قائد الطوفان قائد الطوفان

يشترونها من القطاع قبل الموسم

الهدايا.. عادة اجتماعية ترهق الحجاج

غزة - لميس الهمص      

لم يجد حجاج بيت الله سبيلا لتخفيف مصاريف الحج عن كاهلهم إلا بالبدء في شراء هداياهم قبل مغادرة القطاع.

ويحرص الحجاج العائدون على تقديم الهدايا التي تختلف في نوعها وقيمتها إلى ذويهم باعتبار أنها واحدة من أبرز الممارسات الاجتماعية الموروثة التي درج عليها الناس.

ولم تعد مسألة الحصول على جواز سفر أو تأشيرة التكلفة الوحيدة التي يعاني منها الفلسطيني أثناء ذهابه لأداء مناسك الحج؛ فالأوضاع الاقتصادية والمادية أصبحت سببا لا يمكن تجاهله في عدم السفر لأداء شريعة الله، وبخاصةً عندما يتعلق الأمر بـ"هدايا الحجاج" التي باتت ترهق ميزانية كل من يفكر بالحج.

أبو عبد الله -أحد الحجاج الذين ينوون الحج- لهذا العام يرى أن هذه العادة "الهدايا" ترهق الحجاج من ذوي الدخل المحدود، "حتى تجد أن الكثيرين يرددون مقولة: معي حق حجة بس ما معي حق هدايا"، وذكر أنه اشترى سجادات ومسابح من القطاع بما يقارب الألف دولار إضافة إلى الهدايا التي سيجلبها معه من الديار المقدسة، مبينا أن ثمن الهدايا يفوق ثمن الحج نفسه.

وأشار إلى أن الكثير من الحجاج تنفد هداياهم ويضطرون لشراء المزيد منها من أسواق غزة، "كما أن هناك أشياء لا مفر من جلبها من مكة كماء زمزم والتمور وعيدان السواك".

وأوضحت الحاجة أم رأفت -60 عاما، أدت مناسك الحج قبل عامين- من جهتها أن هدايا الحج كلفتها ما يقارب الـ1500 دينار؛ لكثرة عدد أولادها وأحفادها مما اضطرها للشراء للجميع.

وأشارت إلى أن مشكلة هدايا الحج تكمن في صعوبة حملها والتعب الذي يرافق حملها من مكان بعيد كالسعودية؛ الأمر الذي يرهق كاهل الحاج خلال مروره عبر المعابر المختلفة وصولا لقطاع غزة.

وتتنوع الهدايا ما بين السبح، والحناء، وخواتم الفضة، والكحل، وسجاد الصلاة، وربما بعض الحلويات والبخور وماء زمزم.

وكانت مصادر تجارية سعودية قدرت إجمالي حجم هدايا الحجاج بنحو2 مليار ريال سعودي (ما يقارب 2 مليار شيكل).

أما المواطن إبراهيم علي فيقول: "أشتاق كثيرا إلى هدايا الحجاج، ورغم بساطتها فإنني أنتظرها من أقربائي حال عودتهم من الحج"، ويضيف: "لا تؤثر الحالة المادية على اقتناء الهدايا، فالجميع يقدمونها حتى ذوو الدخل البسيط.

ويرى أن قيمة هدية الحاج لا تقاس بحسابات مادية، "بقدر ما تقاس على أنها هدية من الديار المقدسة، ولها مكانة كبيرة عند الشخص الذي يتسلمها".

وفي شارع عمر المختار بدت محلات بيع هدايا الحجاج مستعدة لاستقبال زبائنها، فتجد سجاجيد الصلاة مرصوصة بأنواعها وأشكالها إضافة إلى السبح والجلابيات التي غطت واجهات تلك المحال.

أحد أصحاب تلك المحال -يدعى نبيل السمري، في أواخر الثلاثينات- يقول لـ"الرسالة نت": "أعمل في هذه المهنة منذ سبع سنوات حيث يزدهر سوقها في موسمي الحج والعمرة"، وبين أن 70% من الحجاج يجلبون هداياهم من القطاع كونها لا تختلف عن تلك الموجودة في مكة المكرمة، موضحا أن أكثر إقبال الزبائن على السبح وسجاد الصلاة.

ولفت السمري إلى أن الإقبال يزداد على المحال قبل موعد عودة الحجاج بأسبوع، "حيث يعمد ذووهم لتوفير الهدايا لهم قبل عودتهم لتوزيعها على الزائرين".

وتبقى هدايا الحجاج رغم بساطتها أو فخامتها عند البعض ضرورة يصعب تخلي الحاج عنها كعادة في غالبية البلدان وإن كانت سببا في تأخر حج العشرات.

يذكر أن تكلفة الحج لهذا العام قد ارتفعت عن سابقها حيث بلغت ما يزيد عن الـ2000 دينار، حيث قدر مسؤولون أسباب ارتفاع تكلف الحج للعام الحالي إلى غلاء أسعار الفنادق التي تأوي الحجاج في السعودية.

البث المباشر