قائد الطوفان قائد الطوفان

ماذا سيقول أبو مازن في خطابه ؟

الرسالة نت  – عبد الحميد حمدونة

كثر "اللت" و"العجن" في الآونة الأخيرة بين السياسيين في قضية "استحقاق أيلول" التي قال فيها عباس إنه سيجني اعترافا دوليا من الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.. لكن ماذا أعد أبو مازن في خطابه أمام العالم؟، وما الذي ينوي إلقاءه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تشمل أمريكا والاتحاد الأوروبي المتحالفين مع الاحتلال (الإسرائيلي) في كل حركة وسكنة؟.

محللون سياسيون يرون أن الخطاب لن يتعدى سوى بضع مطالب قليلة لا تسمن ولا تغني الشعب الفلسطيني من جوع.

وأجمع المحللون -في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت"- على أن خطاب عباس لن يخرج عن المألوف في الحديث عن إخفاق المفاوضات والحلم الفلسطيني بدولة مستقلة، "وحل الدولتين وإيقاف التبجح الصهيوني"، وأن الاحتلال غير شرعي ويجب إزالته وفق المواثيق الدولية، مشددين على أن على رأس تلك المطالب اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

لن يأتي بجديد

المحلل السياسي مصطفى الصواف اعتقد أن كلمة عباس أمام الأمم المتحدة لن تبعد كثيرا عما قاله في خطاب يوم الجمعة الماضية، قائلا: "لن يأتي عباس بجديد.. سوى السبب الذي دفعه لإيقاف المفاوضات مع الاحتلال (الإسرائيلي)، والحلم الفلسطيني بالدولة المستقلة".

الدكتور عبد الستار قاسم وافقه الرأي قائلا إن عباس سيؤكد على حق الشعب الفلسطيني في حل الدولتين كغيره من الشعوب، "وسيتمسك بميثاق الأمم المتحدة بأن الاحتلال غير شرعي ويجب إزالته من الأراضي المحتلة".

وأضاف الصواف أن عباس سيلقي كل الأوراق الرابحة في حجر المؤسسة الدولية على أمل استعادة السلام وحل الدولتين، غير معتقد أن خطابه سيحمل جديدا في طياته ويمكن به مفاجأة الجميع، "وهو تكرار لخطابات سابقة".

وعاد البروفسور قاسم ليوضح أيضا أن مجمل ما سيلقيه رئيس السلطة هو التعنت (الإسرائيلي) في وجه كل طريق تؤدي للحلول السلمية مع الفلسطينيين، لافتا بالقول: "سيطالب العالم بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولته وحل الدولتين".د. أحمد بحر -النائب الأول في المجلس التشريعي- حذر بدوره من ضياع حق عودة اللاجئين والقدس إذا حصلت السلطة على اعتراف مبدئي بالدولة الفلسطينية من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال بحر إن خبراء في القانون الدولي يحذرون من أن يكون التوجه للأمم المتحدة حاليا سيكون بداية الاعتراف بيهودية الدولة.

خطوة مرفوضة

ويبقى حق النقض "الفيتو" يؤرق مضجع رئيس السلطة، وبشأن ذلك شدد الصواف على رد الولايات المتحدة على الاستحقاق الواضح والصريح، وأنها لا ترد بالكلام على خطابات الرؤساء العرب، "بل هناك قرارات تنفذ من الفور".

بينما قال قاسم: "المشكلة تكمن في أن الخطوة مرفوضة من الأساس رغم سلميتها، وذلك من أصحاب الخيار السلمي.. أمريكا والاتحاد الأوروبي"، لافتا الى أن رد الفعل الأمريكي يعمل على قدم وساق قبل ذهاب عباس للأمم كي لا يستخدم حق النقض.

ولا يخفى عن الأنظار قرار الاتحاد الأوروبي فهو لا يقل أهمية عن قرار الولايات المتحدة الأمريكية، وفيما يتعلق بذلك لم يخف الصواف أن قرارات الاتحاد لا تختلف كثيرا عن نظيرتها الأمريكية قائلا: "على ما يبدو أن هناك اتفاقا كاملا بين محور الأمم فيما يتعلق بالاستحقاق".

وأشار البروفسور قاسم إلى أن الاتحاد الأوربي دائما يكون موقفه منحازا لمصلحة العرب، مستدركا: "إلا أن القرار سرعان ما يعود أدراجه ليتأقلم مع الموقف الأمريكي القاضي برفض المطلب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة".

وفي استفسار "الرسالة" عما إذا كان عباس سيعود بشيء يحمله بين يديه يفيد به الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات اتفق المحللان على أن أبا مازن سيرجع بخفي حنين، عازين ذلك إلى أن عباس يعلم جديا ماذا يعني حق النقض "الفيتو" الذي ينتظره على بوابة مقر الأمم.

وبين هذا وذاك تحركت الولايات المتحدة (وسيط التسوية) لوقف تداعيات وقف المفاوضات، وحاولت إعادة الطرفين إلى الطاولة، ولوحت باستخدام حق النقض (الفيتو) إذا عرض طلب إعلان الدولة على مجلس الأمن الدولي، بل هددت السلطة بأكثر من ذلك لرغبتها بأن تبقى الأمور تحت السيطرة؛ فالوقت غير مناسب لعواصف جديدة في منطقة "الشرق الأوسط".

فقط فسحة

"اقرأ المكتوب من عنونه".. بهذه الجملة اختزل المحلل الصواف ذهاب أبي مازن صوب الأمم المتحدة، مبينا أن الجميع هناك يطرده بـ"الذوق" في الوقت الحالي، "إلا أنه في حال جد الجد سيكون الموقف الرافض حازما في وجه عباس".

وفي السياق استكمل البروفسور قاسم حديثه: "خطوة الذهاب للأمم المتحدة في داخل المعسكر الواحد تنبئ بإخفاقها، فعباس يختصم مع شركائه فيما يسمى بعملية التسوية في الشرق الأوسط"، مردفا: "المشكلة تمكن في وقوع الشعب الفلسطيني في وهم كبير، ولن يجني عباس شيئا من ذهابه للأمم المتحدة سوى إذا استغلها في فسحة له وللوفد المرافق له".

وحول تداعيات الذهاب للأمم المتحدة أكد المحللان أن الشعب الفلسطيني سيقع في غزل الصياد ضحية، "ليس جسديا وإنما نفسيا، لأن الفلسطينيين ينتظرون بفارغ الصبر حصولهم على قطعة اللحم "فلسطين" من فم الأسد (إسرائيل)".

ومن المقرر أن يتوجه عباس إلى الأمم المتحدة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري لجلب اعتراف أممي بالدولية الفلسطينية.

ويواجه طلب رئيس السلطة برفض أمريكي وبعض الدول الأوروبية؛ الأمر الذي سيدفعه إلى التراجع عن مطلبه وفق بعض المحللين السياسيين.

البث المباشر