قائمة الموقع

أسرى محررون يروون "للرسالة" حكاياتهم مع الإضراب

2011-10-06T18:46:04+02:00

غزة/لميس الهمص

لفلسطين أبطال وراء الستار، ما أن يتناساهم العالم حتى يعيدوا قضيتهم بقوة، تلك القضية التي ما زالت تقبع في كهوف الاحتلال وتحاول استرداد حقوقها التي غابت قسرا وظلما بسبب الصمت الدولي والعجز العربي والإسلامي.

ويخوض الأسرى منذ أيام اضرابا مفتوحا عن الطعام من اجل تحقيق مطالبهم والمتمثلة بإنهاء سياسة العزل الانفرادي  ووقف سياسة العقوبات الجماعية بمنع زياراتهم وفرض الغرامات المالية عليهم، ووقف سياسة الاقتحامات والتفتيشات المذلة...

"الرسالة" التقت أسرى محررين ليرووا حكاياتهم مع الإضراب ويصفوا فصول المعركة التي يواجهون بها سلطات الاحتلال.

رؤية موحدة

الأسير المحرر عادل حامد الذي قضى 17 عاما في سجون الاحتلال، قال: "قبل الإضراب تجتمع الفصائل لتحديد مطالبها وترتيبها بحسب الأولوية وتقدمها لإدارة السجون التي تحاول ممارسة حرب نفسية عليهم لمنعهم من تنفيذ مخططاتهم.

وبحسب حامد فإن الأسرى يحددون ساعة الصفر والتي يجمع فيها الأسرى جميع أطعمتهم ليرفعها الجيش من الغرف، إلا من بعض الملح الذي يخفيه الأسرى لتناوله لعدم تعفن أمعائهم.

وتلجأ مصلحة السجون للضغط على الأسرى من خلال مصادرة جميع كميات الملح التي تحويها الغرف للضغط عليه لإيقاف الإضراب.

ويذكر أنهم يتناقلون الإرشادات فيما بينهم لتجنب الإضرار بصحتهم كعدم التحرك الكثير.

ويروي حامد أنه خاض إضرابا عن الطعام وصل لـ19 يوما متواصلا عام 2004م، مشيرا إلى أن الإضرابات في مجملها أحيانا تحقق انجازات ملموسة وأحيانا طفيفة.

أما الأسير المحرر محمد الأي من سكان حي التفاح شرق مدينة غزة, الذي اعتقل عام 1991 في سجون الاحتلال، وأمضى داخلها ثمانية عشر عاماً، ذكر في تصريحات له أن الإضراب عن الطعام يعني معركة حقيقية بكل معنى الكلمة وتأخذ من الأسرى جزءا كبيرا من التخطيط والإعداد، لذا فان شعاره الدائم إما النصر أو النصر.

ويرى أن دولة العدو تعتبر نفسها دولة متحضرة وملتزمة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان، واللجوء إلى الإضراب يحرجها أمام العالم ويظهرها بمظهر غير مقبول، مؤكدا أن الأسرى لا يلجئون إلى الإضراب إلا بعد الانتهاكات الكبيرة والخطيرة ضدهم.

ويقول: الإضراب داخل السجون يساوي عملية استشهادية بالنسبة للأسير المضرب... الصائم ينتظر الإفطار وهو يعلم موعد إفطاره، لكن المضرب عن الطعام لا يعرف موعد إفطاره فهو ينتظر تحقيق حقوقه المشروعة فقط.

وخاض الأسير محمد  قرابة خمس إضرابات عن الطعام امتدت لخمسة عشر يوماً متتالية وفي احدى الإضرابات امتد إلى ثلاثة وثلاثين يوما في عام " 2000 " وبعد سقوط أحد الأسرى مغشياً عليه, طلبت إدارة السجون إجراء مفاوضات مع الأسرى.

معاناة...

ويتحدث الأي  أن معاناة الأسرى تبدأ مع دخول اليوم الأول من الإضراب حيث يمتنعون عن الأكل بكل صبر وثبات ودون تملل أو تعب ويسير الإضراب بدون أن يضع الأسير في فيه أي لقمة من الطعام سوي القليل من الماء والملح ليحافظ على معدته من التعفن.

وأوضح ان حالة الأسير المضرب عن الطعام تتدهور في اليوم الرابع والخامس، حيث يبدأ يعاني من وجع في المفاصل نتيجة نقص الفيتامين في الجسم, ثم  يفقد القدرة على الحركة والكلام بعد تعرضه للدوران والغثيان.

 ويعمل الأسرى على قص أظافرهم وشعورهم قبل الإضراب حتى لا تفقد أجسامهم المزيد من السعرات الحرارية ويقتصر جهدهم على النوم أو الجلوس فقط, وهكذا تزداد معاناتهم مع مرور الأيام.

وذكر المحرر الأي أن الاحتلال ومنذ اليوم الأول يسخر كل إمكانياته ووسائله لكسر الإضراب, فأول ما يقوم به هو تشكيل فريق طبي نفسي متخصص في تحطيم نفسية الأسرى، مشيرا إلى أن الاحتلال يمارس العديد من المضايقات بحقهم المضربين كإشعال السجائر ووضع الفواكه والخضروات امامهم اضافة إلى شواء الدجاج واللحوم بجوار غرفهم من اجل ثنيهم عن الاضراب.

من جهته بين المحرر حامد أن الوضع الخارجي يؤثر على إضراب الأسرى بقوة، فعندما يمارس من بالخارج ضغوطا لصالح الأسرى يكون تحقيق المطالب أسرع وأقوى.

ويوضح أن اغلب مطالب المضربين تتعلق بالسماح بالزيارة لسكان القطاع ، علاوة على إيقاف الاحتجاز الانفرادي.

ويبقى الأسرى بحاجة لجعل قضيتهم حاضرة وتفعيلها دوليا ، ليؤتي إضرابهم أكله.

اخبار ذات صلة