بقلم :محمد أبو قمر
شكل اجتماع مئات الصحفيين في مقر نقابتهم بغزة منتصف الأسبوع الماضي فرصة سعيدة، لعدد كبير منهم ممن دخل بيته الصحفي للمرة الأولى منذ انطلاق حياته المهنية.
كان اللقاء فرصة سعيدة باعتباره الاستفتاء الأكبر للصحفيين الذين حرموا من حقوقهم لسنوات طويلة، وتمكنوا أخيرا من تحديد مصيرهم بالإجماع بعد انتهاء الفرص التي منحت لمن استأثروا بالنقابة دونوا أن يصلحوا حالها المشتت.
ولمن اتهم الصحفيين بالسيطرة على نقابتهم بالقوة آن له أن يصمت وألا يكون "شاهد ما شافش حاجة" ، أو ليجيب على بضع تساؤلات نطلقها بصرخة عالية في وجه أصحاب النقابة التي أعيد دبلجتها مطلع فبراير من العام الماضي ، ماذا أنجزتم على صعيد غربلة العضويات وفتح باب التنسيب؟ وما هي الخدمات التي قدمتموها للصحفيين؟ وما معايير الاستفادة منها إن كانت متاحة ، ولماذا تم تأجيل الانتخابات؟ ولو أن حقوقكم كانت مهدورة كمئات الصحفيين ما هي الخيارات المتاحة أمامكم لاستردادها؟.
أمام هذه التساؤلات التي لم يجد لها الصحفيين إجابة مقنعة تدفعهم للصبر أمام إصلاح نقابتهم يستحضرني حوار دار بيني وبين عدد ممن كانوا قائمين على الأمانة العامة في مقر النقابة عندما اعتصم "الصحفيون الأحرار" داخلها قبل أشهر للمطالبة بحقوقهم، حيث قال أحدهم امنحونا فرصة لشهر أغسطس 2011 فهناك استحقاق انتخابي، ونكون أنهينا المرحلة الانتقالية.
انتهى أغسطس ولم نر الاستحقاق، وعندما تحدثت لأحد أعضاء الأمانة العامة عن سبب التأجيل قال " لا نريد أن نعيد تجربة انتخابات فبراير 2010 ونريد ترتيب أوضاع الصحفيين".
لا نعلم ما هي المدة المفترضة التي لو منحت للأمانة العامة للنقابة لانتهت خلالها من ترميم البيت الصحفي.
ولإنصاف القائمين على النقابة خلال الفترة الماضية التي امتدت لأكثر من عام ونصف لا ننسى بأنها حققت "انجازا عظيما" بتحولها لوكالة إعلانات مميزة لم تغفل تهنئة أو تعزية لمنتميها إلا وأبرقتها عبر البريد الالكتروني، فشكرا لكم.
وأمام واقع النقابة المتهرئ لم يكن للصحفيين الذين يدافعون عن حقوق جميع المظلومين، أن يقفوا مكتوفي الأيدي طويلا دون أن ينتزعوا حقوقهم المسلوبة، وقرروا أن يعيدوا نقابتهم لمسارها الصحيح، ويجتمعوا في فرصة سعيدة ليتولوا زمام المبادرة من جديد.