخل والشتات؟؟
دولة وفق رؤية ضيقة أرادتها وتريدها السلطة الفلسطينية، منفردة في قراراها بعيدة عن الاجماع الوطني، خطوة تجاهلت شريحة كبيرة وواسعة من اطياف شعبنا ومن فصائله المقاومة التي تنادي بكل ذرة تراب من الدولة الفلسطينية وبعودة كل لاجئ الى ارضه المسلوبة.
ففلسطين التاريخية أصبحت في خطر حقيقي إن كنا ننادي بهذه الدولة المزعومة التي تهمّش سبعة ملايين لاجئ فلسطيني بالعودة الى ارضهم، كما ستطرد فلسطينيي اراضينا عام 1948 والذي هو مطلب مهم لدولة الاحتلال سعوا اليه منذ زمن بعيد.
ولو افترضنا بحصول السلطة على مطلبهم بإعلان الدولة، فما الذي ينتظرهم بعد تنفيذ مطلبهم؟؟
تخوفات كبيرة ابدتها السلطة وعلى وجه الخصوص رئيسها محمود عباس الذي صرح بأن تبعات استحقاق ايلول يمكن أن تترك آثارها السلبية على القضية برمتها وعلى استقرار السلطة بشكل عام، خاصة في حال تم قطع المساعدات عنها من الدول المانحة.
وعوضاً عن ذلك فثمة من يرى أن هذه الخطوة سيعقبها خطوات تصعيدية من قبل الاحتلال والشاهد على ذلك التدريبات التي يمارسها الاحتلال ليل نهار استعدادا لمواجهات محتملة في حال إعلان الدولة، هذا ان تم طبعا..
وخلاصة القول فان المستقبل السياسي للقضية الفلسطينية سيبقى مجهولا ولن يستطيع أي كان ان يتنبأ به، لأن الواقع يشهد بأن القضية الفلسطينية باتت مهددة أو بمعنى آخر بات البعض يتاجر بها..